الجنرال عزز ثقتنا بالنفس وأصلح العديد من الأمور

لاعب إستثنائي بمقاسات مورفولوجية غير خارقة لكن السخاء الذي يبذله بالملعب وحرثه للمستطيل الأخضر بالطول والعرض، يجعل منه حالة فريدة بالفعل في البطولة.
تفوق كباقي المخضرمين على لاعبي الجيل الحالي، وحتى وهو يتوقف عن التباري لــ 7 أشهر عاد ليطل من بوابة الديربي ويتوج أفضل لاعب بالنزال دون أن يتأثر مردوده.
عصام الراقي قشاش القلعة الخضراء، دينامو الرجاء الترمومتر الذي يتأثر به توازن الفريق، يطل بكم عبر الحوار التالي لتطالعوا معه حظوظ النسور في موسم يبعث على التفاؤل ومن خلاله يؤكد هذا اللاعب أن الجنرال فاخر جاء بالخير للفريق.
المنتخب: وقعتم على بداية أكثر من رائعة بالبطولة بتحقيق إنتصار كبير أمام الكاك، ما هي رسالة هذه الإنطلاقة كما أردتم تبليغها؟
عصام الراقي «نحن لا نوجه الرسائل لأحد، توقيعنا على بداية موفقة وناجحة عكس شيئا واحدا وهو رغبة الفريق واللاعبين تقديم أنفسهم بطريقة مثالية وأن يعلنوا عن نواياهم وطي صفحة الموسم المنصرم.
إنتصارنا أمام الكاك كان من الممكن أن يكون بحصة أكبر وكان بإمكاننا أن نحسم النزال بحصة عريضة والأكثر من ذلك أنه تم بطريقة مقنعة وهو معطى إيجابي يحفزنا على تقديم الأفضل مستقبلا وعلى أن نواصل بنفس الفعالية».

المنتخب: هل كنتم تتوقعون كلاعبين أن تكون بدايتكم بهذا الشكل سيما على ضوء ما تابعناه خلال الصيف من خلاف وإضرابات  وكذا تأخر على مستوى التحضير؟

عصام الراقي «ما حدث خلال الصيف أمر عادي يحدث داخل كل الفرق، الخلافات بخصوص المنح أوالرواتب مسألة عادية جدا في كرة القدم المغربية.
في نهاية المطاف تجاوزنا كل شيء والأهم هو أن الرجاء حاليا بالسكة الصحيحة وما حدث أمر وإنتهى ونحن نتطلع للمستقبل ولا نطالع الماضي».

المنتخب: أي لمسة أضافها لكم المدرب محمد فاخر؟

عصام الراقي «محمد فاخر هو جنرال المدربين كما أطلقتم عليه وبالتالي هذا الوصف وحده يلخص قيمة المدرب التقنية ومن أي طينة هو.
السيد فاخر أضاف لنا الكثير وبحضوره وتواجده معنا نشعر بالإطمئنان الكافي بالنظر لتجربته الكبيرة والغنية، السي فاخر يترك اللاعب يفكر فقط في يوم المباراة لأنه يحيط باقي التفاصيل بعنايته وهو مدرب كبير و رائع وصل بالوقت الحاسم»

المنتخب: هل حضرت لمسته في هذا الظرف الوجيز؟

عصام الراقي «محمد فاخر ليس غريبا على البيت كما نقول هو إبن الدار وإبن الرجاء قبل جميع اللاعبين وهو أمر سهل عليه المهمة.
فاخر كان يملك فكرة كافية على الرجاء ولم ينتظر طويلا ليوقع ببصمته على الإضافة التي كنا بحاجة إليها»

المنتخب: ما هو خطابه الأول للاعبين بعد تعيينه؟

محمد فاخر «لقد حملنا مسؤولية المصالحة مع التاريخ والذات وقال لنا أن هذا الجيل أمامه فرصة كبيرة ليعلن عودة فريق كبير لواجهة الأحداث ويصحح أوضاعه.
فاخر أخبر الجميع أنه يعلم عنهم أدق التفاصيل وأنه لن يتردد في مكافأة من يستحق وإبعاد من لا يصلح وأن العبرة بالإجتهاد والتضحية لا بالسن ولا النجومية ومن يستحق أخذ مكانه أساسيا سينال الفرصة بلا تردد.
حين يسمع لاعب مثل هذا الخطاب فإن التحفيز يحضر عنده فما بالك إذا كان مدربا كبيرا وبخبرة ألقاب قوية»

المنتخب: هل تعتقد أن الرجاء قادر حاليا على المنافسة على لقب البطولة؟

عصام الراقي «لست أنا المخول له تحديد أهداف الفريق، لكن إذا كنت تريد معرفة رغبتي وطموحي أو حتى حلمي فهو بكل تأكيد المنافسة على درع هذا الموسم لأسباب كثيرة ومختلفة، وأول هذه الأسباب أن يستعيد الفريق اعتباره ومكانته التي يستحقها والتي لم تطابقها صورة الموسم المنصرم»

المنتخب: لكنك لم تحدد لي حظوظ الفريق بالواضح؟

عصام الراقي «الرجاء فريق ألقاب وتاريخ وبالتالي سأكون غبيا أو كاذبا إن أنا قلت لك أن الفريق سينشط البطولة أو سيحاول أن يكون بين فرق الصدارة.
جمهور الرجاء لا يرضى بغير الألقاب ونحن سنواصل اللعب بنفس النمط والنسق الذي بدأنا به والمدرب طلب منا أن نلعب كل مباراة على أنها مباراة سد ولو تحلينا بروح المسؤولية والإنضباط أكيد التتويج أكثر من ممكن وخاصة بوجود مدرب مميز من طينة فاخر»

المنتخب: هل تعتقد أن التركيبة الحالية للرجاء بعد التعزيزات التي تمت قادرة على الوفاء بهذه الأدوار؟

عصام الراقي «الفريق يملك مجموعة متجانسة وبها عدد من لاعبي الخبرة وشبان يملكون الحافز للتألق وكتابة إسمهم بمداد النجاح.

