تصل كأس الملك سلمان للأندية، إلى محطتها الأخيرة، بنهائي قمة في الإثارة بين الكبيرين، الهلال والنصر، نهائي يليق بجمال وسحر هذه النسخة التي تمضي حثيثا على درب تمكين الإتحاد العربي لكرة القدم من نجاحات فنية ثم تنظيمية، تسويقية واستثمارية لمسابقاته، التي دشنت في الآونة الأخيرة زمنا جديدا، هو من وحي الطفرات المتلاحقة التي تشهدها كرة القدم العالمية.
وللأمانة، فقد دعانا الإتحاد العربي لكرة القدم لما كنا كإعلاميين، نلح في طلبه، لعل بطولاتنا العربية على مستوى النوادي والمنتخبات تكون لنا بيتا نأوي إليه بين الحين والحين، لنحتفي بمشتركاتنا العربية، ولكي نكرس درجة الإتقان والجودة التي كان عليها العمل الرياضي العربي.
وبصرف النظر عما يمكن تجاوزا، أن تكون كأس الملك سلمان للأندية، قد شهدته من أخطاء تحكيمية متجاوز عنها، فإن هذه النسخة الثالثة في جنس المسابقات الجديدة التي تجسدت خلالها كل أشكال العبقرية، بإطلاق أسماء قادتنا العرب العظام، تكريما لهم من الشباب الرياضي العربي، كانت وصلة جديدة من وصلات نجاح الإتحاد العربي لكرة القدم في إكساب مسابقاته صفة العالمية، حيث وجدت لها مكانا في الأجندة الدولية، برغم الإزدحام الكبير الذي تشهده، ولربما كان لاقتران كأس الملك سلمان للأندية، مع الزلزال الجميل الذي أحدثته كبريات الأندية السعودية في سوق الإنتقالات الصيفي بجلبها لنجوم بمقاسات عالية جدا، دور في إخراج هذه النسخة بهذا الكم الجميل من الجاذبية والجمال، إلا أنه لابد من الإشادة برجالات الإتحاد العربي الذين صمموا هذه العينات الجديدة من المسابقات المبهرة، وفي مقدمتهم الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، الذي يرسخ ما ألفناه لعقود من الزمن، الرعاية موصولة للمملكة العربية السعودية بالرياضة العربية وبكرة القدم على الوجه القبلي.
ولئن عممت تقدير وامتنان عائلة كرة القدم العربية لقامات الإتحاد العربي لكرة القدم، أعضاء لمجلس الإدارة أو فنيين، إزاء هذه الصورة الجميلة التي خرجت بها كأس العرب للمنتخبات بقطر، والنسخ الثلاث للأندية العربية الأبطال التي حملت أسماء ثلاثة من القادة العرب الحكماء والنبغاء، فإنني أخص بالتنويه الدكتور رجاء الله السلمي الذي يمثل واحدا من الكفاءات الرياضية والفكرية والإنسانية التي وضعتها المملكة العربية السعودية، رهن إشارة الرياضة وكرة القدم العربية لكي يؤمن لها السير في دروب وعرة ولكي تنثر ضوءها وجمالها في كل الأكوان.
وللأمانة فإن الدكتور رجاء الله السلمي الرجل الحكيم والبليغ، والأمين العام للإتحاد العربي لكرة القدم بالإسم والإنتساب والصفة والكفاءة، يعتبر رقما صعبا في معادلة النجاح المتواتر، بل ومهندسا حقيقيا لهذه الطفرة التي تشهدها مسابقاتنا العربية، إذ يجتمع حوله كقائد وملهم وكاريزماتي، خلية نحل تشتغل لكي تؤمن للبطولات النجاح الفني والتنظيمي الذي يرفع قدرها وشأنها.
مؤكد أن الدكتور رجاء الله السلمي لن يأخذ نفسا عميقا ومجمع الأحبة العرب ينفض في مصائف المملكة بإسدال الستارة على كأس الملك سلمان للأندية، بل إنه سينزوي بفكره جانبا ليعيد قراءة مشهد بطولة كأس الملك سلمان للأندية، من ألفه إلى يائه، لا ليختال فرحا وسعادة بما كان فيه لامعا وجذابا، ولكن لكي ينفذ إلى المناطق المظلمة، ليقف على الإختلالات فيحول دون حضورها في قادم أعراسنا الكروية العربية، ولعل أول شيء يستحق الوقوف عنده طويلا، للتأمل والقياس فالحكم بعد ذلك، توقيت بطولة الأندية العربية، التي نحن في شوق لنسختها القادمة، من يا ترى إسم القائد والحكيم العربي الذي ستحمله، وفي أي توقيت ستنظم، وبأي حضور عربي ستتزين..
ولا شك عندي، في أنها ستكون أجمل مما سبقها، لأن المهندس الكبير لشكلها ومبناها إسمه رجا الله السلمي.