سنتناول في هته المساحة موضوعا شغل الجمهور والإعلام المغربي ولا أحد تجرأ على ملامسته والنبش فيه النبش الصريح والموضوعي، بعيدا عن التشنجات والتوتر وحتى التعصب لهاته الفئة على حساب الأخرى.
سنستعرض ونحن نواكب بحصرية دائمة ما تداعى من «الشان» من هزات إرتدادية ومخلفات، وما تسنى له جمعه وإحصاؤه من نكبة الخروج الصادم في تقييم البعض والعادي في قراءات آخرين.
في الورقة التالية نستعرض انعكاس خروجنا من «الشان» على المنتخب الأول، وكيف تفاعل الزاكي مع الدورة والذي ربحه الأسود من هذا مشاركة مطبوعة بالفشل وخيبة الرجاء؟
تابعوا ولنا التقييم ولكم التعليق الحر..
الزاكي وعلاقته بـ «الشان»
بالمنطق أولا كونه معنيا بمتابعة دورة تحضر فيها منتخبات إفريقية ومدارس قد تمثل لنا منافسا في القادم من الإستحقاقات، وبالإنتماء ثانيا كونه مغربي وله صلة بكل حضور ومشاركة مغربية حتى ولو يكن مشرفا على منتخبها ولا هو عراب حلمها.
لهذا كان الزاكي معنيا بمتابعة الدورة وبطريقته الخاصة، ومن منظوره الذي يخدم حساباته، سيما في ظل الأصوات التي ارتفعت قبل بداية الدورة تدعوه لمرافقة المنتخب المحلي والتواجد بكيغالي للوقوف على حقيقة أداء لاعبين ظل يستدعي بعضها وظل يوجه لهم بطاقة الحضور لمعسكرات الأسود فيما مضى.
الزاكي تابع «الشان» وحرص على تقييم مستوى الدورة وتقييم حضور لاعبينا في محفل قاري تنافسي، وهو ما كان يضعه في الصورة الحقيقية لعراكية الدوليين في مباريات أكثر حدة وإيقاعا من مستوى البطولة الخافت إيقاعها والتي لا تمثل مرجعا صحيحا ولا وحدة قياس مثالية لكل ناخب وطني، وهو ما راح فاخر ضحيته بالتغليط الذي تسبب في أخطاء اختيارات بشرية كان هو أول من اعترف بها بعد العودة من رواندا.
ما مصير المحليين المشتركين؟
كان أول ما حرص الزاكي على مراقبته برواندا هو حضور عدد من اللاعبين الدوليين المشتركين بينه وبين فاخر في مقام أول ومتابعة الفلتات الممكن أن تبرز وتشكل اكتشاف الدورة الجديرة بالمتابعة والرصد في سياق ثاني يأتي بعد النهائيات ويسبق مباراة  الرأس الأخضر.
من بورقادي مرورا بالكروشي وأولحاج ثم أبرهون فالنقاش والشاكير ثم سعدان وبطنا، حرص الزاكي على تقييم ما الذي يمكن أن يبرزه كل هؤلاء من ردة فعل في مسابقة قارية وفي ظروف سيقبل الأسود عليها كثيرا في القادم من الإستحقاقات.
التركة المشتركة إذن بين الإطارين كانت أول وأكثر ما حرص الزاكي على تتبعه ومؤكد أنه خرج بانطباعات لم تختلف عن تلك التي أجمع الكل عليها والمتمثلة في تنقيط سيء لكل الحضور إلا من قلة قليلة أظهرت مقومات تشفع لها الإحترام وأن تظل محافظة على صفتها الدولية أو على الأقل التشبث بهذا الحق حتى إشعار آخر؟
الراسبون في الإمتحان 
ولو نحن ابتعدنا احتكاما للحكمة التي رافقت تصريحات الزاكي ونحن نحاول استجلاء مواقفه وحتى تقييمه وتنقيط لاعبيه، وله الحق المطلق في ذلك، بل أن تحفظه هو قمة العقل إلا أنه أمكننا أن نتوصل بطريقتنا الخاصة والتي لا يمكن للزاكي أن يختلف معها إلا إذا كان له منظور خاص به.
التقييم قادنا وبحصانة الأرقام والإحصائيات التي لا تتجمل لبلوغ حقيقة صادمة كون «الشان» ساهم في تعرية عدد من اللاعبين الدوليين وساهم في اندحارهم وفي المقدمة يبرز إسم الشاكير والذي كان أبرز الخاسرين بالدورة.
