الوداد أكثر من عانى من الويكلو واللعب خارج القواعد
سنعوض ضياع لقب البطولة بتتويج قاري

إنتهى الموسم بالنسبة لأغلب الأندية الوطنية، لكن الفرق المشاركة في المنافسات الإفريقية، لن تستفيد من هذه الراحة، حيث تنتظرها مواجهات قوية، ومن بينها الوداد البيضاوي.

 المدافع الأيسر ياسين الكردي أحد العناصر التي يعتمد عليها المدرب طوشاك بشكل كبير سواء على مستوى الدفاع أو الهجوم من خلال تمريراته وانسلالاته من الجهة اليسرى، في هذا اللقاء تحدث الكردي عن ما خلفه ضياع اللقب في نفوس اللاعبين، دون أن نفوت الفرصة للحديث عن الأهداف والطموحات المستقبلية مع الفريق الأحمر.

- المنتخب: أسدل الستار عن منافسات البطولة واكتفيتم بالوصافة، ما هي العوامل التي ضيعت عليكم اللقب؟

الكردي: أظن بأن كل مكونات الوداد كانت تراهن على الفوز بلقب البطولة للمرة الثانية على التوالي، وكان بإمكاننا تحقيق هذا المبتغى لولا الظروف الصعبة التي عانينا منها في مرحلة الإياب، حيث إبعادنا عن مركب محمد الخامس، وكثرة التنقلات وضغط المباريات، وكل الفرق التي أرغمت على اللعب خارج قواعدها عانت من نفس المشكل، وبالرغم من ذلك فقد قاومنا ولم ننزل أيدينا، بل نافسنا لآخر دورة، لكن الحظ لم يكن بجانبنا، ولا يمكن أن نحمل مسؤولية ضياع هذا اللقب لأي طرف، فالكل بذل مجهودا لتحقيق هذا الهدف، لكن فوق طاقتك لا تلام.

- المنتخب: البعض كان يرى بأنكم دفعتم ثمن مشاركتكم في عصبة الأبطال، وكان من الأفضل أن تتفرغوا للبطولة، ما رأيك؟

الكردي: قد يكون هذا صحيحا، لكن الوداد فريق كبير، ومن المفروض أن ينافس على كل الواجهات، ويجب أن ينافس على كل المنافسات التي يدخلها، وليس أن يشارك من أجل المشاركة وتنشيطها فقط، فالوداد له ثقافة الألقاب، والحمد لله توجنا مشاركتنا في عصبة الأبطال الإفريقية بتأهل لدور المجموعتين، وإن شاء الله سنذهب لأبعد حد في هذه المسابقة القارية.
بالنسبة للبطولة فقد كنا قريبين جدا من التتويج باللقب للمرة الثانية على التوالي، إكتفينا بالمرتبة الثانية لكننا سنشارك للمرة الثانية في منافسات عصبة الأبطال الإفريقية وهذا إنجاز مهم كذلك لا يجب أن نستهين به.

- المنتخب: هل أنت راض على ما قدمته للوداد في الموسمين الأخيرين؟

الكردي: لن أشكر نفسي لأن الجمهور وكذا الصحافة هي التي يمكنها تقييم مستوى اللاعب، هذا بالإضافة للطاقم التقني، لكن الحمد لله أنا راض على ما قدمته للوداد بعد أن ساهمت في التتويج بلقب البطولة الموسم الماضي، وكذا في مسارنا الموفق في عصبة الأبطال الإفريقية، والحضور كرسمي في أغلب المباريات هو دليل على الثقة التي أحظى بها من طرف المدرب، وهذا شيء مهم بالنسبة لي، لكن هذا لا يمنعني من الإجتهاد أكثر والعمل بجدية حتى أكون دائما عند حسن الظن.

 

- المنتخب: هذا الموسم تم التعاقد مع مدافع أيسر، فكيف ترى المنافسة مستقبلا على هذا المركز؟

الكردي: المنافسة مهمة في كرة القدم، وانتداب لاعب في هذا المركز الذي ألعب فيه لا يعني بأن هناك عدم رضا على المستوى الذي قدمته، وإلا لما قام الفريق بتجديد عقدي لموسم إضافي، لكن كما يعلم الجميع فالفريق ينافس على عدة واجهات ويحتاج لتركيبة بشرية في المستوى ولبدائل، فهناك العياء والإصابات والتوقيفات، واللاعب يبقى بشر، قد لا يكون في مستواه المعهود وفي تمام جاهزيته في بعض الأحيان، وبدون منافسة لا يمكن للاعب أن يجتهد ويطور مستواه، لذلك فالمنافسة لا تخيفني ولا تزعجني لأني تعودت عليها من خلال مساري مع الفرق التي مررت بها، وداخل الوداد نحن أسرة واحدة، ونرحب دائما بمن له القدرة على منح الإضافة، وللمدرب الصلاحية الكاملة في اختيار الأفضل والأكثر جاهزية.