مؤخرا إنضم لنا عدد من اللاعبين وعاد ليلعب معنا السيمو أولحاج والكروشي وبالتالي أعتقد أننا على الورق فريق شبه متكامل»

المنتخب: هل سيكون لعامل خروجكم من كأس العرش دور في تقوية حظوظكم في نيل اللقب؟

عصام الراقي «لا أعرف، لكن خروجنا من كأس العرش لا يعني أننا سنخلد للراحة أو أننا سنكتفي بالمتابعة والتفرج على الآخرين.
مؤخرا إستغل المدرب غيابنا عن مباريات المسابقة وتوجهنا للقيام بمعسكر بمراكش كان رائعا و مميزا وتداركنا على إثره بعض الأخطاء التي تم تصويبها وتصحيحها.
سنحاول التركيز قدر الإمكان على كل مباراة ولا  أرى أن المنافسة ستكون سهلة على الإطلاق»

المنتخب: وأنت بهذا السن مازلت قادرا على العطاء و بوثيرة عالية جدا من حيث الإيقاع والصمود من أين لك كل هذا؟

عصام الراقي «كل شيء يتأتى بالتضحية والإخلاص في العمل والتداريب، وأنا واثق على أن العبرة ليست بالسن أو التقدم في السن بقدر ما هي مرتبطة بالجدية والإنضباط وهو أمر نتابعه حتى على مستوى الكرة العالمية.
هناك لاعبون أنهوا مسارهم مبكرا وآخرون لعبوا حتى سن متأخرة بفضل إخلاصهم وتضحياتهم وأنا من هذه الفئة وواثق أنه بإمكاني أن ألعب حتى سن الأربعين لو أردت لأني أملك أدوات الصمود بالملاعب لهذه الفترة»

المنتخب: هل ستواصل رفقة الرجاء لفترة طويلة؟

عصام الراقي «الغيب يعلمه الله وحده، وأنا شخصيا رفضت عروضا خارجية ومن فرق كثيرة كي أواصل بالرجاء وكي لا أغادره من دون لقب.
صفحة الموسم المنصرم طويت والدرس إستفدنا منه ولن يتكرر معنا والأمور تسير بإتجاهها الصحيح معنا ولله الحمد»

المنتخب: هل مازلت تتوق لخوض تجربة إحتراف أخرى؟

عصام الراقي «لو أردت ذلك لما عدت للرجاء وحتى بداية الموسم الحالي كان بإمكاني الخروج من الفريق وإدارة النادي تعرف هذا جيدا، أقول هذا كي أبرز حقيقة الأمر وعلى أن الإحتراف خارج البطولة لا يشكل لي عائقا.
الرجاء فريق كبير وأتشرف بحمل قميصه ولا أفكر حاليا إلا في مساعدته ليستعيد وضعه الريادي الذي يليق به»

المنتخب: عشت بالرجاء فترات رائعة وألقاب لكنك بالموسم المنصرم عانيت بمعية زملائك بالفريق، كيف تفاعلت مع تلك اللحظات السلبية؟

عصام الراقي «قلت لك أن ما حدث من الماضي وهو ماض سيء على كل حال لا يجدر بنا البحث أو النبش فيه كثيرا.
ما حدث كان نتيجة لأخطاء وعوامل يعلمها الجميع وخلفت بداخلنا جرحا كبيرا وغائرا، الآن نحن أمام فرصة للتعويض وللتأكيد على أن الرجاء ناد كبير يمرض يشفى ويستفيق وقادر على النهوض من كل كبواته أقوى مما كان»

المنتخب: تقلدت شارة العميد وأنت لست من أبناء الفريق، مالذي يمثله هذا بالنسبة لك؟

عصام الراقي «هو تكليف و تشريف في الوقت نفسه وكافأ إخلاصي لقميص هذا النادي الكبير كما كنت مخلصا في كل تجاربي السابقة مع الفرق التي حملت قمصانها.
جمهور الرجاء ماركة عالمية ونكهة فريدة ويستحق بالفعل أن يتواعد كل موسم مع الألقاب ولي كل الفخر بأن أكون حملت قميص الرجاء في يوم من الأيام وحظيت بدعم هذه الفئة الرائعة من الجمهور»

المنتخب: ما الذي يود عصام نقله عبر «المنتخب» لجماهير الرجاء وكذا ما الذي يسعى لتحقيقه فيما تبقى من مساره كلاعب؟

عصام الراقي «أتطلع لتحقيق لقب البطولة إن شاء الله مع الرجاء مرة أخرى وأن يسجل الفريق المصالحة مع لقب عصبة الأبطال لأنه سبيل العودة لمونديال الأندية.
هذه هي أهم أحلامي وأتطلع للعودة من جديد للعب بمكب محمد الخامس مستمتعا بدفء الجمهور العالمي وأرى أن الأمور ممكنة جدا لو تحلينا بالجدية اللازمة»