رونار يذكرني بغريتس فتطابق كبير بينهما

في موسمه الأول مع بنفيكا حقق المهدي كارسيلا ما عجز عنه الكثيرون، إذ كان محظوظا ومساهما رئيسا في فوز النسور بلقب البطولة البرتغالية بعد سباق هتشكوكي مع الغريم سبورتينغ لشبونة، ليضيف إليه بعدها كأس العصبة المحلية محققا الثنائية الخالدة والتي ألحقها بخزانته التي تضم أيضا 3 ألقاب مع ستاندار لييج البلجيكي.
كارسيلا ضرب أكثر من عصفور في نهاية موسمٍ كانت مثالية بالنسبة له، إذ بالإضافة إلى تتويجه بلقبين وخروجه بصعوبة كبيرة من ربع نهائي عصبة الأبطال الأوروبية ضد بايرن ميونيخ، تلقى أكبر جائزة بالعودة إلى الفريق الوطني بعد طول غياب، ليكون أسعد أسدٍ هذا الموسم.

ADVERTISEMENTS

- كيف حالك بعد الأزمة الصحية التي ألمت بك قبيل لقاء المغرب وليبيا؟
« الحمد الله أنا بخير، تجاوزت الأزمة المرضية المفاجئة التي أصابتني بتونس مع الفريق الوطني، إذ أحسست ليلة المباراة بإختناق وضيق في التنفس مصحوبا بالحمى والتعب الشديد، فكان واجبا أن أخضع للفحوصات وأبقى تحت العناية لما بعد المباراة».
- لم تحضر المباراة ولم ترافق أيضا زملائك في رحلة العودة؟
«صحيح، غبت عن اللقاء وغبت كذلك عن السفر فالتحقت بمراكش متأخرا بعد 24 ساعة من نهاية المباراة بعدما عدت عبر رحلة عادية من قرطاج إلى الدار البيضاء، كنت متعبا جدا وتعذر علي السفر مع اللاعبين، الحمد الله على كل حال».
- أكيد أنك كنت أكثر المحبطين لعدم مشاركتك مع الأسود..
«لا، أؤمن بالقضاء والقدر والمرض ممكن أنه حجب عني شيء آخر لو شاركت، صحيح كنت أمني النفس للعب ومشاركة زملائي الذي عدت إليهم بعد غياب طويل، لكن هناك مباريات أخرى وإستحقاقات مهمة قادمة ولست حزينا على غيابي بقدر ما حزنت وأحبطتني النتيجة ضد ليبيا».
- على ذكر التعادل، كيف تلقيته وما تعليقك على التفريط في نقطتين ضد منتخب عاطل منذ سنوات؟
« الفريق الوطني كان فائزا ومتفوقا وينتظر فقط صافرة النهاية، فإذا بهدف قاتل يعيد عقارب النتيجة إلى التكافؤ وينتهي النزال بالتعادل 1-1، كنا الأقرب للفوز ومن الطبيعي أن نحزن لأننا أضعنا نقطتين في آخر دقيقتين من الوقت بدل الضائع، ذهبنا إلى تونس من أجل البحث عن الفوز الخامس تواليا إلا أننا فشلنا في تحقيق ذلك».
- ما هي الأسباب التي حرمت الأسود من مواصلة التصدر بالعلامة الكاملة؟
« لا أعرف بالطبع ما حدث، لكنني أظن أن التهاون وإستدراج الخصم دون تأمين النتيجة إضافة إلى التعب من أسباب تلقي الهدف في الدقيقة الأخيرة، فالإنهيار البدني شيء وارد في نهاية الموسم دون إغفال قلة الحماس ومناقشة اللقاء بأقل مجهود فكري أو بدني كوننا تأهلنا مسبقا لنهائيات كأس أمم إفريقيا، عموما التعادل نتيجة إيجابية من خارج القواعد والأهم البقاء في الصدارة ومحاولة إنهاء التصفيات بالفوز أمام ساو طومي».
