الوداد جاهز للمنافسة على واجهتي البطولة وعصبة الأبطال
الخروج المبكر من الشان سيقلل من شأن اللاعب المحلي
أبذل مجهودا لإستعادة مستواي و إرضاء الجماهير الودادية
لم أشغل بالي بالعروض الإحترافية لأحافظ على تركيزي مع الوداد

يعتبر وليد الكرتي أحد العناصر التي تألقت رفقة المنتخب الوطني الأولمبي، وهي العناصر التي كانت تستحق الحضور في منافسات الشان الأخير باعتبارها مستقبل الكرة المغربية بعد أن ضاع عليها حلم المشاركة في الأولمبياد، وكان للاعب وسط الوداد البيضاوي رأي حول هذا الموضوع، حيث تمنى أن تمنح فرصة أخرى لهذا الجيل من اللاعبين الموهوبين، والذين بإمكانهم تقديم الشيء الكثير للكرة المغربية، كما تحدث كذلك في هذا اللقاء الذي خص به جريدة «المنتخب» عن استعدادات فريقه الوداد للإستحقاقات القادمة، مؤكدا عزم العناصر الودادية على ركب التحدي والمنافسة على الواجهتين المحلية بالرغم من إصرار باقي الخصوم على الإطاحة بالبطل من فوق عرشه.
وأضاف بأنه يبلي البلاء الحسن لإستعادة توهجه ومستواه الحقيقي لإرضاء الجماهير الودادية، مؤكدا في نفس الوقت عدم تخوفه من المنافسة، وكذا عدم تفكيره في الإحتراف في الظرفية الراهنة، حيث يركز على تحقيق مزيد من الألقاب رفقة المجموعة التي يقودها باقتدار المدرب طوشاك الذي يثق في مؤهلاته، حيث ظل الخيار الأول لديه في خط الوسط.
- المنتخب: كيف تمر استعداداتكم للنصف الثاني من البطولة؟
الكرتي: الإستعدادات تمر في أجواء جيدة وممتازة، فالمدرب طوشاك أعد برنامجا إعداديا مكثفا، وحاليا نتواجد بمدينة أكادير، حيث نخوض معسكرا مغلقا، وكل الظروف مهيأة لنا كلاعبين لكي نطور مؤهلاتنا البدنية وكذا الفنية، أجرينا يوم الأحد أول مباراة ودية أمام فريق الدشيرة، وخلالها قدمنا مستوى جيد، وهناك تطور من حيث اللياقة البدنية للاعبين، أظن بان هذه المرحلة مهمة جدا بالنسبة لنا لأنها ستمكن الطاقم التقني من تصحيح بعض الأخطاء، وإعداد الفريق بشكل جيد للمنافسات الرسمية. 
- المنتخب: تمكنتم من التتويج ببطولة الخريف، فهل كنتم تنتظرون ذلك؟
الكرتي: بعد الفوز بلقب البطولة في الموسم الماضي كان الرهان هذا الموسم هو الحفاظ على هذا اللقب، كنا نعلم بأن المهمة لن تكون سهلة وسنجد مقاومة من باقي الأندية الأخرى التي يراودها هذا الطموح، لكن الحمد لله كانت الإنطلاقة جيدة بالنسبة لنا، حيث حققنا مجموعة من النتائج الإيجابية في الدورات الأولى وهذا ما حفزنا على بذل مزيد من الجهد، وبالفعل توفقنا في توسيع فارق النقط عن أقرب المطاردين، لكن الدورات الأخيرة لم تخدم مصالحنا، حيث فقدنا الصدارة لصالح الفتح الرباطي، ومع ذلك لم نيأس أو ننزل أيدينا، واجتزنا مباريات صعبة بسلام وبدون هزائم وهذا ما ساعدنا على استعادة الصدارة والتتويج بلقب الخريف، وأظن بأننا نستحق ذلك.
- المنتخب: لكن المنافسة هذا الموسم هي أقوى، كيف تراها من زاويتك؟
الكرتي: كما قلت سابقا، فقد كنا ننتظر أن تكون المنافسة أقوى مما كانت عليه في الموسم الماضي، لأنه حينها لم يكن أي أحد ينتظر أن يستعيد فريق الوداد قوته في ظرف وجيز وينافس على اللقب بالنظر لكل المشاكل التي كان يعاني منها في مرحلة سابقة، والتغييرات الكثيرة التي مست إدارته التقنية وتركيبته البشرية، لكن هذا الموسم فالوداد هو حامل اللقب، وبالتالي فإنه مستهدف من كل الفرق التي باتت تستعد لنا بشكل جيد وتضرب لنا ألف حساب.
