الكوكب المراكشي الذي عاد لقسم الكبار قبل ثلاثة مواسم، حيث احتل العام الماضي الرتبة الرابعة، عاد خلال الموسم الجاري ليحصل على الصف ما قبل الأخير في بطولة المحترفين مما يضع مصيره في كف عفريت، لكن مسؤولي الفريق المراكشي حاولوا استدراك ما فات بإجراء تعديل على الطاقم التقني، حيث أنيطت مهمة تدريب فارس النخيل بالمدرب حسن بنعبيشة بدل هشام الدميعي، هذا التغيير هم كل أعضاء الطاقم التقني، إذ حل كمال الصالحي بدل عبد العزيز الزبدي كمدرب مساعد، كما تم تعيين هشام لفتوح معدا مكان عبد الحق السكراتي، في الوقت الذي يتولى فيه الحارس الدولي السابق محمد بوعبدلاوي مهمة تدريب الحراس خلفا لأحمد فونكة.
وما زال الكوكب المراكشي يعيش قطيعة مع جمهور الفريق وطاقمه التقني من جهة، وبرزت مقاطعة العديد من الفصائل المساندة لفارس النخيل وبخاصة «إلترا كريزي بويز» لمبارياته مطالبة المكتب المسير بتفعيل مجموعة من الإجراءات، لكن الإجتماعات التي عقدت لهذا الغرض إنتهت بشكاوى قدمها مسؤولو الفريق المراكشي ضد ممثلي جمهوره قبل أن يعدلوا عنها.
أزمة نتائج الكوكب خلال هذا الموسم هي امتداد لما عاشه الفريق خلال الدورات الأخيرة من الموسم الماضي، وظهرت من خلال تفاعلات الجماهير الكوكبية بمواقع التواصل الإجتماعي التي امتدت إلى كتابات حائطية عرفتها أسوار المدينة الحمراء، طالبت برحيل المكتب السابق برئاسة فؤاد الورزازي محملة للمكتب نفسه مسؤولية عجز الفريق عن المنافسة على اللقب، بيد أن واقع الفريق خلال الموسم الجاري أسوأ من سابقه الذي احتل خلاله الفريق الصف الثالث للمشاركة في كأس «الكاف»، فهل يملك حسن بنعبيشة خرائط تجاوز مرحلة الاستعصاء؟
التشبيب لبناء مستقبل الكوكب
منذ أن تعاقد الفريق المراكشي مع المدرب بنعبيشة، ظهر أن الأخير يولي أهمية لفريق الأمل لضخ دماء جديدة في أوصال الكوكب الذي يبلغ معدل عمر لاعبيه مستوى كبيرا، وفي هذا الإطار تم تعيين المدرب السابق لأمل الكوكب كمال الصالحي مدربا مساعدا لبنعبيشة بحكم معرفته بالفريق الثاني، علاوة على أن المدرب الجديد لفارس النخيل تابع مباراتين أجراهما فريق الأمل أمام وداد قلعة السراغنة ومولودية مراكش للوقوف عن جاهزية العناصر المكونة له وتقييم إمكانياتها، وهو ما كان وراء إلحاق العديد من اللاعبين الشبان بتداريب الفريق الأول من قبيل الحارس بن التومي واللاعبين أكوزول والجوبي والروحي والنوري وغيرهم.
وأقر حسن بنعبيشة بصعوبة الإعتماد على اللاعبين الشبان في الوقت الحالي بالنظر لوضعية الفريق في الصفوف الأخيرة التي تفرض عليه في البداية تسلق المراتب وتأمين مركزه ضمن البطولة الإحترافية، والإقحام التدريجي للاعبين للإستنئاس بأجواء المباريات وهو ما ظهر في الترسانة البشرية التي سيخوض بها الكوكب الشطر الثاني من البطولة، حيث لم يتم تسريح أي من لاعبيه ليحتفظ بمجموعته المتجانسة والتي عززها بلاعبين آخرين منهم من حمل قميص الفريق في ما مضى من قبيل اللاعبين علودي وغزوفي، فضلا عن انتداب لاعبين شباب كأمين الصبار من الرجاء وشهاب فالات اللاعب السابق للمنتخب الوطني للشبان.