- المنتخب: جاورت أندية كبيرة على غرار الرجاء والجيش والوداد، أي المراحل كانت أفضل بالنسبة لك؟

الكردي: من دون مبالغة كانت هذه المرحلة مع الوداد هي الأفضل، لأني والحمد لله صادفت مرحلة التوهج واستقاظة الفريق، صحيح أنني جاورت الرجاء وشاركت معه في تظاهرات مهمة، وكذلك الجيش الملكي الذي لعبت معه كأس الكاف، لكن مع الوداد كان المسار ناجحا بتتويجي معه بلقب البطولة، وهذا إنجاز مهم أفتخر به وأعتز بمساهمتي فيه، وأتمنى أن يحالفني التوفيق لتحقيق مزيد من الإنجازات وإغناء رصيدي من الألقاب وترك بصماتي مع الفريق لتتذكرني بها الأجيال القادمة. 

- المنتخب: سبق لك أن خضت تجارب إفريقية، ماذا عن هذه التجربة الجديدة مع الوداد؟

الكردي: هي تجربة مهمة تختلف كثيرا عن التجارب السابقة، هذا الموسم خضنا مواجهات قوية وصعبة، قطعنا فيها مسافات طويلة، أظن بأن الرحلة لمدغشقر تعادل كل المسافات التي قطعناها نحو باقي الدول الإفريقية الأخرى، الحمد لله حققنا نتائج إيجابية سواء داخل الميدان أو خارجه، كانت البداية صعبة، لكن العناصر الشابة بدأت تتأقلم و  تكتسب التجربة أكثر، وهذا مهم جدا، الفريق حاليا أصبح أكثر تمرسا بالمنافسات الإفريقية، والفوز على فريق مازيمبي حامل اللقب ضاعف الثقة لدى اللاعبين، ومكن الوداد من استعادة هيبته على الساحة الإفريقية، حيث باتت كل الأندية تضرب لنا ألف حساب، وهذا ما يحفزنا لتحقيق مزيد من النتائج الإيجابية والمنافسة بقوة على اللقب.

- المنتخب: ماذا عن تقييمك للبطولة الإحترافية، وهل هناك نوع من التطور؟

الكردي: من دون شك هناك تطور ملموس من حيث المستوى الفني بالمقارنة مع السنوات الأخيرة، فبفضل هذا الإستقرار الذي أصبح عليه اللاعب، وكذا المجهودات التي بذلتها الأندية على مستوى الإستعدادات  كذا الإنتدابات فإن البطولة الإحترافية ارتقت لمستويات أفضل، والدليل هو تقارب مستوى كل الفرق، وبالتالي صعوبة التكهن بنتائج المباريات حتى تلك التي تجمع بين الأندية الكبيرة التي تنافس عادة على اللقب وأندية أسفل الترتيب، وهذا زاد من التشويق والإثارة التي استمرت لحدود الدورة الأخيرة التي حسم فيها اللقب وكذا الفريقين النازلان، حاليا من الصعب جدا الفوز بلقب البطولة، قد يقول البعض بأن البطولة سهلة، لكن هذا غير صحيح، فهناك 30 دورة، ومن الصعب جدا أن تسايرها بنفس الإيقاع فهناك مراحل فراغ قد تمر منها، ولحظات يتراجع فيها المستوى ونتائج مفاجئة، كما أن تقارب مستوى أغلب الفرق يزيد من صعوبتها، وأظن بأن تزايد الإقبال الجماهيري يعطي الإنطباع على ارتفاع المستوى، وساعد كذلك تطور البنيات التحتية وتواجد ملاعب جيدة على تحسن المستوى.

- المنتخب: حافظ الوداد على استقراره التقني بحضور المدرب طوشاك للموسم الثالث على التوالي، كلاعب ماذا يعني لك ذلك؟

الكردي: في كرة القدم الإستقرار يساعد كثيرا على النجاح، قد يكون التغيير إيجابيا وضروريا في بعض الأحيان حين يكون الإستعصاء، لكن حين تكون النتائج جيدة، فلا مجال للتغيير، وبالنسبة للوداد حاليا فإن له مكتب مسير في المستوى الكبير برئاسة السيد سعيد الناصري، فهو يتعامل بعقلانية وبدون تسرع في اتخاذ القرارات، وبالرغم من عدم التتويج بلقب البطولة، فقد كان هناك ارتياح للنتائج التي تحققت في ظل الإكراهات التي عانى منها الفريق والتي سبق ذكرها، وحينما يكون النجاح فإن للجميع دور فيه، وحين يكون الفشل والإخفاق فإن الجميع يتحمل المسؤولية، وفي نظري فالمدرب طوشاك قام بعمل كبير مع الوداد منذ أن تحمل المسؤولية، ونحن كلاعبين محظوظين بتواجده معنا، حيث نستفيد من خبرته، وأظن بأن لديه الكثير ليقدمه للوداد مستقبلا، وإن شاء الله سيتوج معه الفريق بمزيد من الألقاب، وحاليا فهو ناجح بدليل فوزه باللقب في أول موسم ومنافسته عليه في الموسم الثاني لآخر دورة، وتأهله للمرة الثانية على التوالي لعصبة الأبطال الإفريقية ما لم يحصل منذ أزيد من عشرين سنة.

