عندما تحفظت لدرجة الرفض على قرار الرجاء بالإنفصال عن امحمد فاخر في هذا التوقيت بالذات والنسور على بعد أيام من كأس العالم للأندية التي كانت للسيد بودريقة ولفريق عمله رهانا قويا، من دون الأخذ بالأسباب التي سيقت لتبرير القرار، فلأنني كنت أشعر بأن ما تأسس على لحظة إنفعالية لا يمكن أن يكون كله منطقيا وقائما على العقل.

مؤكد أن الرجاء بالإدارة الحالية التي تقودها متحفزة باستمرار لتحقيق إنتظارات الجماهير الخضراء، لها كامل الحق في أن تتخذ من القرارات ما تتحقق معه مصلحة الرجاء وعليها في مقابل ذلك أن تكون بكامل الإستعداد لتحمل تبعات ومسؤولية قرار حاسم واستراتيجي، أي أن تكون قادرة على تبريره مهما كانت الظروف، وأول ما يجب أن تؤكده إدارة الرجاء لنا ولنفسها ولكل الرجاويين، أن القرار لم يكن إنفعاليا ولم يكن متسرعا ولم يكن ترضية لخواطر قالت ذات وقت تحث تأثير غضب من حدوث نتيجة عكسية، أن التحرر من الكوابيس يفرض إقالة فاخر.

لا ينفي محمد بودريقة عن نفسه أنه تعاقد مع فاخر على صفحة بيضاء لا تقف عند مجرد تحديد سقف للأهداف والطموحات، ولكن تتعداها إلى تبني المشروع بالكامل لإعطائه القدرة على أن ينمو ويعيش ويتحقق على أرض الواقع، لذلك كان الإرتباط بفاخر مؤسسا على ميثاق تعاملي وأخلاقي قبل التقني، ميثاق تشاركي لا يسمح للإنفصال أن يكون بهذه الصورة المستفزة للمشاعر بل والمهدرة للكرامة، وإذا جاز أن أقدر ظروف محمد بودريقة الذي ذهب عند الدفاع عن عمق القرار ومضمونه ومسبباته غير آبه بما قد يخلفه من جروح نفسية عند الرجل الذي وثق به، إلى حد القول بأنه هو من يوجد أمام فوهة المدفع، إلا أنني لا أجيز ولا أقبل منه ومن كل الذين يحمون ظهره بصفة المستشار المؤدى عنها، أن لا يكون قرار الإنفصال عن امحمد فاخر قد أخل بأصول التعامل النظيف أولا وأن لا يكون قد أخذ بالعناصر الإستباقية التي تستحضر التداعيات ثانيا وأن لا يكون مؤسسا على ما يحميه من الإنهيار ومن الإساءة للفريق وللمشروع ولكل مدن الأحلام التي شيدها بودريقة بل وطبخها على نار هادئة بالإستماع إلى خبرة ومرجعية وتجربة الجينرال.

أقدر ما كان من صدمة لفاخر وهو يقصى من قيادة الرجاء وهو على بعد أيام من حدث كأس العالم للأندية الذي كان من الأحلام الكبيرة التي راهن عليها بودريقة وآمن بقابلية تحققها كلما كان مسلحا بمدرب من قيمة الجينرال امحمد فاخر، ولكنني فوق هذا وذاك أتمنى أن لا يكون قرار الإنفصال قد إنبنى على أساسات هاوية، ضيقة الأفق ومؤسسة على نيات مبيتة لا ترى فيما تنادي به مصلحة الرجاء.

وحتما عندما أسمع بما يصادف إدارة الرجاء من مطبات في تعيين من يخلف فاخر والتونسي نبيل معلول يعلق المفاوضات بدعوى أن قناة الجزيرة الرياضية لا ترغب في فسخ عقدها معه، وعندما يكون الخيار الأخير هو إناطة مهمة قيادة النسور الخضر في كأس العالم للأندية بالمدرب المساعد هلال الطاير، وعندما يهزم الرجاء في مؤخر الدورة الحادية عشرة أمام حسنية أكادير ليخلو الرصيد من أي نقطة في آخر مباراتين، عندها يصبح ممكنا أن نتحدث عن رجة تقنية ونفسية وعن شرخ معنوي كبير يحتاج لاعبو الرجاء إلى من يرفعه عنهم قبل الأربعاء القادم عندما يدعون لكتابة صفحة جديدة في تاريخهم وهم ينازلون أوكلاند سيتي بأكادير.

حتما ونحن نستعرض سريعا هذا الذي تداعى بعد قرار الإنفصال، نعود لنسأل بمنتهى الصدق والحيادية، أما كان يستحسن أن يؤجل قرار الإنفصال عن امحمد فاخر إلى أن تنتهي كأس العالم للأندية؟