المدينة الفاضلة التي وعد بها رئيس الجامعة ممارسي كرة القدم حين أطل ذات يوم وبمعيته رجل يشهد له الجميع بدماثة الخلق وحسن السيرة وخاصة الحلم والحكمة، وهو الأستاذ الوديع السيد الوردي سرعان ما تلاشت وصارت سرابا، وتأكد أن لجنة الأخلاقيات التي أحدثت يومها كان حق أريد منه باطل، إذ جاءت لتلجيم أفواه زاغت عن سكة الصواب أو شل حركة متهورين لم يحترموا حدود السرعة المسموح بها ولا هم وقفوا عند علامات التشوير كما ينبغي لهم أن يقفوا.
هوت مطرقة لجنة الوردي على رأس فؤاد الصحابي وتم سحب رخصة قيادته ذات مرة قبل أن يعدلوا الحكم ويخبرونا أنها رخصة جرى تجميدها وإخراجها من حالة الجمود لتنصهر رهين بمرونة لسان الصحابي وتخفيف حدة كلامه غير المباح.
ضربت نفس المطرقة مدرب الخميسات جمال فوزي وألجمت لسان الزواغي لدورات وأنذرت معد آسفي البدني وعادت لتختفي بعدها ولتنبعث على استحياء وخجل حين هرول مسيرون خارج السرب بتصريحات مدوية، شكك خلالها أوعابا من خنيفرة والبيضي من برشيد في نزاهة بطولة قال أنها تسير عن بعد بـ «التيلوكوموند».
تحدى أوعبا الجميع وقال أنه يتحدى أن يثبت أي كان أنه مثل ذات يوم أمام اللجنة التي قضت بعقوبة خجولة موقوفة التنفيذ بحق ابن زيان، وأنذر البيضي وطلبوا منه أن يخرج على القوم ليؤكد أن ما صرح به من هوارة تم حمله على محمل الخطأ.
بعيدا عن هذه اللجنة الصورية التي انتهت صلاحيتها دون أن يبرر رئيس الجامعة كيف ولم حدث الأمر، ليترك الحابل على الغارب لتصريحات أشبه بقنابل عنقودية مجمرة آخرها فتوحات بوصيري الرجاء والذي طالب الرجاويين بأن يصلوا ويقرأوا الفاتحة على بطولة يستحيل على النسور الخضراء حيازتها لكونه مهداة لطرف معين، وقبلها سدد البوصيري غارات عنيفة بوجه لقجع واتهمه بالكيل بأكثر من مكيال تجاه فريقه ولا من يحرك الساكن.
قلت نترك هذه اللجنة التي لا تستقيم ممارسة من دونها ولا يسلم شرف الجلد المدور إلا بها ،ولنفتح دفتر لجنة أخرى عاشت زمنها الذهبي على عهد الفاسي الفهري وهو ينيط غرفة النزاعات برجل آخر ما اختلف كثيرون على كفاءته أولا وحسن سريرته ثانيا وهو طيب الذكر عبد الله غلام.
غرفة النزاعات على عهد الجامعة السابقة كانت تشتغل وفق آليات ووفق قانون ووفق سلم واضح للزجر، يعطي للأجير أجره فقبل أن يجف عرقه ولا تحابي لا فلان ولا علان ولم تكمن تجتهد مع نص.
غرفة النزاعات على عهد الجامعة الحالية هي واحدة من الطابوهات المظلمة وواحدة من العلب السرية التي تجهل معايير الحكم داخلها ولا من هو مختص بالفصل ولا حتى مؤهله القانوني ومرجعه ومن اصطفاه لهذا المنصب.
إسألوا روماو يحدثكم كيف قضت هذه اللجنة ضده بعدم الإختصاص ما اضطره اللجوء للمحكمة التجارية ضد الرجاء واستخلاص حكم بالحجز على منقولات الخضراء.
إسألوا لمياغري وعديد اللاعبين الذين قدموا بيانات وعقود تؤكد استحقاق الحق الضائع وكيف صدت بوجوههم الأبواب ورفعوا بوجههم العبارة الشهيرة التسويقية «سير حتى تجي».
إسألوا بنهاشم وكيف تجرجر في جلسات ماراطونية وكيف عاش تسويفا وانتظارا طويلا مملا في انتظار أن تلد مسؤولة وليدها وتضع وضعها وتنتهي فترة الحضانة والرضاعة في قمة الرعونة والإرتجال الكاشف عن سوء التدبير.
يفترض على أن الجامعة مؤسسة، والمؤسسات لا تنجح ما لم تقم على هياكل وبنية قانونية صريحة وقوية وما لم يطبع الوضوح والشفافية اشتغالها، وما تعيشه اليوم لجنة الأخلاقيات وغرفة النزاعات من حالة احتباس وتكلس وحتى غموض يؤكد أن هناك خللا بنيويا صريحا يجب التنبيه إلبه وعلى أن الكيل صار مكيالين.