بآسفي كان الميلاد وبطنجة حصلت على شهادة الإعتماد 

هو واحد من اللاعبين الذين برزوا في البطولة الإحترافية وقدموا أوراق إعتمادهم في كأس إفريقيا للمحليين برواندا عندما أقحمه الناخب الوطني محمد فاخر في المباراة الأخيرة ضد رواندا وسجل هدفين ثم نال جائزة أفضل لاعب في هذه المباراة، إنه عبد الغني معاوي الذي راكم عدة تجارب في مشواره الكروي بدءا من الوداد البيضاوي الذي ترعرع في صفوفه ولعب له لمواسم محدودة، ثم شباب المسيرة وشباب الحسيمة ثم أولمبيك أسفي، ومنه إنتقل إلى إتحاد طنجة بعقد يمتد لثلاث سنوات.
في هذا الحوار نلامس بعضا من مشوار هذا اللاعب الذي يؤكد من خلال مؤهلاته التقنية أنه قادم وأنه يحمل صفة المهاجم الذي تبحث عنه الكرة المغربية، لماذا تأخرت نجوميته؟ ولماذا إعتبر محطة أولمبيك أسفي ولادته الحقيقية؟ كل الأسئلة حملناها لعبد الغني معاوي، وجاءت أجوبته على الشكل التالي:
- المنتخب: هو تقييمك لنتائج إتحاد طنجة في مرحلة الذهاب؟
معاوي: في الواقع لم يكن أحد يظن بأن إتحاد طنجة سيحقق نتائج إيجابية خلال هذا الموسم وهو الصاعد حديثا للبطولة الإحترافية، صحيح كنا نطمح للأكثر، نظرا للأداء الذي نقدمه والطريقة التي نشتغل بها مع المدرب عبد الحق بن شيخة، أهدرنا نقاطا عديدة، سنحاول تعويضها في المباريات المقبلة، كما أن دعم المكتب المسير والجمهور ساهم في هذه النتائج الجيدة التي حصل عليها الفريق، إتحاد طنجة سيقول كلمته بعد أن عملنا على شحن البطارية في معسكر الجديدة الذي كان مفيدا بالنسبة لنا كلاعبين والذي رفعنا فيه درجة الجاهزية لمرحلة الإياب التي ستكون حاسمة في مشوارنا هذا الموسم، والواقع إن قوة فارس البوغاز تكمن في مجموعته طبعا، ليس هناك لاعب متميز على آخر، أو لاعب بإمكانه لوحده التأثير في الفريق على مستوى النتائج، حتى اللاعبون الإحتياطيون لهم دورهم في الفريق بعضهم ساهم في بعض النتائج الإيجابية التي حققناها.
- المنتخب: كيف هي أحوال الفريق ماديا؟
معاوي: بكل صراحة وضعية فريقنا تسير في الإتجاه الصحيح، المكتب يجتهد في هذا الباب، يقوم بمجهودات جبارة، نحن نعلم أن قرار توقيف الملعب ثلاث مباريات أثر على الفريق من الجانب المالي، سيما أن الجمهور يعتبر أكبر محتضن للفريق، اللاعبون تفهموا الأمر، والمكتب قام بمجهودات لتسديد بعض المستحقات، وحاليا نفكر فقط في تحقيق مكانة مشرفة للفريق في بطولة هذا الموسم، والواقع إن إتحاد طنجة يستحق أن يكون له محتضنون لموقعه الإستراتيجي ولتاريخه خاصة وأنه عانى لسنوات طويلة بسبب الأزمة المادية التي أحالته لبطولة القسم الثاني، لكنه اليوم وجه رسالة واضحة على أنه سيلعب الأدوار الطلائعية وسينافس الكبار بلا مركب نقص.
- المنتخب: هل في اعتقادك بأن فارس البوغاز له النفس الطويل لمواصلة هذه الصحوة التي يعيشها هذا الموسم؟
معاوي: نحن نحصد ثمارمجهوداتنا، فاللاعبون واعون بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم وينفذون ما يطلبه المدرب بن شيخة وما تنتظره جماهير طنجة العريضة التي أشكرها على دعمها الكبير لنا منذ انطلاق البطولة، وترتيبنا في البطولة الإحترافية يزكي العمل الكبير الذي يقوم به المدرب واللاعبون وكل مكونات الفريق، إتحاد طنجة يتوفر هذا الموسم على تركيبة بشرية في المستوى وتضم عناصر يمكن اعتبارها حاليا الأفضل على الساحة الوطنية، تضم مزيجا بين الخبرة والفتوة لذلك فمسيرتنا ستكون جيدة إن شاء الله، وأقول بأن لدينا كل المؤهلات التي تخول لنا البقاء في المنافسة إلى حين تحقيق حلم كل الطنجاويين بتحقيق الأفضل إن شاء الله، وإذا ما إستمر الوضع على هذا الحال فإن إتحاد طنجة سيكون له شأن كبير في البطولة، ولم لا المنافسة على لقب البطولة أو إحتلال مركز يمكننا من المشاركة على الواجهة الإفريقية.
