هدف الموسم المقبل محسوم والحسنية ستنافس على البوديوم

هو مدرب لا يتحدث كثيرا لوسائل الإعلام، بل يفضل أن يشاهد الجميع عمله على أرضية الميدان، مديح وإعجاب أضحى يتلقاه بفلسفته المستمدة من المدرسة الهولندية، وكرة جميلة وشاملة أمتعت المتابعين وبدأت مباريات الحسنية تلقى الإهتمام الكبير.
هو المدرب والمهندس عبد الهادي السكتيوي الذي إلتقت به « المنتخب» وأجرت معه حوارا يكشف تفاصيل عن بداياته التدريبية وتكوينه، علاوة على تعليقه على النتائج المحققة وهدفه مع الغزالة في السنة المقبلة ومواضيع أخرى شيقة نكتشفها تباعا في هذا اللقاء.

- المنتخب: على غرار مدربين كبار فضلوا الإبتعاد عن التدريب لمدة سنة وهذا ما قمت به كذلك ، هل الأمر مفيد للمدرب؟

عبد الهادي السكتيوي: عندما يخلص المرء لعمله ويشتغل صباح نهار فأكيد أنه سيعاني من إرهاق جسدي، وأعتقد أنه من الواجب أن يبصم المدرب على مسار ثم يتوقف عند محطة من المحطات ليمنح نفسه فترة راحة، وأنا ضد أن يشرف المدرب على فريقين أو ثلاث في موسمين فما بالك في موسم واحد فهذا وصمة عار وهذا يظهر أن هذا المدرب لا يحب مهنته ولا يحترمها.
كان لزاما أن أبتعد لسنة وشهرين وأرتاح بعد عمل كثير، وقمت باستغلال هذا التوقف وحصلت على دبلوم عالي في هولندا وإنجلترا وخلال تلك الفترة تلقيت عروضا وقمت برفضها بلباقة.

- المنتخب: أي المدربين تأثر بهم المدرب السكتيوي في بداياته التدريبية؟

عبد الهادي السكتيوي: لن أنسى جميع الأطر الذين قاموا بتأطيري في الصغر، وكذا المرحوم بوشعيب الغالمي الذي توج رفقة المغرب الفاسي بلقب البطولة سنة 1985 ومنحني الكثير، جالست المدرب الهولندي فان غال ودييغو في أوكسير وعدة مدربين ولكل واحد طابعه وفلسفته وكنت مندهشا ومعجبا بطريقة عمل الراحل الأسطورة يوهان كروف.
في هذا العمل لا يجب نكران الجميل، بل الإعتراف به، حيث لو لا الأساتذة الكبار والمؤطرين ومعلمينا في الصغر  لما كانت تربية الشخص قبل كل شيء.

- المنتخب: هذا اللعب الهجومي والكرة الشاملة التي تميز الحسنية، هل هو نتيجة عشقك للمدرسة الهولندية؟

عبد الهادي السكتيوي: نفس الشيء كان مع أولمبيك آسفي وكان آنذاك أقوى أو ثاني هجوم في البطولة والهداف كان حمد الله، وحتى أثناء تواجدي بالحسنية كان الهداف هو حمو موحال، وبالمغرب الفاسي كان لدي بورزوق، المدرب يجب أن يكون لديه فكره الخاص الذي يميزه لأن جوهر عملنا أن كل واحد يتميز على الآخر، ولكل أسلوبه ويجب أن تمتلك فلسفة تحقن بها اللاعبين. 

- المنتخب: يحسب لك أنك مدرب مكون، وتقوم ببناء الفريق البطل، لكن لم تعانق بعد الألقاب؟

عبد الهادي السكتيوي: أحمد الله على قسمتي، وعندما أقوم بشيء فمن أجل إسعاد الآخر وأكون مرتاح الضمير ، فريق واحد من يتوج وفرق أخرى تحقق الإنجاز في غياب الإمكانيات، فلماذا إذن لا ننتبه لها، نحن لا ننظر إلا للبطل ومن غادر، مجموع  الإنجاز هو مسار المؤطر، ماذا قدم وماذا أعطى وماذا ترك، وهذا هو الأهم.