- كيف استقبلت إهتمامات الناخب الوطني هيرفي رونار بك عقب غياب طويل عن العرين؟
«أسعدتني الإتصالات التي وصلتني من الناخب الوطني هيرفي رونار الذي أبدى إهتمامه بي وتتبعه لعطائي مع بنفيكا البرتغالي، أخبرني بمشروعه والعمل الذي ينوي القيام به وطالبني بمواصلة الإجتهاد مع وعد بنيل الجائزة في آخر الموسم، وهو ما كان بتلقي دعوة للرجوع إلى العرين الذي غبت عنه لفترة مهمة».
- هل هو رجوع في الظرفية المناسبة؟
« بالتأكيد، فما أحلى أن تنهي الموسم بالتتويج والإنتصارات والإنضمام إلى الفريق الوطني، هذا الأخير حلم وهدف كل لاعب دولي ينتظر بفارغ الصبر تواريخ الفيفا للإلتحاق بالوطن وصلة الرحم معه، بغض النظر عن الظرفية وطبيعة الإستحقاق وقيمة المباريات فحمل قميص الفريق الوطني في أي وقت شيء لا يُقدر بثمن».
- يعني أنك غير غاضب من تجاهل الناخب الوطني السابق الزاكي بادو لك..
«لا، أعرف الزاكي بادو، فهو لم يقم باستدعائي سوى مرة واحدة ولا أدرك فلسفته في التدريب ولم أتقرب إليه، لا يمكنني الحكم عليه والغضب منه لأن إختياراته كان يقوم بها وهو حر فيها والتعليق والكلمة للجمهور والرأي العام».
- كيف كنت تنظر إلى اللوائح السابقة ولا تجد إسمك بها؟
«إنتظرت طويلا من أجل الرجوع إلى الفريق الوطني وطيلة هذه المدة حرصت على دعم زملائي وتتبع أخبار الأسود ومشاهدة مبارياتهم، لم أقاطع المنتخب أبدا ولم أحمل حقدا أو كراهية ضد أحد، تحليت بالصبر والعمل والمثابرة والإيمان بأن وقت العودة سيأتي بلا شك، لن أنكر أنني حزنت في بعض الأحيان على عدم تواجد إسمي في اللائحة، لكن ربما كان بسبب عدم إقناعي أو عدم دخولي في فلسفلة الفريق الوطني».
- هل أعاد لك هيرفي رونار الثقة التي كنت تفتقدها؟
«نعم، فالإهتمام والتواصل شيء بالغ الأهمية بالنسبة لنا كلاعبين محترفين نمثل بلدنا في أوروبا وفي أقوى الأندية والبطولات، نحب التواصل وتبادل التهنئة وتلقي الإشادة خصوصا في لحظات التفوق والنصر، كما أننا نكون بحاجة للدعم والمؤازرة والإحساس بالتضامن في أوقات الشدة والألم، رونار مدرب مقتدر وخبير ومقرب للاعبين ولا يضع هوة أو حجاب بينه وبينهم».
- ما الذي لمسته من جديد وإضافة مع هذا الثعلب الفرنسي؟
«سأقول لك شيئا وهو إحساس إنتابني منذ أول لحظة رأيته فيها وتكلمت معه، لقد ذكرني بالناخب الوطني السابق إيريك غيرتس الذي قضيت معه أوقاتا جميلة وتعلمت رفقته العديد من الأشياء، فالأجواء التي عشناها مع غريتس قبل كأس أمم إفريقيا 2012 بالغابون متطابقة تماما مع الأجواء الموجودة حاليا، هناك حميمية بين المدرب واللاعبين وتواصل دائم وخطاب واضح والدفاع عنهم، لا تمييز بين هذا وذاك والروح الجماعية طاغية على الفريق الوطني، هناك تآزر وتلاحم كالأسرة في البيت».