- المنتخب: ما هي الإضافة التي قدمها المدرب بن شيخة لإتحاد طنجة وكيف وجدتم العمل معه؟
معاوي: عبد الحق بن شيخة يبقى مدربا كبيرا وسيرته الذاتية تتحدث عنه، يكفي أنه درب أندية كبيرة وتعامل مع نجوم عالميين من أحسن ما أنجبتهم الكرة الإفريقية والعربية سواء بالمنتخب الجزائري أو بأندية عربية ومن مميزاته التعامل مع اللاعبين بطريقة احترافية ويقوم بتشجيعهم وتحفيزهم على تقديم أحسن ما عندهم ويبذل مجهودا مضاعفا، كما يهيئهم من الناحية النفسية حتى يكونوا مستعدين لكل مواجهة، وأسلوبه يتغير من مباراة لأخرى، وأظن أن النتائج التي حققها مع الدفاع الجديدي منذ إلتحاقه بالمغرب تبقى مشرفة، ونتمنى له التوفيق في مهامه بالبطولة الوطنية ويحقق طموحات وآمال الجماهير الطنجاوية التي ترى فيه المدرب الأنسب لهذه المرحلة للمنافسة على لقب البطولة بالرغم من أن المهمة ستكون صعبة للغاية لكون هناك أندية كبيرة حجزت مقعدها لذلك سندافع عن حظوظنا لكوننا نتوفر على أحسن فريق في البطولة، وعلى أحسن جمهور الذي يعتبر السند الكبير لنا في المباريات ويخال لك أنك في ملعب ومباراة عالميين بالطريقة التي يشجع بها جمهورنا فريقه.
وأقول بأن التعاقد مع المدرب عبد الحق بن شيخة هو طفرة نوعية لطنجة وفريقها الأول،  لأن قيادة الفريق من قبل مدرب من مستوى عال محسوبة على المكتب المسير الذي قام بمجهود كبير من أجل إقناعه بتدريب الفريق، أعرف جيدا ما يختزنه هذا الرجل من أشياء جميلة تخدم كرة القدم، وأتمنى أن يحقق ولو أبسط تلك الأشياء التي يفكر فيها، وإن شاء الله أتنبأ بأن اتحاد طنجة سيرى النور معه هذا الموسم.
- المنتخب: هل يمكن إعتبار محطة أولمبيك أسفي هي الميلاد الحقيقي لمعاوي؟
معاوي: أشكرك كثيرا عن هذا السؤال، حيث أغتنمها فرصة لأشكر كل مكونات أولمبيك آسفي على الدعم الكبير الذي قدموه لي عهندما حملت قميص الفريق، والواقع أعتبر هذه المحطة مهمة في مسيرتي الكروية لكونها قدمتني للجمهور المغربي عامة، حيث كان مدربي أنذاك الناخب الوطني الحالي الزاكي بادو وبعده يوسف فرتوت ثم المدرب التونسي لطفي رحيم، لن أنسى هذه المحطة فهي ميلادي الحقيقي.
- المنتخب: هل في نظرك إستطاعت البطولة الإحترافية أن ترقى إلى المستوى الإحترافي الذي كان يتطلع إليه الجميع ؟
معاوي: فعلا عرفت  البطولة الإحترافية تطورا ملحوظا، سيما في الثلاث سنوات الأخيرة بعدما دخلنا عالم الإحتراف، الإيقاع شهد ارتفاعا كبيرا، وبدأنا نجد العديد من الأندية الوطنية تنافس على البطولة، بدون أن ننسى قيمة اللاعبين الذين تتوفر عليهم الأندية، أتمنى من المسؤولين على تسيير الكرة ببلادنا المزيد من العمل من أجل تطوير اللعبة أكثر، وأعتقد أن بداية البطولة الإحترافية أكدت بأن مستوى إيقاعها طيب، وقد ظهرت منافسة قوية بين مجموعة من الأندية تريد الدفاع عن كامل حظوظها من أجل الظفر بدرع البطولة، وسيصعب التكهن بنتائج المباريات في كل دورة لأن لا فرق بين المتصدر ومتذيل الترتيب، وليس هناك فريق قوي وآخر ضعيف، وكل المباريات تبقى صعبة وقوية وتسودها الندية والمنافسة.
