في ظل استمرار موجة الجدل بشأن المستحقات المالية للاعبات وحقهن في المساواة مع اللاعبين الرجال فيما يحصلن عليه من مكافآت بالمسابقات الكبيرة، تنطلق غدا الخميس فعاليات النسخة التاسعة من بطولة كأس العالم للسيدات برغبة أكيدة من اللاعبات في مزيد من التألق على الساحة العالمية.
وتنظم أستراليا ونيوزيلندا معا فعاليات هذه النسخة في الفترة من 20 تموز الحالي إلى 20 غشت المقبل.
وتشهد هذه النسخة من البطولة ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات إلى 32 منتخبا بعد مشاركة 24 منتخبا في كل من النسختين الماضيتين عامي 2015 و2019.
وتستحوذ النهائيات على اهتمام بالغ في الكثير من أنحاء العالم بعد النجاح الكبير لكرة القدم النسائية في السنوات القليلة الماضية.
ومن بين المنتخبات المشاركة في الدورة، تبرز 4 منتخبات سبق لها التتويج بألقاب النسخ الثمانية السابقة .
ويأتي في مقدمة هذه الفرق المنتخب الأمريكي صاحب الرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب برصيد أربعة ألقاب من بينها لقب النسختين الماضيتين.

• منتخبات تحضر لأول مرة
كما يشارك في هذه البطولة المنتخب الألماني المتوج باللقب مرتين سابقتين ومنتخبا النرويج واليابان، اللذان توجا باللقب من قبل.
وإضافة لذلك، تشهد النسخة التاسعة مشاركة ثمانية منتخبات لم يسبق لها التواجد في المونديال، ما يعني أن 25 % من المنتخبات المشاركة سيبحث عن خطواته الأولى، ومن ضمنها المنتخب المغربي.
ويتصدر المنتخب الأمريكي بقيادة مهاجمته المخضرمة ميغان رابينو لائجة المنتخبات الأكثر ترشيحا للمنافسة على اللقب.
وكانت رابينو لعبت دورا بارزا في تتويج الفريق باللقب في النسخة الماضية، وأحرزت اللاعبة جائزتي أفضل لاعبة وهدافة النسخة الماضية، ولكنها أعلنت مؤخرا عن قرارها باعتزال اللعب مع نهاية الموسم الحالي.
ويبرز من بين المرشحين أيضا للمنافسة على لقب النسخة المرتقبة المنتخب الإنجليزي، الذي توج قبل عام واحد فقط بلقب بطولة كأس أمم أوروبا (اورو 2022) من خلال الفوز على نظيره الألماني في المباراة النهائية.
ويفتقد المنتخب الإنجليزي جهود لاعبته المتألقة بيث ميد بسبب الإصابة، ولكن الفريق يضم بين صفوفه العديد من اللاعبات البارزات القادرات على قيادة الفريق للمنافسة بقوة مع المنتخب الأمريكي وأيضا المنتخبين الألماني والإسباني المرشحين للفوز باللقب.
وفي الوقت نفسه، تسعى منتخبات أخرى لترك بصمة كبيرة في البطولة، ويأتي في مقدمتها منتخبا أستراليا ونيوزيلندا، اللذان يسعيان لاستغلال إقامة البطولة على أرضهما لمواصلة المسيرة حتى الأدوار النهائية في البطولة.
كما يعول منتخب البرازيل على الخبرة الكبيرة للاعبته مارتا، الفائزة بلقب أفضل لاعبة في العالم ست مرات سابقة، ويعتمد المنتخب الكندي على خبرة لاعبته كريستين سينكلر.

• ضربة البداية لأصحاب الأرض
وتنطلق فعاليات المونديال غدا بمباراتين لأصحاب الأرض، حيث يلتقي المنتخب النيوزيلندي نظيره النرويجي المتوج سابقا باللقب، ويواجه المنتخب الأسترالي اختبارا أقل صعوبة، حيث يلتقي نظيره الأيرلندي أحد الوجوه الجديدة بالمونديال.
ويتطلع صاحبا الأرض لبداية قوية في البطولة؛ خاصة مع اقتصار التأهل من الدور الأول في هذه النسخة على أصحاب المركزين الأول والثاني في المجموعات الثمانية.

• جدل الجوائز المالية
ووسط موجة من الجدل بشأن المستحقات المالية للاعبات، قال السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اليوم الأربعاء إنه لا يمكنه ضمان قيام الجامعات الوطنية بتوزيع الجوائز المالية المقررة للاعبات نظير المشاركة في هذه النسخة من المونديال.
وقال إنفانتينو في مؤتمر صحفي اليوم: "نتحرك بالطبع في الاتجاه الصحيح، نجري مشاورات مع الاتحادات ومع اللاعبات، في محاولة للمضي قدما في المسار الصحيح... أصدرنا هذه التوصيات، لكننا اتحاد للاتحادات الوطنية. لذلك مهما كانت المبالغ التي ندفعها، فإنها ستمرر عبر الاتحادات الوطنية، وهي التي ستدفع الأموال للاعبات التابعات لها."
وخصص الفيفا 110 ملايين دولار كجوائز مالية لنهائيات كأس العالم للسيدات 2023، ويعادل هذا المبلغ نحو ثلاثة أمثال الجائزة المالية (40 مليون دولار) التي خصصها الفيفا في النسخة السابقة من مونديال عام 2019 بفرنسا.
ومن المفترض أن تحصل كل لاعبة على 30 ألف دولار على الأقل نظير المشاركة في المونديال، لكن لا توجد آلية لتوزيع الأموال بشكل مباشر على اللاعبات.
وكان الفيفا خصص 440 مليون دولار كجوائز مالية لبطولة كأس العالم 2022 للرجال في قطر.