- أتعتقد أن الفريق الوطني في السكة الصحيحة وأن رونار هو رجل المرحلة؟
«شيء مسلم به، يكفي أن تسأل العناصر والثوابت المخضرمة لتقول لك رأيها في إن كان الفريق الوطني في السكة الصحيحة أم لا، الكل متفائل بالمستقبل وملامس للعمل والتغيير الذي يقوم به رونار منذ قدومه، العمل بدأ وهو في خطواته الأولى ويجب الدعم ومسايرته وعدم وضع العراقيل، فالتحديات كبرى والإنتظارات عظيمة منا ومن الناخب الوطني».
- ما هي هذه الإنتظارات وما الأهداف التي تعاقدتم عليها؟
«أول هدف كان التأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا وقد تحقق مبكرا وبأفضل طريقة، الآن يجب التحضير الجيد لهذه البطولة بالغابون التي نريدها مثالية ومغايرة لما جاء في الدورات السابقة، نخطط للعودة إلى الواجهة القارية بقوة من خلال بلوغ الأدوار المتقدمة واعتلاء ريادة المنتخبات القارية أي المكان الطبيعي للمغرب، ثم التحدي الكبير والإنتظار الأعظم الذي يتمثل في التأهل إلى كأس العالم بروسيا سنة 2018».
- هل لنا من التوابل ما قد يقودنا إلى هذه الأهداف؟
«لدينا أمهر اللاعبين على الصعيد القاري وأكثرهم تنافسية ولمعانا مع الأندية الأوروبية، نتوفر على جيل موهوب يجمع بين خبرة الثوابت وحماس العناصر الجديدة، يقودنا مدرب مجرب وكفء فاز بلقبين قاريين مع منتخبين مختلفين في النسخ الماضية، وبالتالي لا مشكل ولا حاجز لنكون في حجم التطلعات وفي مسلك الطموحات، الظروف كلها متوفرة ومجتمعة ولا ينقص سوى الوقت القليل لتقوية مناعة الفريق الوطني، شريطة دعم مطلق ومساندة كبيرة من كل المكونات الداخلية والخارجية للمنتخب».
- لنطوي صفحة الفريق الوطني ونعرج على فريقك بنفيكا البرتغالي، ما هو تقييك لموسمك الأول معه؟
«موسم موفق وناجح ومثمر على كافة الأصعدة، كنت من المساهمين في التتويج بلقب البطولة والكأس بالبرتغال وبلوغ ربع نهائي عصبة الأبطال الأوروبية، موسمي الأول بلشبونة تذوقت فيه حلاوة التباري ومنافسة الكبار والصعود إلى البوديوم».
- كيف عشت تجربتك الإحترافية الثالثة بعد بلجكيا وروسيا؟
«من الطبيعي جدا أن يكون الموسم الأول في بلد ما جديد عليك صعب بالنظر إلى إختلاف اللغة والثقافة والحياة اليومية، كما أن التواجد ضمن فريق أوروبي عريق كبنفيكا يزيد من الضغوطات ويجعل العدسات موجهة إليك دائما كمحترف أجنبي ويدفع الناس إلى إنتظار الكثير منك، إصطدمت ببعض المشاكل ووجدت صعوبات جمة من أجل فرض نفسي وإقناع المدرب في البداية، لكن تدريجيا ومع مرور الأسابيع نجحت في إثبات نفسي والمشاركة في العديد من المباريات على الصعيد المحلي والقاري سواء كرسمي أو كبديل».
- قمت بالتسجيل وصناعة الكثير من التمريرات الحاسمة التي ساهمت في فوز بنفيكا بنقاط مهمة، كيف كان شعورك حينها؟
«إنها مهنتي، وبنفيكا جلبني لأقدم الإضافة له وأساهم في تطوره وقيادته نحو الإنتصارات، كنت رهن إشارة المدرب في كل المسابقات ولم أصاب باليأس ولا الإحباط في كرسي الإحتياط، فقد أثبت جدارتي وتركت بصمتي في كل مرة كان يقحمني، وكما قلت أعطيت العديد من التمريرات الحاسمة في أوقات صعبة إنتهت بأهداف وربح الكثير من النقاط، أنا لاعب محترف، واجبي تقديم الإضافة سواء كلاعب رسمي أو إحتياطي مع ضرورة إستغلال الفرص على أفضل صورة».
