على بعد 42 يوما من مواجهة المنتخب المغربي للرأس الأخضر أقالت جامعة الكرة المدرب زاكي بادو وأعلنت في بلاغ لها بأن عدم الإستقرار الذي طبع إختياراته والتذبذب في نتائج مباريات الفريق الوطني الودية والرسمية ،ناهيك عن توثر علاقته بالطاقم التقني عجل بفك الإرتباط به وإنهاء عقده بالتراضي .

تأكد رحيل الزاكي ومعه يتبادر للذهن أول سؤال جوهري يتجلى بالأساس في الظرفية التي أقدم فيها المكتب الجامعي على الإنفصال على المدرب الذي جيء به  للعارضة التقنية للأسود بعد مطلب شعبي كبير ،لكن سرعان ماتبخرت أحلام الجماهير بعد الخبر الذي نزل كالصاعقة على العديد من المتتبعين وبالأخص الموالين لصف المدرب الذي خلق الكثير من الجدل لسنوات بالمغرب بين مؤيد لفكرة عودته لصفوف الفريق الوطني ومعارض لها .

من حق جامعة الكرة ورئيسها فوزي لقجع الإنفصال عن زاكي بادو ،لأن المكتب الجامعي سيحاسب عاجلا أم أجلا ،لكن من غير المعقول أن يتم إستبلاد عقول الصحفيين والشعب المغربي ،والجزم بأن زاكي بادو سيتسمر ناخبا وطنيا ،رغم أن الثعلب هيرفي رونار كان يتواجد فقط على بعض خطوات بالصخيرات من المقر الذي تم الإجتماع فيه لعقد الجمع العام .

لانار من دون دخان كما يقول الفرنسيون الذي طلعت صحافتهم قبيل أسبوع لتنئء المغاربة بقدوم محتمل لهيرفي رونار ،ورغم ذلك رفضت جامعة الكرة بأن تطلع بخبر نفي قدوم المدرب الثعلب ،وظل فوزي لقجع ساعات قبل الإعلان عن الإنفصال عن زاكي يؤكد أن الإطار الوطني باق في مكانه ،وهو الأمر المحير الذي يصيب بالجنون ،ويجعل الأسئلة تتناسل والشائعات تكثر بخصوص الطريقة المهينة التي تم التعامل بها مع مدرب وطني ،يروج في الكواليس بأن تشبته برحيل مساعده مصطفى حجي قبيل مواجهة الرأس الأخضر ساهم في تأجيج الوضع ،وأغضب كثيرا فوزي لقجع الذي تلقى بدوره توصيات مسبقة مند مذة بإحاطة مصطفى بعناية في طاقم الأسود .

رحل الزاكي وسط مجموعة من علامات الإستفهام والغموض ،الذي يكتنف مستقبل الأسود الذي تراهن جامعة الكرة على حضورهم في نهائيات "الكان"وكأس العالم ،لكن المؤسف في هذه المعادلة هو كون الإنفصال جاء بطريقة غير مفهومة ،على مدرب حقق لحد الأن نتائج إيجابية  والعقل يؤكد بأنه كان يتوجب دعم إبن البلد ،لكن للأسف يبدو أن عقدة الأجنبي ستتواصل دوما مع كرتنا الوطنية المتقوبة .