- المنتخب: في كل المحطات وفي كل السفريات حتى خارج أرض الوطن كان الجمهور الودادي حاضرا معكم، فكيف يكون إحساسكم كلاعبين بحضور هذا الدعم؟

الكردي: بطبيعة الحال فإن الجمهور هو ملح المباريات، وهذا الموسم تأثر الوداد كثيرا بإجراء بعض المباريات بدون جمهور، الشيء الذي انعكس بشكل سلبي على الأداء وكذا على النتائج، وكان من بين العوامل الأساسية التي ضيعت علينا لقب البطولة، والوداد هو أكثر من تضرر من الويكلو ومن اللعب خارج الميدان هذا الموسم.
لكن حين يكون معنا الجمهور وخاصة في الأدغال الإفريقية فإننا لا نحس بالإغتراب، وبفضل حضوره معنا حققنا مجموعة من النتائج الإيجابية،فحين نلتفت و نرى جمهورنا،نفكر في الكيلومترات الطويلة التي قطعها، وتحمله أعباء السفر و تكاليفه المادية،و هذا يدفعنا لنقاتل ونسخر كل طاقتنا من أجل تحقيق النتائج الإيجابية وإسعاده، وهذا الموسم ضحى الجمهور الودادي كثيرا من أجل فريقه، وأتمنى أن يحالفنا التوفيق لنهديه لقب عصبة الأبطال الإفريقية، وهذا أقل ما يمكن أن نجازي به هذا الجمهور الكبير الذي لم يكن أبدا جمهور نتائج، بل أكد حبه وعشقه لفريقه في كل الظروف والأحوال.

- المنتخب: في نظرك أين تكمن قوة الوداد في الموسمين الأخيرين؟

الكردي: قوة الوداد تكمن بالأساس في جمهوره الذي يعتبر السند الحقيقي، وفي تلاحم كل مكوناته وتواجد لاعبين في المستوى يعملون جميعا لمصلحة الفريق دون أنانية، تكمن كذلك في تواجد مدرب كبير من قيمة طوشاك، وباقي أفراد الطاقم التقني والطبي، هذا بالإضافة للمجهود الكبير الذي يقوم به المكتب المسير والذي يعمل على توفير كل الظروف الملائمة سواء في الإستعدادات أو أثناء المباريات، وفي كل التنقلات و المعسكرات، زيادة على توفير المستحقات المادية، بصريح العبارة هناك احترافية في العمل فالكل يقوم بواجبه، وهذا هو سر العودة القوية للوداد في الموسمين الأخيرين.

- المنتخب: ماذا عن طموحاتك وأهدافك المستقبلية؟

الكردي :الحمد لله أني توجت مسيرتي بلقب البطولة مع الوداد، لكن طموحي لا يقف عند هذا الحد، حيث أتمنى الفوز بلقب عصبة الأبطال الإفريقية، وكذا لقب كأس العرش، كما أطمح لترك بصماتي مع الفريق حتى تتذكر الأجيال القادمة مروري من هذا الفريق الكبير.

- المنتخب: أترك لك مساحة حرة في ختام هذا اللقاء لتوقع عليها بأناملك

الكردي: أقول للجميع عواشركم مبروكة، وأشكركم على هذه الإستضافة وأتمنى لكم مزيدا من التوفيق، ومن هذا المنبر أشكر كل مكونات الوداد التي احتضنتني ووضعت ثقتها في شخصي، وأتمنى أن أكون عند حسن الظن وأن أتوفق في منح الإضافة، وتحية شكر وتقدير للجماهير الودادية على دعمها ومساندتها لي منذ إلتحاقي بالفريق، وبدوري أبادلها نفس الحب والتقدير والإحترام، كما أني أتقبل منها النقد الموضوعي لأن هدفها مصلحة الفريق والوصول لمنصات التتويج وأطلب منها أن تظل إلى جانب فريقها وتساند اللاعبين، وبهذا التلاحم وعدم الإنسياق وراء بعض المشوشين سيتحقق المراد إن شاء الله.