- لقبان وربع نهائي عصبة الأبطال الأوروبية في موسمك الأول، حصيلة أكيد أنها إيجابية ومثالية..
«بالتأكيد، والأكثر من ذلك أننا كنا قريبين من بلوغ المربع الذهبي لعصبة الأبطال الأوروبية لأن بايرن ميونيخ وجد مشاكل كبيرة معنا ولم يتغلب علينا سوى بمشقة وعناء، تحدثنا كلاعبين مع المدرب وقلنا بأننا كنا على وشك العبور إلى نصف النهاية لكن تجربة البايرن كانت الأقوى، قطعنا مشوارا لامعا وموفقا وكسبنا إحترام الكثيرين في أوروبا، وبالبرتغال تسدينا المنافسة وتصدرنا البطولة ورفعنا الدرع وبعده الكأس، والحصيلة بلا شك مثمرة ومستحقة وبطعم خاص بالنسبة لي في أول موسمي بلشبونة».
- لكن رغم هذه التتويجات إلا أن بعض الأخبار تشير إلى أنك ستغادر بنفيكا هذا الصيف؟
«ليس صحيحا، سأواصل تجربي مع بنفيكا والأنباء التي تتحدث عن مغادرتي للفريق هي شائعات مغلوطة، أنا مرتاح مع النسور وعقدت العزم على لعب الموسم المقبل معهم وتكرار نفس سيناريو الموسم المنقضي أو أحسن، ولن أغادره إلا في حالة وحيدة وهي إن أراد المدرب والإدارة تسريحي».
- وماذا عن العروض التي توصلت بها من هولندا وإنجلترا؟
«لا شيء جدي، ولم أتوصل بأي عرض رسمي ولم أفتح الباب لأي أحد، أريد البقاء مع بنفيكا لأثبت نفسي أكثر وأخوض أكبر عدد من المباريات وأفوز بألقاب إضافية، وتبقى كرة القدم عالم حافل بالمفاجآت ويصعب التخطيط فيه للمستقبل، فكما قررت المواصلة مع بنفيكا ممكن أن تحدث أشياء وأغادره، لا شيء مضمون لنا كلاعبين».
- أنت اللاعب المغربي الوحيد التي تلعب مع بنفيكا ضمن الثلاثي الذي جلبه النادي في الصيف الماضي، وهنا الحديث عن زميليك عادل تاعرابت وبلال ولد الشيخ، لماذا بصما على موسم أبيض بلا تنافسية ولا دقيقة تُذكر مع الفريق؟
«أولا إنه لفخر أن يكون نادي أوروبي عملاق من طينة بنفيكا يتوفر على 3 لاعبين مغاربة وضع فيهم الثقة في نفس الموسم، نحمل على عاتقنا في لشبونة مسؤولية تمثيل بلدنا ومنافسة بلدان عريقة في الكرة خصوصا منها المنحدرة من أمريكا اللاتينية، التنافس على المقاعد أمر غاية في الصعوبة ولهذا لم يكن الأمر هينا علينا، بالنسبة لولد الشيخ فهو لاعب شاب وناشئ يتمتع بموهبة كبيرة وتعذر عليه فرض نفسه مع الكبار، لكن ينتظره مستقبل مشرق وأتوقع إنفجاره كرويا قريبا، بالنسبة لتاعرابت فالكل يعرف مؤهلاته ومهاراته كأحد أفضل اللاعبين الأفارقة والعرب على الصعيد الأوروبي لكنه مر بفترة فراغ طويلة فقد على إثرها مقوماته البدنية، عادل أسد لم يمت وسيعود أقوى مستقبلا».