- المنتخب: الفريق حرق المراحل وحقق نتائج باهرة، هل كان ذلك متوقعا ومدروسا؟

عبد الهادي السكتيوي: منذ قدومي وفي أولى خرجاتي الإعلامية قلت بأن السنة الأولى ستكون صعبة، حيث تم تغيير الفريق بشكل جذري ووضعت إستراتيجية حتى لا نتعذب في البطولة ونحاول أن نتوفق في الأهداف التي سطرناها، ولله الحمد الأمور سارت كما يجب وفي بعض الفترات لاحظنا أننا تخطينا ما هو مسطر في المشروع، بينما هذه السنة عانينا والخطأ ليس منا لكن من أخطاء الآخر، ولا أود أن أتحدث عن ذلك مرة أخرى، وهناك رضا وأحيي اللاعبين ونحن نشكل عائلة وأسرة وهذا ما ينعكس إيجابا على الجانب الكروي.

- المنتخب: يعاب على الفريق السوسي في السنتين الأخيريين أن أداءه يتراجع في الإياب، فكيف عالجتم ذلك هذا الموسم؟

عبد الهادي السكتيوي: هناك من يلاحظ أن فريق من الفرق يظهر بصورة كلما وصل لمرحلة معينة، لكن ذلك كان في ظروف أخرى ولاعبين آخرين ومسؤولين آخرين، إذن ليس من الضروري أن نعيش نفس السيناريوهات ولا بد أننا نرغب في أن نحقق ما هو أفضل، التراجع في الأداء يتطلب وقفة وجلسة وهذا ما كان يجب أن يقوم به المسؤولين خلال تلك الفترة لمعرفة الإختلالات، وفي استراتيجيتنا نحن كل مرة نقوم بوقفة لنرى أين وصلنا وماذا يجب أن نضيف، وإن كان هناك عمل أكاديمي فأكيد هناك حلول.

- المنتخب: من أهداف مشروعكم هو المنافسة على اللقب في موسكم الثالث، لكن عدد كبير من التوابث تنتهي عقودها هذا الصيف، كيف ستتعاملون مع هذا الملف؟

عبد الهادي السكتيوي: لكل ظرفية حقائقها، فعلا هناك من بين اللاعبين من جالستهم إدارة الفريق من أجل التمديد وبالنسبة للاعبين الآخرين فسيكون بإمكانهم البحث عن فضاء آخر، ونحن في حاجة لتعزيزات في الموسم المقبل.
لن أفرط في التوابث والمراكز التي تحتاج إلى ضخ دماء جديدة سنعززها، لأنه يجب على الفريق أن يلعب الموسم المقبل على البوديوم والأمر محسوم وإن لم يتحقق ذلك نحتل مركز الوصيف أو ثالث الترتيب.

- المنتخب: ما هو ملاحظ هو عدم اعتمادكم على أسماء في الذهاب وبروزها في الإياب، ما هو السر؟

عبد الهادي السكتيوي: ليس هناك سر، بل إنه الإخلاص في العمل ومعالجة النقائص والتأقلم كلما كان سريعا إلا ويكون مفيدا للاعب ويساعده، وهناك تمارين خاصة ومن الجيد أن تكون لدينا منافسة على مستوى المراكز وأعتبر جميع اللاعبين أبنائي ولا أفضل أحدا عن غيره والأفضل والجاهز من سيلعب وهذه قاعدتي.

