للقرش المسفيوي حكايات غريبة ومتعددة مع المدربين خاصة من تعاقبوا على تدريب المنتخبات المغربية، فكما هو حال القرش المبادر دائما للمغامرة والمجازفة أحيانا بمغادرة الأعماق ليطل على الشاطئ معتدا بقوته وبطشه وحتى سرعته التي لا يجاريها فيها حوت آخر، أطل علينا حمد الله مرارا بتصريحات تغيب فيها الفرملة ولا مكابح فيها ويبدو فيها اللاعب «غير داوي».
قبل سنوات صدقنا حمد الله وتعاطفنا معه حين أخبرنا أن بيم فيربيك بالغ في إذلاله  أمعن في كسر شوكته وهو من أهل المنتخب الأولمبي للندن، إذ كان يعامله بقسوة وفضاضة بحضور اللاعبين المحترفين وأنه تسبب له عن قصد في إضاعة لقب هداف البطولة لفائدة التشادي كارل ماكس وحينها ضاعت منحة 10 مليون كان يرى فيها لاعب آسفي 100 مليون قبل أن يتذوق شهد وحلاوة النرويج.
مرت السنوات وكل مرة كان حمد الله يخرج بتصريح إلا ويعكس أنه بالفعل ليس قناصا بارعا وجيدا للكلمات كما يقتنص الأهداف.
برحيل الزاكي الذي منح حمد الله فرصة العودة للفريق الوطني ومكنه من لعب مباريات كثيرة ومع الزاكي سجل حمد الله أول هاتريك دولي له، لم يتأخر ابن آسفي في قصف الزاكي والتأكيد على أن رحيل قراره سليم و صائب و فيه خير للكرة المغربية.
رحب حمد الله برونار من قطر وقال بالصوت والصورة أنه هو رجل المرحلة والمدرب المثالي لترويض الأسود.
وما إن استثنى رونار حمد الله كما أقصى باقي فصيل لاعبي الخليج لقناعات تهم الناخب الوطني وسيساءل عليها في ختام المطاف، حتى عاد ابن آسفي ليتذكر عاداته في إطلاق العنان للسان بالقول المباح، وهذه المرة كان قاسيا وهو يلمز ويغمز لباقي زملائه داخل العرين الأطلسي وعلى أنهم ليسوا بقيمة رونالدو ولا ميسي بل ليسوا أفضل منه كي ينعموا بالحضور ويظل هو كلما داهم المنتخب المغربي موعد رسمي بالدوحة.
يرى حمد الله أنه هداف بقطر والصين والنرويج وقبلهم بالبطولة الإحترافية، وأن رصيد القنابل التي دمر بها أحصنة هذه الخطوط الدفاعية تكفل له حضورا دائما ومستمرا بصفوف الفريق الوطني.
كان بإمكان حمد الله أن ينتصر لقيمته الفنية و أن يعبر عن ثقته بملكاته التهديفية بشكل أفضل من الطريقة الفضة التي خرج بها،و تسببت في إزعاج عدد من رفقائه و الذين تبادلوا فيما بينهم ما نبست به شفاهه و سيكون شاقا و صعبا على حمد الله العودة من جديد ليجتمع بهم مرة أخرى في مستودع ملابس الأسود.
أخطأ حمد الله لأنه بالطريقة التي عبر من خلالها عن إقصائه من خيارات رونار، يكون قد أعطى شرعية أكثر لرونار ليواصل تجاهله لأن رونار لن يقبل بدعوة لاعب فصل التيار بينه وبين باقي الرفاق بهجومه الحاد والمستهزئ بهم.
ما قام به حمد الله رأى البعض أن يقترب من وضعية بنزيمة بمنتخب فرنسا ولو مع اختلاف الشكل والصيغة، بنزيمة ابتز فالبوينا وحمد الله قصف العرابي .
في نهاية المطاف تضامن لاعبو الديكة مع فالبوينا حتى لو كان بنزيمة يزاحم ميسي ورونالدو على لقب هداف الليغا وليس ببطولة قطر.
تذكرت فيربيك وهو يستبعد ذات يوم حمد الله وتعاطفنا يومها مع اللاعب المسيفيوي وذبحنا الهولندي، حين قال أن أكثر ما يزعجه في هذا اللاعب هو كثرة سقوطه في مصيدة التسلل ولم يستوعب دروس الإفلات منها.
من فيربيك للزاكي لرونار ما اجتمع ناخبون على خطأ، والهولندي هو أول من فهم أن حمد الله صحيح هداف لكنه كـ «يطيح أورجو» كثيرا..