حقق المنتخب المغربي ما كان يصبو إليه خلال وديته أمام منتخب أنغولا، حيث فاز بنتيجة (1 – 0)، وكسب بالتالي ثقة لاعبيه وخصوصا الجدد منهم، بعدما أظهروا تفاهما كبيرا وانسجاما تاما مع بقية اللاعبين.

وجاءت ودية أنغولا في محاولة ليضع المنتخب الوطني قطيعة مع التعثر الذي أصابه في "كان" كوت ديفوار، ويبدأ بالتالي فصلا جديدا من تاريخه، يسعى من خلاله إلى وضع أسس مثينة لمستقبل مُبشّر.

واعتمد وليد الركراكي، خلال هذه الودية، على تشكيلة أزيد من ثلثي لاعبيها شاركوا في نهائيات كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار، ويظهر فيها 3 لاعبين جدد يحملون قميص المنتخب المغربي لأول مرة، وهم: عبقار، دياز وبن الصغير.. وهي تشكيلة تتأسس عى دفاع صارم بقيادة بونو في حراسة المرمى، حكيمي في مركز الظهير الأيمن وعطية الله في مركز الظهير الأيسر.. مع ثنائي الدفاع الأوسط أكرد وعبقار. وفي وسط الميدان نجد أمرابط كلاعب وسط دفاعي، أوناحي كلاعب وسط هجومي ودياز كصانع ألعاب.. بينما يظهر خط الهجوم بالثلاثي زياش في الجناح الأيمن الذي يميل للوسط، وبن الصغير في الرواق الأيسر، إضافة إلى الكعبي كرأس حربة.

ولم تجد تشكيلة وليد، بلاعبيها الجدد، أدنى صعوبة في فرض سيطرتها على مجريات اللعب، حيث ساد تفاهم كبير بين جميع اللاعبين.. وظهر دياز متوهجا بتوغلاته واختراقاته، وظهر بن الصغير متألقا بلمساته وتمريراته.. فيما قاتل عقبار على مستوى الدفاع، وكان أمام اختبار صعب في الدقيقة 14 عبر الفرصة الوحيدة الخطيرة التي كاد أن يسجل منها منتخب أنغولا هدف السبق، بواسطة رأسية مهاجمه مابولولو.

واستطاع المنتخب المغربي أن يستحوذ على الكرة بنسبة فاقت 70% خلال الشوط الأول الذي ظهر فيه الأسود بقدرة فائقة على صناعة التهديد وخلق فرصة التهديف.. وكاد الكعبي في عدة مناسبات أن يفتتح التسجيل.

والحقيقة أن المنتخب المغربي قام بكل شيء خلال الشوط الأول، ولم يكن ينقصه سوى اللمسة الأخيرة.. لكنه عجر عن ترجمة كل محالاته وخطورته إلى أهداف.. لكن ما كان تثلج الصدر فعلا أن الفاعلية على مستوى البناء وصناعة فرص التهديد كانت حاضرة باستمرار عبر العديد من اللاعبين.. زياش، حكيمي، دياز، أوناحي وبن الصغير..

وكان لابد أن يبحث أسود الأطلس خلال الشوط الثاني، الذي دخله المنتخب المغربي بنفس التشكيلة، على تغيير المعادلة التي إنتهى بها الشوط الأول، وتغيير النتيجة. واستمر أسود الأطلس في خلق فرص التهديف والحصول على ضربات الخطأ المباشرة على مشارف منطقة العمليات.. لكن ظل الإستعصاء هو سيد الموقف، حيث عجز لاعبو الفريق الوطني عن بلوغ مرمى أنغولا.

وبحثا عن حلول ناجعة تزيل وتذيب الإستعصاء القائم لجأ وليد الركراكي إلى إدراء تغييرين أثنين خلال الدقائق الـ25 الأخيرة حيث اعتمد على رحيمي بدل الكعبي وريتشاردسون بدل أوناحي.. وتمكن أسود الأطلس من تسجيل هدف السبق أخيرا في الدقيقة 72، عبر "النيران الصديقة"، حيث سجل المدافع كالمو ضد مرماه بعد تمريرة من عطية الله تجاه رحيمي.

ولجأ الركراكي إلى تغييرين آخرين خلال الدقائق الـ15 الأخيرة حيث اعتمد على النصيري بدل زياش والعزوزي بدل أمرابط. وظلت السيطرة مغربية، واستمر الأسود في البحث عن هدف ثان.

وفي الدقيقتين الأخيرتين تم تغيير دياز وبن الصغير بالثنائي الخنوس وأخوماش، لكن دون أن تتغير النتيجة لتنتهي المباراة بفوز صغير لصالح الأسود، وباستفادة كبيرة بالتأكيد.. لكن مازال الفريق الوطني في حاجة إلى تليين طريقة لعبه على مستوى نجاعة اللمسة الأخيرة وإنهاء العمليات بفاعلية ونجاح.