ومن جهة أخرى فإن كل الأندية استعدت بشكل جيد لهذه البطولة وعززت صفوفها بلاعبين مميزين، وهذه المنافسة هي في صالح البطولة، وكما ترى فإن مستوى أغلب الأندية جد متقارب.
- المنتخب: لاحظ الجمهور الودادي تراجع مستواك بالمقارنة مع الموسم الماضي، فبماذا ترد؟
الكرتي: قد يكون هذا صحيحا، فالجمهور يلاحظ ويعرف إمكانيات اللاعبين ومستواهم، وحين يكون هناك تراجع فإنه يحس بذلك، وبالنسبة لي فإن هذا الموسم كان مختلفا، حيث لم أستفد من قسط من الراحة كباقي اللاعبين وذلك بسبب تواجدي مع المنتخب الأولمبي في فترة الصيف، حيث شاركنا في عدة دوريات وكذا إقصائيات الألعاب الأولمبية، ولم نشارك مع الوداد في معسكره الإعدادي، ومن الطبيعي أن يتأثر الأداء، فاللاعب ليس آلة يمكنها أن تقدم نفس المردود دائما، فنحن بشر ونتأثر بالعديد من الأشياء، ومن بينها بعض الإصابات التي تعرضت لها، وحاليا أبذل كل الجهود لأستعيد كل إمكانياتي حتى أتمكن من إرضاء الجماهير الودادية.
- المنتخب: هناك حديث عن توصلك بعروض في الميركاطو الأخير، هل هذا صحيح؟
الكرتي: بالفعل وصلتني أصداء عن توصل إدارة الوداد بعرض من إحدى الأندية الفرنسية، كما تحدث معي بعض الوكلاء بخصوص إمكانية إلتحاقي بعالم الإحتراف بالديار الفرنسية، لكني لم أهتم كثيرا بهذا الموضوع لأني أركز حاليا على فريق الوداد، لذلك تركت هذا الموضوع لإدارة الفريق باعتبارها الجهة التي يحق لها مناقشة أي عرض لفائدتي لأني أحترم العقد الإحترافي الذي يربطني بفريقي والذي يتبقى منه موسمين ونصف.
- المنتخب: هل هذا يعني بأنك لا تفكر في خوض تجربة احترافية بأوربا؟
الكرتي: لا فانا لا أعني ذلك، لكن التفكير في موضوع الإحتراف في الظرفية الراهنة قد يشتت تركيزي، كما سيكون لذلك تأثير على نفسيتي وعلى مستواي مع فريق الوداد، لذلك أحاول ألا أشغل تفكيري بمثل هذه المواضيع لأن هناك استحقاقات مهمة تنتظرنا، وأتمنى أن أقدم الشيء الكثير للوداد وأن أتمكن من تحقيق مزيد من الألقاب التي تغني رصيدي، وهذا سيفيدني كثيرا، أظن بأن سني يسمح لي بخوض تجربة احترافية في المستقبل فأنا لم أتجاوز بعد 21 سنة، وهذا عامل محفز على الإجتهاد أكثر، والمستقبل سيكون أفضل بإذن الله.
- المنتخب: كيف ترى انعكاس الخروج المبكر للمنتخب المحلي من الشان على البطولة الوطنية؟
الكرتي: هذا سيكون له انعكاس سلبي على صورة اللاعب المحلي، فالجميع كان يراهن على هذا المنتخب لتحقيق نتائج جيدة ومشرفة يمكن أن تنعكس بشكل إيجابي على مستوى البطولة الوطنية، لكن قدر الله ما شاء فعل، فهذه هي كرة القدم لا تخضع دائما للمنطق، وأتمنى أن يتمكن الجيل القادم من تحقيق نتائج أفضل، وأن نستفيد من الدروس المستخلصة من هذا الشان من أجل مشاركة أفضل في المنافسات القادمة.
