مرة أخرى يتصدر فرانك ريبيري اهتمام وسائل الإعلام داخل ألمانيا، ليس بسبب أدائه المتميز ولكن بسبب سلوكه العنيف والذي كان لاعب هامبورج نيكولاي مولر آخر ضحاياه.

"فرانك ريبيري من أقوى لاعبينا ولديه إمكانيات هائلة، يبرهن عليها عند كل مباراة"، هذه هي الشهادة التي تصدر عادة عن مسؤولي نادي بايرن ميونيخ لكرة القدم حول النجم الفرنسي ودوره داخل الفريق البافاري.

تلك الشهادة هي أيضاً التي يكررها عند كل مناسبة زميله قائد بايرن فليب لام الذي دنت مسيرته مع البافاري كلاعب من نهايتها ومن المحتمل جداً انتقاله عمّا قريب إلى المراكز الإدارية داخل النادي.

المخضرم ريبيري (33 عاماً)، يمر حالياً في أفضل أوقاته، ويعود له الفضل في احتفاظ البافاري بصدارة البطولة الألمانية في ختام المرحلة الخامسة للبوندسليغا، إذ أن تمريرته العرضية الرائعة، استفاد منها زميله الشاب كيميتش لدكّ شباك هامبورغ الجريح، ليفوز بايرن بهدف دون رد، ويرفع رصيده إلى 15 نقطة متقدما بثلاث نقاط عن بروسيا دورتموند صاحب المركز الثاني والذي فاز بدوره على فرايبورغ في ذات المرحلة (3-1).

لكن ريبيري في المباراة المذكورة حظي باهتمام وسائل الإعلام ليس بسبب طريقة لعبه لثلاثين دقيقة في تلك المباراة، وإنما بسبب اعتدائه على لاعب هامبورغ نيكولاي مولر حين قام الفرنسي بيده اليسرى بقرص نيكولاي على خده.

الضحية، عقّب على الحادث بالقول، إن "مثل هذه الحركات غير غريبة على شخص مثل ريبيري "، وهذا حقيقي! فريبري كثيراً ما تصدر عنه تصرفات مثيرة للجدل، والأمثلة عديدة، ففي مباراة سوبر 2016 بين بايرن ودورتموند واجه البطاقة الصفراء بسبب اعتداءه على اللاعب باسلاك.

في نهائي كأس ألمانيا 2016، اعتدى أيضا على لاعب دورتموند كاسترو، وقبل ذلك في نهائي عصبة الأبطال 2013 في مواجهة أخرى بين عمالقة بايرن ودورتموند صوّب مرفقه بقوة نحو وجه زميله الحالي روبرت ليفاندوفسكي، وحينها كان الأخير يلعب بقميص الفريق الأسود والأصفر.

أرتورو فيدال دخل بدوره لائحة ضحايا فاولات ريبيري العنيفة، وذلك في مباراة ربع نهائي عصبة الأبطال لموسم 2013 بين جوفنتوس وبايرن ميونيخ، ولم يقتصر الأمر على هذه الحالات وإنما هناك أمثلة أخرى عديدة، لكن الغريب أن الفرنسي لم يطرد في السنوات الأخيرة من الملعب بسبب أي منها، بل واجه في أسوء الأحوال البطاقة الصفراء فقط، وكان بإمكانه مواصلة اللعب.

هذا الأمر دفع موقع صحيفة كيكر الألمانية الرياضية، إلى إطلاق استبيان حول ما إذا كان الحكام يصرفون النظر عن ريبيري وسلوكياته، وحتى كتابة هذه السطور تجاوزت النسبة 86 بالمائة لمن صوت بنعم مقابل 13 بالمائة فقط لمن رفضوا الفكرة، مع العلم أن الاستبيان مستمر إلى غاية الرابعة ظهراً ليوم الأربعاء المقبل (28 شتنبر 2016).

وفي الوقت الذي ينشغل فيه البعض بسلوكيات ريبيري ، أعلن بايرن ميونيخ عبر قنوات إعلامية عدة أن تجديد عقد الجناح ريبيري سيحسم في أمره خلال العام الجاري، أي قبيل عطلة عيد الميلاد.

ولو اقتصرنا على الجانب الرياضي لريبري فحسب، فيمكن القول بأن فرصه، بعد تجاوزه نحس الإصابة واستعادة لياقته، باتت أقوى من قبل لتحقيق حلمه بالبقاء في ميونيخ، على الأقل لنهاية موسم 2018.