ضمن منتخب مالي تأهله لدور ربع نهائي كأس أمم إفريقيا بعد الفوز على غريمه منتخب بوريكنافاسو (2 – 1) خلال المباراة التي جمعت بينهما برسم منافسات دور الثمن، حيث سيقابل الماليون يوم السبت المقبل منتخب كوت ديفوار صاحب الأرض والضيافة.

بدأ منتخب بوركينافاسو المباراة بنية تغيير الوضع وتكسير العقدة، حيث لم يسبق له أن فاز على مالي خلال المواجهات السابقة بين المنتخبين.. إذ إلتقت "نسور" مالي مع "خيول" بوركينافاسو في 8 مواجهات بمختلف المناسبات ولم يحدث أن فاز البوركينابيون على أن الماليين.

ومن سوء حظ البوركينابيين أن "النسور" لم يمنحوهم، خلال هذه المباراة، الوقت الكافي للبحث عما كانوا يتطلعون إليه، حيث استقبلوا هدفا مبكرا بعثر كل أوراقهم.. ففي الدقيقة 3 وعلى إثر تمريرة من الجهة اليسرى، سدد أمادو هيدارا رأسية قوية نحو شباك حارس المرمى البوركينابي هيرفي كوفي، ارتدت من القائم قبل أن تصطدم بقدم المدافع إيدمون تابسوبا لتتحول الكرة نحو الشباك معلنة عن هدف السبق لصالح الماليين.. وقد كان هدفا مباغتا غير متوقع سُجل خطأ في مرمى بوركينافاسو عبر "نيران صديقة".

ومنح هدف السبق كثيرا من مساحات الثقة لمنتخب مالي، الذي تحكم في إيقاع الشوط الأول، عبر البناء بهدوء وتركيز، والبحث عن الحلول المناسبة لتجاوز منطقة العبور معتمدا على الضغط والتوغل، تارة عبر المراوغة والإختراق وتارة عبر التسديد من خارج منطقة العمليات، وقد إستطاع منتخب مالي أن يوقع على 3 فرص حقيقية لإضافة الهدف الثاني قبل نهاية زمن الشوط الأول، لكنه لم يوفق في ذلك.

وقد كانت نسبة الإستحواذ خلال الشوط الأول مرتفعة لصالح الماليين، فيما كان البوركينابيون يدافعون أكثر ويترصودن كل سعي مناسب يقودهم لتسجيل هفد التعادل، لمن دون جدوى لنتهي الشوط الأول ماليا بهدف للا شيء. 

وبنفس السيناريو بدأ منتخب مالي الشوط الثاني حيث سجل هدفا مباغتا وسريعا مرة أخرى من توقيع لاسين سينايوكو في الدقيقة 47، وهو هدف أكد من خلاله النسور إصرارهم على حسم نتيجة المباراة لصالحهم بتعزيزها بمزيد من الأهداف.

لكن لم تتأخر ردة فعل "خيول" بوركينافاسو هذه المرة، وقادوا هجوما قويا أثمر عن ضربة جزاء سجل منها بيرتراند تراوري الهدف الأول في الدقيقة 57، منح الكثير من الأمل للبوركينابيين، وحفزهم على المضي قدما نحو البحث عن المزيد، خصوصا بعدما أكدوا أن بمقدورهم تعديل نتيجة المباراة على الأقل.

وبالقدر الذي زاد البوركينابيين من نسبة ضغوطاتهم وشراستهم، وباتوا أقوى حضورا خلال الشوط الثاني، خصوصا بعد التغيير البشري والتكتيكي الذي قام به مدربهم لتقوية خط الهجوم أكثر.. بالقدر الذي احتاط فيه الماليون كثيرا رغبة في الحفاظ على تقدمهم في النتيجة، مع إمكانية تعزيز تقدمهم بهدف ثالث، من خلال المناورات والإختراقات التي كانوا يقومون بها بين الفينة والأخرى.

وتمكن مدافع "الخيول" يوسوفو دايو فعلا من التوقيع على هدف التعادل في الدقيقة 90، لكن البوركينابيين لم يفرحوا به كثيرا، لأن دايو كان في حالة تسلل واضحة، لذلك لم يحتسبه الحكم.

ولم تخدم الدقائق الأخيرة من زمن المباراة أي من الفريقين لتعزيز رصيده من الأهداف، حيث ظلت النتيجة مثلما كانت عليه خلال بداية الشوط الثاني (2 – 1) لصالح مالي.