الزاكي يوظف الشاكير بمركز ويرى فيه لاعب ارتكاز إنسجاما مع ما تقمصه من أدوار داخل الجيش الملكي، وفاخر أقحمه بالرواق الأيمن وهنا يكمن اختلاف النظرة والتصور.
كما خفت نجم مروان سعدان الذي راهنا عليه رهانا كبيرا كسقاء للمستقبل وفشل في اختبار «الشان» فشلا ذريعا هو الآخر.
ولأن كروشي لم يلعب وبحكم عامل السن واستحالة استعادة المستوى وللإصابة قبل مباراة الرأس الأخضر فهو بدوره من الخارجين من الإهتمام، وخسر أبرهون لكونه كان خارج حسابات فاخر بالكامل.
النقاش كان بين المنزلتين، وبطنا لعب مباراة لمع فيها واختفى بعدها للإصابة، وبورقادي في غياب حارس بجودته سيكون الحارس الثالث الدائم داخل الأسود.
الفائزون بالدورة
مقابل خسارة بعض الدوليين لأسهمه كان هناك عدد من اللاعبين الدين اغتنموا الفرصة وقدموا صورة مقبولة حتى لا نبالغ في التقييم ونكرر بالتالي نفس الأغلاط التي كانت سببا في اندحار الكرة المغربية، بالتهليل والتطبيل وحتى التمجيد والنفخ الذي يسيء لاعبونا المحليين استثماره.
كانت فلتات لمعت وفي مقدمتها المدافع جواد الياميق والذي يحسب لمحمد فاخر اختياره ويحسب له الدفع به أساسي على حساب أبرهون الذي ظل مرارا محافظا على حضوره ضمن لوائح الأسود.
الياميق قدم دورة رائعة وتعامل بجرأة مع مواقف صعبة وبدا واحدا من المكاسب الكبيرة والتي سيربحها الفريق الفوسفاطي في رحى المسابقة الأرفع والأقوى قاريا، والمقصود بها عصبة الأبطال بطبيعة الحال.
اللاعب عبد الغني معاوي كان أيضا من مكاسب الدورة وبدا انعكاس الوجه اللامع لفريق البوغاز جليا وواضحا على أداء اللاعب وسخائه وحتى أريحيته في التحرك والمناورة حتى وإن تنقل لرواندا مصابا.
معاوي يحسب بدوره لفاخر وواحد من قبسات مشاركة بعتمة واضحة، وبجانب اللاعبين كان الحضور الموفق للاعب نهضة بركان محمد عزيز بمورفولجيته القوية بالغ الأثر في تأكيد قناعة حاجتنا قاريا لقامات وليس لمهارات.
وجاء أولحاج وخضروف ولمباركي في سياق ثان من حيث التألق غير أن عامل السن يبعدهم وبشكل كبير عن حسابات الزاكي لمعترك وعرين الأسود.
محترفون بالفائض وتغليط تفاديناه
الزاكي لم يكن في يوم من الأيام من المراهنين على المنتوج المحلي، والأمر ليس فيه سر ولا هو من الأمور التي يجهلها المتتبع لشؤون المنتخب الوطني، ولعل دورة رواندا قد كرست نفس القناعة و اليقين لدى الناخب الوطني و قدمت له بيانات جد موضوعية بخصوص فسيفساء الأسود بالفترة المقبلة.
ولأنه كان عائدا لتوه من رحلات أوروبية قادته لاكتشاف لاعبين جدد، فإن الفائض الذي أصبح عليه عرين المنتخب الوطني بتواجد عدد كبير من المحترفين بالبطولات الأوروبية بشكل أعدم كل فرص وحظوظ اللاعبين المحترفين بالخليج، يقودنا لخلاصة واحدة ومؤكدة كون القائمة القادمة لمباراة الرأس الأخضر ستعرف تقليصا قويا وغير مسبوق لكوطة المحليين بالمنطق والمردودية.
وأهم ربح تأتى للكرة المغربية ككل وليس للمنتخب الأول فحسب هو عرض المحليين لصورتهم في المرآة بالندوب والتشوهات التي قد تجنب الزاكي السقوط في أخطاء مجاراة إيقاع وما يتم الترويج له كخطاب في الشارع بخصوص أحقية لاعبي البطولة في تقلد أدوار كبيرة بعرين الأسود.
الربح الأكبر هو «الشان» جنبنا تغليطا كان سيجرفنا لفترة طويلة، كان سيزعزع أركان الأسود وقد تكون للزاكي صورة مثالية لخصت محدودية أبناء الدار في لعب أكبر الأدوار.