بشكل مفاجئ أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عن تعيين الإطار التقني الوطني طارق السكتيوي مدربا للمنتخب الوطني الأولمبي، بديلا للإطار التقني عصام الشرعي الذي نجح في منح المنتخب المغربي لأقل من 23 سنة اللقب الإفريقي، ومن خلاله ضمنت كرة القدم المغربية التواجد مجددا بالألعاب الأولمبية، بعد أن غابت عنها في دورتي 2016 و2020.

المفاجئ في قرار تغيير الربان التقني للمنتخب الأولمبي، أنه لم يكن مسبوقا بأي إرهاصات، إلا أنه بالتأكيد، كان موضوع دراسة وتمحيص دقيقين، سواء داخل الإدارة التقنية الوطنية أو داخل لجنة المنتخبات الوطنية.

والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا انتظرت الجامعة كل هذا الوقت، أي منذ تتويج منتخب أقل من 23 سنة باللقب الإفريقي لتعلن عن هذا التغيير المفاجئ، ولكن المخطط له؟
هل للأمر علاقة بالتغيير الذي طال المدرب المساعد الأول لوليد الركراكي؟ 
وهل للأمر علاقة بالتغييرات التي تحدث عنها الناخب الوطني داخل المفاصل التقنية المختلفة لفريق العمل، بالنظر إلى أن مدرب المنتخب الأولمبي، يظل هو الأقرب بين كل مدربي المنتخبات السنية للناخب الوطني؟

مؤكد، أننا جميعا كنا نبدي تحفظات على أسلوب لعب المنتخب الأولمبي، وطريقة تدبيره للمباريات التي لم تكن تفرز إجماعا على مستوى جودة المحتوى، لكن انتظار كل هذا الوقت من أجل التوصل إلى الإقتناع بأن عصام الشرعي لا يمكن أن يكون رجل المرحلة بالنسبة للمنتخب الأولمبي، بصرف النظر إن كانت هناك أسباب أخرى لهذا التغيير المفاجئ، هو ما يحرك العديد من الأسئلة، سؤال التوقيت الذي اختارته الجامعة لإحلال طارق السكتيوي مكان عصام الشرعي.

لا خلاف على أن طارق السكتيوي في مساره التدريبي الذي بدأه وهو ينهي مساره كلاعب مع فريقه الأم المغرب الفاسي، أظهر لنا جميعا شغفه وطموحه بإنجاح التحول الصعب في حياة اللاعبين، وهو ما تأكد بالفعل وطارق السكيتوي يطبع المراحل التي مر منها والأندية التي تعاقب عليها، بصرف النظر عن الإنجازات والألقاب، بالجدية وقوة الشخصية والفهم العميق لأغوار التدريب.

لذلك لا يفاجئنا من حيث الشكل، أن يأتي طارق السكتيوي لتدريب المنتخب الأولمبي وهو مقبل على المشاركة في الإستحقاق الأولمبي، فالرجل أعطى إشارات قوية على أنه إطار تقني واعد، إلا أننا نتمنى أن يكون القرار مدروسا، وأن تكون الأرضية مساعدة على أفضل تعاون ممكن بين وليد الركراكي مدرب الأسود وطارق السكتيوي مدرب الأولمبيين.