- المنتخب: كثر القيل والقال على أن فريق الحسنية ظهر بشكل مغاير في مباراة آسفي؟

عبد الهادي السكتيوي: أولمبيك آسفي فريق جيد ويملك لاعبين من المستوى الرفيع، وعبد ربه من قام بضم 5 أو ست لاعبين للفريق الأول وتحت إشرافي لأول مرة وضع البعض قدمه بالقسم الأول، المستوى متقارب بين جل الفرق باستثناء فريقين أو ثلاث من ناحية الجانب البشري ويبدو أن اللاعبين كانوا لا يزالون منتشين بالفوز على الوداد.

- المنتخب: وافدوا الميركاطو الشتوي بلا دقيقة (طراوري – أمزيل – بلكوش)، هل يتم تجهيزهم للموسم المقبل؟ وماذا عن وضعية كوليبالي؟

عبد الهادي السكتيوي: في أي مرحلة من المراحل فالمدرب يبحث دائما عن اللاعب الجاهز، وعندما لا يرسل اللاعب إشارات على ذلك فهذا لا يدفعك بالدفع به وإشراكه، هؤلاء اللاعبين الذين ذكرتهم أعتبر أن انتدابهم كان بشكل ذكي، لأنهم ما زالوا صغارا (19 سنة)، أي بعمر فئة الأمل، وإن لم يشاركوا مع الفريق الأول فيخوضون المباريات مع فريق الأمل وأتوصل بتقارير وعيني عليهم ويتدربون معنا.
الفاكهة إن لم تكمل نضجها فلا يجب قطفها، الآن هم يلعبون ببطولة الأمل وسيحتكون، ووجب عليهم التأقلم وبعدها سيكملون التكوين للوصول للنجومية ولتقديم العروض المبهرة، وبالنسبة ليحيى كوليبالي المهاجم فهناك تنافسية في هذا المركز ولم نشتر حقوق عقده، بل قدومه كان في صفقة انتقال حر وكان لدينا خصاص، وزومانا كوني كان غائبا ونور الدين لكرش يتعرض بين الفينة والأخرى للإصابة ولا يمكنني أن أرمي بالثقل على لاعبين صغار، يحيى ظهر في بعض المباريات لكن أسلوبه لا يتماشى مع طريقة لعبنا وما يميزه إتقانه للضربات الرأسية.

- المنتخب: نفتح الآن ملف أوبلا الذي تواجد في كرسي الإحتياط خلال مباراة آسفي، هل تم الصفح عنه أخيرا؟

عبد الهادي السكتيوي: لو لم يكن هناك صفح وسماح لما تواجد مع التشكيلة الإحتياطية، أنا من قمت بإعادته وهذا قراري، تم إلحاقه في فترة سابقة بفريق الأمل نتيجة العقوبة التي صدرت في حقه ولعب بعض المباريات وعندما حان الوقت لكي يعود للفريق الأول تمت المناداة عليه، العقوبة المالية سارية، وفيما يتعلق باللعب فهو الآن بالفريق الأول ويتم استدعاؤه كما حدث في مباراة آسفي وغاب عن مباراة القنيطرة وأعرف ما أفعله وهو إبن من أبنائي، وإبنك أحيانا توبخه وتنصحه حتى ينجح في مساره.

- المنتخب: متى سنشاهد المدرب عبد الهادي السكتيوي بالمنتخبات الوطنية؟

عبد الهادي السكتيوي: أعتقد أننا نحن الآن بالمنتخبات الوطنية، حيث نشتغل بشكل غير مباشر لفائدة المنتخب، وراية الوطن هي الأساس، وكل مدرب يجب أن يشتغل بأمانة ونزاهة في المنطقة التي يتواجد بها، العمل  بالأندية أصعب من المنتخبات، هناك عمل يومي والناخب لديه عدة خيارات بشرية بخلاف النادي.
وطننا فوق كل اعتبار ولم أدق الأبواب على أي شخص، وأي نداء للوطن لا يمكنه إلا أن يلبى، وأعظم شيء بالنسبة لي حب الناس وحب الخير وفعله في المجال الذي أشتغل فيه وراية الوطن هو شيء مقدس وهذا هو الأهم.