جماهير غاضبة والإدارة في ورطة
لم ترق النتائج التي حققها الكوكب المراكشي إلى مستوى طموحات وتطلعات الجمهور الذي اعتبر أن الحصيلة التقنية جد سلبية وقد ترمي بالفريق مرة أخرى بقسم المظالم، ويبدو من الظاهر للعيان أن الكوكب فريق بدون طموحات كبيرة غير التخلص من شبح النزول، في حين أن المشاركة في كأس «الكاف» هي بمثابة عبء إضافي سيثقل كاهل الكوكب الذي يعيش ضائقة مالية، دفعت المكتب المسير إلى طلب قرض من أحد الأبناك، وهو الطلب الذي قوبل بالرفض في انتظار توصل الفريق بمنحتي المجلسين الجهوي والجماعي لمراكش لتسديد مستحقات اللاعبين والأطقم التقنية والطبية.
واعتبر بنعبيشة النتائج المحصلة لا تعكس مستوى الفريق المراكشي الذي تطور بعد فترة الإعداد الذهني بالدرجة الأولى وبعده الإستعداد البدني، حيث انكب على إصلاح بعض العثرات التكتيكية وقياس درجة التنافسية ومدى جاهزية لاعبيه تقنيا وبدنيا بعد العودة للتداريب، فضلا عن ملء الفراغات على مستوى بعض المراكز بحسب ما تقتضيه الضرورة، وهو ما ظهر خلال المباريات الودية التي أجراها فارس النخيل والتي كانت في محصلتها إيجابية وتمنح انطباع إيجابيا كمؤشرات توحي بعودة التجانس والعزيمة للفريق الفريق لإنقاذ الموسم.
وفي قراءة أولية للنتائج المسجلة خلال الموسم الجاري يظهر أن هجوم الفريق المراكشي يعاني من العقم بالرغم من الإنتدابات التي أقدم عليها لتعزيز الخط الأمامي خلال نهاية الموسم الماضي،حيث لم يظهر أي أثر للفعالية الهجومية بالرغم من حضور لاعبين كبار على مستوى هجوم الكوكب من قبيل عمر المنصوري ولويس جيفرسون وعبد الإله عميمي وبلال بيات، حيث إن حسن بنعبيشة مدرب الفريق ما زال يبحث عن الوصفة القادرة على حل معضلة خط الهجوم خاصة بعد التوقيع لهداف الطاس كمال البارودي.
الإنغلاق على الجمهور والإعلام
إذا كان الكوكب المراكشي قد حافظ على ركائزه الرئيسة التي ظهرت بالفريق قبل موسمين، كما دعم المجموعة بعناصر من ذوي الخبرة والممارسة الطويلة داخل الميدان إضافة إلى عناصر شابة، حيث يعتبر الشطر الثاني من بطولة هذا الموسم بالنسبة للفريق تمرينا صرفا سيكون «ترمومتر» لاختبار قدرة الفريق على مقاومة تيارات الضعف التقني التي استسلم لها خلال المرحلة الأولى، بدليل أنه ظل وفيا لنهجه التكتيكي مما جعل أسلوبه نمطيا ومبتذلا أثار غضب الأنصار وخلق توترا إنتهى بإقالة المدرب هشام الدميعي.
أما طرائق تدبير الكوكب فتتميز بالإنغلاق والتقوقع على الذات، ذلك أن المسيرين يحتاجون لدروس عملية في تدبير الإختلاف والتواصل، دون اللجوء إلى العمل بسياسة الهروب إلى الأمام، غياب هذه العناصر سيجعل الجمهور يستمر في مقاطعته للمباريات مدة أخرى وسيؤثر لا محالة على الجانب المعنوي للاعبين.