- المنتخب: هل في نظرك هذا الخروج المبكر يعتبر مقياسا للحكم على البطولة الوطنية؟
الكرتي: لا أظن ذلك، فالبطولة الوطنية تعتبر من أفضل البطولات على المستوى القاري بشهادة المتخصصين في الميدان، وحتى المنتخبات التي تواجدت معنا في نفس المجموعة لم تكن أفضل من المنتخب المغربي، والدليل أننا تفوقنا على منتخب رواندا برباعية، والمنتخب المغربي لم يظهر بمستواه الحقيقي في أولى المباريات، وهو ما ساهم في ضياع التأهل.
- المنتخب: ألا تظن بأن عناصر المنتخب الأولمبي هي التي كانت تستحق الحضور في الشان؟
الكرتي: شخصيا لست مؤهلا للحديث حول هذا الموضع فهذا اختصاص المدرب والجامعة والإدارة التقنية الوطنية وكذا المتخصصين في الميدان، ونحن كلاعبين نبقى رهن إشارة المنتخبات الوطنية ومستعدين دائما للدفاع عن القميص الوطني متى وجهت لنا الدعوة.
- المنتخب: لكن أغلب المنتخبات شاركت بعناصر شابة عكس المنتخب المغربي؟
الكرتي: كل جامعة لها استراتيجيتها وكذا طريقة عملها وأهدافها المتوخاة من المشاركة في مثل هذه المنافسات، أظن بأن المسؤولين كانوا يراهنون على هذا المنتخب من أجل المنافسة على اللقب، ونحن كعناصر شابة كانت أمامنا فرصة المشاركة في الألعاب الأولمبية وضيعنا هذه الفرصة الثمينة، ولن أنسى هذه الطريقة التي خرجنا بها أمام المنتخب التونسي، فلو توفقنا في اجتياز هذه المحطة ربما كانت ستتاح لنا الفرصة للمشاركة في هذا الشان لتكون فرصة إعدادية بالنسبة للألعاب الأولمبية، ومع ذلك أتمنى أن تعطى فرصة أخرى لهذا الجيل من اللاعبين الموهوبين لأنهم يستحقون ذلك.
- المنتخب: نعود للحديث عن فريق الوداد، كيف تنظر للإستحقاقات المقبلة؟
الكرتي: قريبا سندخل غمار منافسات البطولة الوطنية، حيث تنتظرنا مباراة صعبة وقوية أمام الجيش الملكي بميدانه، بعدها سنستقبل أولمبيك خريبكة، نعلم جيدا بأن المهمة لن تكون سهلة، فكل الأندية استعدت بشكل جيد وعززت صفوفها، والوداد هو حامل اللقب ومتزعم الترتيب، وبالتالي فهو مستهدف والكل يرغب في إسقاطه والتغلب عليه، ونحن كلاعبين واعون بهذه المسؤولية الملقاة على عاتقنا، وكعادتنا سنخوض هذه المباريات بعزيمة وبنفس الإصرار على تحقيق الفوز، لأن هدفنا الأسمى هو اللقب رقم 19.
- المنتخب: وماذا عن عصبة الأبطال، هل بإمكانكم المنافسة على الواجهتين؟
الكرتي: بالنسبة لمباريات عصبة الأبطال فإنها ستنطلق بدورها منتصف شهر فبراير المقبل، وستجرى بنظام الذهاب والإياب في المراحل الأولى، وهي تجربة مهمة بالنسبة لنا، والحمد لله فأغلب العناصر تتوفر على تجربة إفريقية مهمة وهذا ما سيساعدنا كثيرا في هذه المنافسة، ومن الواجب علينا استغلال المباريات داخل القواعد وتحقيق انتصارات قوية تساعدنا خارج الميدان، أظن بأن التركيبة البشرية التي نتوفر عليها حاليا قادرة على الذهاب بعيدا في هذه المنافسة ولم لا دخول المجموعات والمنافسة بكل قوة على اللقب، ولا خوف على الوداد، فنحن متعودون على الأدغال الإفريقية ومستعدون لتشريف الفريق والكرة المغربية.
- المنتخب: في نظرك، هل وداد هذا الموسم أقوى من الموسم الماضي، أم العكس؟
الكرتي: في الموسم الماضي توفقنا في التتويج باللقب، وهذا لم يأت من فراغ، بل كان هناك مجهود كبير ساهمت فيه كل مكونات الفريق، أظن بأنه كانت هناك سلبيات وإيجابيات، لكن الفريق كان قويا ومتماسكا وكان هناك انسجام تام داخل المجموعة، وفي الموسم الماضي أنهينا المرحلة الأولى برصيد 26 نقطة، وهذا الموسم أنهيناها برصيد 28 نقطة مع العلم أن المنافسة كانت أقوى، وهذا يعني بأن وداد هذا الموسم أفضل، وأتمنى أن نحافظ على هذه الإستمرارية إلى نهاية الموسم.
