شكلت البنيات التحتية واحدة من الأوراش المهمة التي أخذت الجامعة الملكية لكرة القدم على عاتقها تطويرها، فكان من اللازم على مسؤوليها البدء بهذه الإصلاحات وإغلاق ملاعب باتت متهالكة ولا تتوفر فيها شروط الممارسة، وشكل إغلاق بعض الملاعب هاجسا أثَر على الأندية المعنية بعدما تأخرت نوعا ما  في العودة لأوكارها لاستقبال مبارياتها، إذ عانت من الإغتراب والترحال بعيدا عن قواعدها، وستضطر على بعد أيام قليلة من بداية مرحلة الإياب إلى الإستمرار في حمل راية  الإغتراب  في  انتظار تجهيز ملاعبها في أقرب الآجال.
واقع لا بد منه
والكرة المغربية تدخل رهان الإحتراف، فقد كان لا بد من إعطاء ورش البنيات التحتية الإهتمام البالغ خاصة أنها تعتبر المرآة التي تعكس جودة أي بطولة ومدى نجاح ونجاعة مسؤوليها، ولطالما عانت الأندية المغربية واللاعب بشكل خاص من الممارسة في واقع هشَ ومتواضع لا يليق بمواهبه، حيث شهدت السنوات الأخيرة ثورة في هذا المجال، ولو أن مشاريع الإصلاحات  ما زالت متواصلة  في إطار الشراكة التي أبرمتها الجامعة الملكية لكرة القدم مع العديد من القطاعات الحكومية التي راهنت هي الأخرى على المساهمة في تطوير هذا الورش الحيوي، الذي بدأت بوادر هذا التطور تظهر في السنوات الأخيرة، وهو مؤشر أن المستقبل يعد بالأفضل في ظل الثورة التي يشهدها هذا القطاع بعد سنوات من الإنتظار.
الإصلاح والإنتظار
كان لا بد من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن تأخذ خطوة إغلاق بعض الملاعب التي بات يستحيل الممارسة بها في انتظار  انطلاق الإصلاحات في المجموعة الثانية من الملاعب، وبدأ مسلسل إصلاح وصيانة  المجموعة الأولى منذ الموسم الماضي بعد إغلاق ثلاثة ملاعب وهي القنيطرة وآسفي وخريبكة، علما أن هذه الأندية عانت كثيرا من رداءة هذه  الملاعب  إلى جانب أيضا الأندية الضيفة، خاصة أن المستوى التقني للمباريات غالبا ما كان يتأثر بسوء الأرضية، فكان من الطبيعي أن يتأثر أيضا المنتوج الكروي على العموم.
ورغم التأخر في إصلاح هذه الملاعب وتجهيزها في وقتها المحدد، إلا أن خطوة إصلاح الملاعب ستكون في النهاية إيجابية وستعود بالنفع عليها بعد عودتها للإستقبال.
معاناة الفوسفاطيين
نتذكر صرخة المدرب التونسي أحمد العجلاني مباشرة  بعد الفوز بكأس العرش، وسلط الضوء على مشكل الملعب وما يعانيه فريقه من مشاكل واغتراب وتأثير كبير على نتائج الفريق الفوسفاطي، بدليل أنه يحتل المركز الأخير، حيث اعتبر العجلاني أن من بين أسباب تراجع  النتائج هو إغلاق الملعب فعاش الفريق كل أنواع الإغتراب، والأكثر من هذا أن حاله لم يستقر على ملعب واحد، فاضطر لاستقبال مبارياته بتادلة وبني ملال ومراكش، وزادت النتائج السلبية من تأزيم وضعيته وعزوف جماهيره واحتجاجها على وضعية الفريق وزاد هذا الغضب من معاناة الفوسفاطيين.
وسيكون على أولمبيك خريبكة الإنتظار بعض الوقت ليعود إلى معقله، إذ من سوء حظ الفريق الخريبكي أن عدم تجهيز ملعبه يتزامن ومشاركته في المنافسة الإفريقية، إذ يمثل المغرب في كأس الكونفدرالية الإفريقية، وسيضطر لاستقبال نادي غامتيل الغامبي بملع بمراكش. 
النادي القنيطري يتحدى
كان منتظرا أن يُغلق الملعب البلدي بالقنيطرة إعتبارا للحالة السيئة التي وصلها، علما أن هذا الملعب يعتبر من أقدم الملاعب الذي كان شاهدا على مجموعة من المباريات الخالدة، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، كما مرت به مجموعة من الأجيال التي صالت وجالت محليا ودوليا، غير أن الوضعية التي وصل لها  فرضت على المسؤولين إعادة النظر في مرافقه حيث يخضع لإصلاحات هامة، خاصة أرضيته، فرغم تغييرها من الطبيعي إلى الإصطناعي إلى أنها ساءت كثيرا في الفترة الأخيرة.
ويبدو أن النادي القنيطري لم يتأثر بالإغتراب الذي عاشه في الذهاب، خاصة أنه كان محظوظا بعدم إبتعاده كثيرا عن القنيطرة، بعد أن آثر الإستقبال بمدينة سلا، فوقع على ذهاب ناجح بدليل أنه أنهى الترتيب في المركز الخامس.
القرش يترنح
عانى أولمبيك آسفي منذ سنوات من ملعبه المسيرة الذي لم يعد ليوازي لطموحات وتطلعات الفريق العبدي، ورغم أن القرش الآسفي يمارس منذ سنوات بالقسم الأول إلا أنه إضطر  وأجبر  على استقبال مبارياته بهذا الملعب الذي بات في حالة سيئة جدا حتى أنه إضطر في إحدى الفترات لمنع الجمهور من الجلوس في أحد مدرجاته المتهالكة، فكان من الطبيعي أن يغلق، لذلك تحمل  القرش الآسفي الإغتراب الذي يبدو أنه  أثَر على  أبناء المدرب عزيز العامري بدليل المتاعب الذي وجدها في مرحلة الذهاب في ظل النتائج غير المستقرة التي سجلها، فلعب بعدة مدن كمراكش وبرشيد والجديدة.
ويبقى أيضا الجيش من أكبر  المتضررين من إغلاق مركب مولاي عبدالله بالرباط، حيث اضطر للعب دور الرحالة وهو الذي استقبل بسلا والخميسات وفاس والجديدة قبل أن يستقر حاله على ملعب الفتح، ورغم أرضيته السيئة إلا أنه يضطر لخوض مبارياته مكرها في انتظار الإفراج على مركب مولاي عبدالله.