يبدو أن الوداد لا يستفيد من الدروس، مثلما أن دار لقمان تظل على حالها، والدليل جسدته مقاربة الإنفصال عن التونسي فوزي البنزرتي.
ففي الوقت الذي كان هذا المدرب قد أعفى الوداد من أي شرط جزائي، ومن تسديد درهم واحد مقابل رحيله ومغادرة عارضة القلعة الحمراء التقنية، بعد ثلاثية تاريخية خسر بها أمام شباب السوالم، حين استقال في الندوة الصحفية التي أعقبت تلك المواجهة، ما حدث سيبرز حالة الهدر البشع لموارد الوداد المالية، الشيء الذي كانت فاتورته باهظة، باستحضار سوابق بابا طوندي، الشيخ  كومارا، ويليام  جيبور، وجميعهم كسبوا نزالات فاقت تكلفتها مليار سنتيم بدل تسوية الإنفصال عنهم ومعهم وديا، لغاية المدربين روني جيرار الذي طلب بـ50 ألف دولار مع عون قضائي إصطحبه ليرفض مقترحه، وبعدها يكسب مليار سنتيم مثلما كسب الإسباني بينيطو فلورو مليارا آخر والحسين عموتا نصف مليار لذات السبب، وبنفس الأخطاء على مستوى تدبير الإنفصال. 

اليوم البنزرتي يكرر الخروج الرابع من مركب بنجلون، بحصيلة رقمية كارثية هي الأسوأ له في مشواره كمدرب في 16 مباراة خسر فيها أكثر ما ربح، رحل هذه المرة وفي جيبه 125 مليون سنتيم. 

ما تسرب عن  مقاربة الإنفصال، هو أن البنزرتي غادر براتب 3 أشهر شرطا جزائيا، و39 مليون مستحقات عالقة سابقة  لم يتخل عنها شيخ المدربين رغم وضعية النادي الصعبة، ورغم أنه كان يعلم علم اليقين أنه لم يقدم أية إضافة تذكر.

فكيف يتم تفسير إهدار كل هذه المبالغ مع مدرب إستقال وكان على وشك، المغادرة بالمجان؟ 
أليس عيبا أن ناديا من حجم الوداد أهدر مع «عموتا ثم النفطي لغاية غاريدو فالبلجيكي فاندنبروك ثم 100 مليون التي توصل بها عادل رمزي، وانتهاء بالبنزرتي هذه المبالغ والإيرادات المالية الباهظة؟ 

فلو أحصينا وتعقبنا ما ناله كل مدرب من هؤلاء وقد بلغ عدد المدربين الذين جربهم الوداد بعد الركراكي 7 مدربين، باحتساب مرور حسن بنعبيشة خلال كلاسيكو الجيش في البطولة بعد إقالة عموتا، فالحصيلة مرعبة من حيث معدل الإنفاق، وما سدده النادي خلعا لطلاق هؤلاء الربابنة وقد تنوعت مدارهم «مغربيان وتونسيان وبلجيكي مع إسباني» ؟ 
لذلك وبما أن الوداد هو ممثل الكرة المغربية في مونديال الأندية المقبل بمشيئة الله تعالى، مثلما أنه من سيحضر للنسخة الثانية تواليا في السوبر ليغ الإفريقي، فما يحدث معه حاليا على مستوى تدبير ورشه التقني بالترقيع بدل التوجه للتعاقد مع مدرب من جهابذة التدريب والضالعين في أسرار وخبايا الكرة الإفريقية وبشكل مبكر، كي يرسم خارطة طريق تمثيلية مشرفة، يمثل هدرا للوقت. 

مؤسف أن يوقع الوداد لمدرب إطفائي يغادره بعد أشهر هذه المبالغ ويضم في الميركاطو من شباب المحمدية لاعبا إسمه الزمراوي بنصف مليار سنتيم، والنتيجة موسم صفوي يلوح في الأفق وضرب لموارد النادي في الصميم.