كما هناك تطور ملحوظ على مستوى المنافسة داخل البطولة الإحترافية، إذ أصبحت الأندية التقليدية التي إعتادت المنافسة على اللقب تجد منافسة كبيرة من طرف باقي الأندية وهذا في حد ذاته يخدم مصالح البطولة، كما أن الإقبال الجماهيري على المباريات بدأ يرتفع، حيث أصبحنا نرى مباريات يتابعها عدد كبير من الجماهير، وهذا بدون شك ينعكس عليها إيجابيا ويساهم في تطور البطولة والرقي بها لأعلى المراتب قاريا ووطنيا، وأتوقع بطولة صعبة هذا الموسم، جميع الفرق استعدت جيدا ومبكرا، وقامت بانتداب لاعبين في المستوى، تبقى فقط الجدية والعزيمة والإنضباط داخل الملعب، وتنفيذ تعليمات المدربين، نقطة أخرى مهمة يجب الإشارة إليها وتتمثل في الحضور الجماهيري في الملاعب الوطنية الذي يعطي نكهة خاصة في المباريات في الوقت الذي كنا نشاهد فيه المدرجات فارغة في السنوات الماضية.
- المنتخب: وماذا عن جمهور إتحاد طنجة؟
معاوي: بكل صراحة إنه جمهور رائع إن لم أقل الأفضل على الصعيد الوطني، معه نعيش على إيقاع الإحتفالات في المدرجات سواء داخل الميدان أو خارجه، وما زاد من روعة هذا الجمهور هو إقتناؤه للتذاكر لدعم الفريق ماديا وهو موقوف عن حضور مباريات الفريق بطنجة من طرف الجامعة، جمهور فارس البوغاز يعطي الإنطباع بأنه جمهور حضاري ووفي لفريقه في السراء والضراء.
- المنتخب: نعود للحديث عن المنتخب المحلي، ما الذي جرى في بطولة «الشان»؟
معاوي: في الواقع لم تكن مشاركتنا موفقة في «الشان» لوجود بعض الإكراهات التي لا يعرفها الجمهور، فالحظ لم يساعدنا لنكون الأفضل، مع كامل الأسف لم نظهر بالصورة اللائقة إلا في المباراة الأخيرة ضد رواندا، حيث قدمنا مباراة كبيرة مع كامل الأسف لم تنفع الرباعية التي سجلناها في مرمى المنتخب الرواندي، في الوقت الذي فاز فيه منتخب كوت ديفوار على الغابون.
أود أن أفتح قوسا لأقول كفى من هذا النقد الجارح في حق لاعبينا ومنتخبنا، فما تعرض له اللاعبون من قصف ليس معقولا، كان يجب مناقشة الخلل لاجتثات علته وليس إمطار اللاعبين بكل النعوت السيئة، صحيح لم نكن في المستوى ولم نقدم ما كان منتظرا منا حيث كرة القدم لا تخضع للمنطق، وأداء اللاعب يتغير من مباراة لأخرى، في نظري يجب أن نصحح الإختلالات، ونعمل على تطوير منتوجنا من خلال منظور جديد يتماشى مع التحولات التي تعرفها الكرة العالمية.
- المنتخب: فزت بجائزة أفضل لاعب في مباراة رواندا، هل كانت هذه الجائزة إنصافا  أو إعترافا بالنسبة لك؟
معاوي: في الواقع سعدت كثيرا بهذه الجائزة التي منحتني قوة إضافية لكي أواصل هذه المسيرة بنفس الحماس، أن تأتي جائزة في مسابقة إفريقية ومن اللجنة المنظمة فهذا فخر كبير لي، تمنيت أن تكتمل الفرحة لو تأهلنا للدور الثاني، مع الأسف وقع ما وقع، والحمد لله على كل حال، وبرغم الإخفاق فالبطولة الإحترافية تتوفر على مواهب كروية كبيرة يجب إستثمارها، كما أنني سعيد بتسجيلي هدفين في المباراة المذكورة.
- المنتخب: هل دعوة فاخر كانت سببا في تألقك في مباراة واحدة وأصبح إسمك على كل لسان؟
معاوي: بكل صراحة الفضل يعود للناخب الوطني محمد فاخر الذي إستدعاني لهذه المسابقة وأننا ممتن له، وهنا لا بد وأن أقول كلمة حق في حق هذا الرجل، لقد تعلمنا منه الشيء الكثير من خلال كل المعسكرات التي خضناها معه، وقد ظلمه الكثيرون عندما إنهالوا عليه بالنقد الجارح، نحن نمارس في مجال تقني وعلينا أن نناقش الإخفاقات من هذا الجانب، وبرغم الإقصاء يظل فاخر مدربا كبيرا بتاريخه وألقابه.