- المنتخب: في ظل الإنتدابات التي أقدم عليها الوداد، ينتظر أن تشتد المنافسة على مركزك، ألا تزعجك هذه المنافسة؟
الكرتي: لا بالعكس فالمنافسة هي في مصلحة اللاعب لأنها تساعده على تطوير مستواه وترغمه على بذل مجهود مضاعف عوضا عن التراخي، فكرة القدم هي منافسة سواء مع الخصم أو كذلك مع الزملاء في الفريق، ولا يمكن أن تمارس كرة القدم في غياب المنافسة، وشخصيا لست متخوفا من هذا الجانب لأنه عامل محفز على مزيد من البذل والعطاء، وداخل الوداد نعمل كمجموعة وهدفنا مصلحة الفريق التي تبقى فوق اعتبار، لذلك نرحب بكل من بإمكانه تقديم الإضافة، وفي الأخير تبقى الصلاحية للمدرب الذي يختار اللاعب الجاهز لكل مباراة.
- المنتخب: في الدورات الأخيرة لم تكن نتائجكم في المستوى، فما هي أسباب التراجع، وهل تجاوزتم تلك المرحلة؟
الكرتي: أظن بأن جميع الفرق تمر من هذه المراحل، والحمد لله أننا اجتزناها بأقل الخسائر لأننا لم ننهزم سوى في مباراة واحدة أمام الفتح الرباطي من كرة ثابتة تغير اتجاهها، صحيح أننا ضيعنا مجموعة من النقط في الدورات الأخيرة وكان بإمكاننا أن نوسع الفارق عن المطاردين، لكننا حافظنا على صدارة الترتيب وهذا مهم جدا ويعتبر عاملا محفزا ومشجعا.هذا التوقف جاء في الوقت المناسب بالنسبة لنا حتى نتمكن من استرجاع الأنفاس والإعداد بشكل جيد للمرحلة المقبلة مع تصحيح كل الأخطاء التي وقف عليها المدرب في المرحلة السابقة، وإن شاء الله سندخل البطولة بنفس جديد ومعنويات مرتفعة.
- المنتخب: كيف تتوقع النصف الثاني من البطولة؟ ومن هي الأندية التي ترشحها لمنافسة الوداد؟
الكرتي: سيكون أصعب وأقوى فكل الأندية استعدت بشكل جيد، وخاصة الأندية التي تعودت على المنافسة على الألقاب ولها تجربة ونفس طويل، ومن بينها الجيش الملكي العائد بقوة والفتح الرباطي الذي يتوفر على تشكيلة قوية بالإضافة للمغربي التطواني، ولا يمكن أن نستثني الرجاء البيضاوي الذي بإمكانه العودة في أية لحظة، على العموم فمستوى الأندية جد متقارب وبالتالي فإن المنافسة ستكون قوية ويصعب التكهن بنتائج المباريات وهذا ما يضفي الحماس على البطولة الوطنية و سينعكس عليها بشكل إيجابي،و الحسم في اللقب لن يكون سوى في الدورات الأخيرة، وفي نظري فإن الوداد هو أقوى المرشحين للتتويج.
- المنتخب: أترك لك مساحة حرة في الختام لتتحدث فيها لجمهورك
الكرتي: أشكر جريدة المنتخب أولا على هذه الإلتفاتة وأتمنى لها كل التوفيق ومزيدا من الريادة، كما أشكر جماهير الوداد على دعمها ومساندتها لنا طيلة مرحلة الذهاب بالرغم من بعض النتائج التي لم ترضنا كثيرا في الدورات الأخيرة، أطلب منهم الإستمرار في الدعم والمساندة لأن ما سيأتي أصعب مما مضى خاصة أننا سندخل غمار منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، وأعدهم بأننا لن ندخر أي جهد من أجل إسعادهم، وهدفنا جميعا هو اللقب 19 واللقب 20 إن شاء الله وعودة قوية للواجهة القارية، مع متمنياتي في الأخير بالتقدم والإزدهار للكرة المغربية، وتجاوز سريع لمخلفات هذا الإقصاء من الشان.