ولم يتم الحسم بعد في قانونية مكتب الكوكب الذي ما زال هاويا، حيث أن سلطات المدينة الحمراء رفضت تسلم ملف المكتب المسير الذي قدم خارج آجاله القانونية بعد تجاوز شهر على عقد الجمع العام، وهو ما يضع مسؤولي الفريق حتما أمام المساءلة القانونية والأخلاقية.
ويعتبر رئيس الكوكب أن مكتبه قدم الدرس في تدبير مسيرته وأوراشه من الفشل إلى النجاح، وهي لغة خشب لا تمت لحال الفريق بصلة، بدليل أن الفريق لم يقم بشيء يطور موارده المالية بجلب محتضنين ومستشهرين بعد أن صرح الرئيس نفسه أن جلب موارد قارة من أولوياته بل ومن ضمن البرنامج الذي قدمه أمام المنخرطين.
ويبدو أن المكتب المسير عجز عن استمالة واستقطاب ممولين جدد، حيث الإتكالية وانتظار «عطف» المجالس المنتخبة.
أما بخصوص الرهان المنتظر من الفريق، فإن رئيس الكوكب صرح بأن المكتب المسير منح جميع الصلاحيات للمدرب حسن بنعبيشة فيما يتعلق بالإنتدابات والإنتقالات وفق الميزانية المالية التي حددها المكتب المسير، وهو المسؤول الأول والأخير عن الفريق من الناحية التقنية، خاصة وأن الفريق يراهن على الظهور بصورة مشرفة  خلال مرحلة الإياب بعد العودة إلى مكانته.
المباريات الإعدادية
الأحد 17 يناير: الكوكب المراكشي ـ الصفاقسي التونسي: 0ـ0
الثلاثاء 19 يناير: الكوكب المراكشي ـ نيوشاتل السويسري: 3ـ1
السبت 23 يناير: الكوكب المراكشي ـ رجاء بني ملال: 2ـ1
الثلاثاء 26 يناير: الكوكب المراكشي ـ شباب الريف الحسيمي: 0ـ1
الخميس 28 يناير: الكوكب المراكشي ـ الجيش الملكي 1ـ0
إنتدابات الكوكب
سفيان العلودي (نهضة بركان)
رضا الله العزوفي (النادي المكناسي)
وليد الصبار (الرجاء البيضاوي)
كمال البارودي (الإتحاد البيضاوي)
شهبا فالات (كريسطال بالاس الإنجليزي)
صولي كيطا (إيسوفا باماكو المالي)
موسى دايرا (إيسوفا باماكو المالي)
نتائجه في مرحلة الذهاب
الدورة 1: الكوكب المراكشي ـ مولودية وجدة: 2ـ0
الدورة 2: الرجاء البيضاوي ـ الكوكب: 1ـ1
الدورة 3: الكوكب المراكشي ـ المغرب الفاسي: 0ـ0
الدورة 4: شباب الحسيمة ـ الكوكب المراكشي: 1ـ0
الدورة 5: الكوكب ـ المغرب التطواني: 2ـ1
الدورة 6: الجيش الملكي ـ الكوكب المراكشي: 1ـ0
الدورة 7: الكوكب المراكشي ـ أولمبيك خريبكة: 1ـ0
الدورة 8: الدفاع الجديدي ـ الكوكب المراكشي: 1ـ0
الدورة 9: الكوكب المراكشي ـ نهضة بركان: 0ـ0
الدورة 10: الوداد البيضاوي ـ الكوكب: 2ـ0
الدورة 11: الكوكب المراكشي ـ أولمبيك آسفي: 1ـ2
الدورة 12: حسنية أكادير ـ الكوكب المراكشي: 1ـ1
الدورة 13: الكوكب المراكشي ـ اتحاد طنجة: 0ـ1
الدورة 14: الفتح الرباطي ـ الكوكب المراكشي: 1ـ1
الدورة 15: الكوكب ـ النادي القنيطري: 1ـ2