بدون منازع هو أفضل الحراس بالبطولة الإحترافية لكفاءته ولخبرته وللصورة التي يظهر عليها في كل المباريات، عبد الرحمان الحواصلي الحارس الأمين لمرمى الفتح الرباطي إستطاع أن يحقق كل الأرقام، إذ منذ الموسم الماضي لحد كتابة هذه السطور وصل لـ 53 مباراة في مشواره وهو رقم لم يصل له أي حارس مغربي في التاريخ.
يعود له الفضل في فوز الفتح في كل المباريات، لأنه كان يكبر في كل المواعيد، في الفتح أنصفته الكرة، بل فجر طاقته وهو الذي مر على أندية كبيرة كالجيش الملكي والرجاء البيضاوي، والنادي القنيطري، لكن بهذا الأخير تألق بشكل لافت للنظر.
في هذا الحوار يتحدث الحواصلي عن الخروج الحزين للفتح في دور النصف من منافسة الكاف وحظوظ فارس العاصمة في الإستحقاقات المقبلة.

- المنتخب: لنبدأ من القصة الحزينة ليلة توديعكم لكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ماذا جرى أمام مولودية بجاية؟

الحواصلي: في الواقع شعرنا بحزن كبير ونحن نودع كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم في الوقت الذي كنا نتطلع فيه إلى التأهل للمباراة النهائية لأن كل الحظوظ كانت لصالحنا بعد أن قدمنا مباراة كبيرة في بجاية وعدنا بتعادل ثمين، مع كامل الأسف لم نكن ندري أن السيناريو سيأتي بهذا السيناريو الحزين التي لم نكن ننتظره، بعد المجهود الكبير الذي قدمناه طيلة الإقصائيات وحتى عندما تأهلنا لدور المجموعتين، لكن هذه هي سنة كرة القدم مرة تفرحك ومرة تحزنك، توديع المسابقة كان مرا بالنسبة إلى اللاعبين، خصوصا أن هدف الإقصاء جاء قبل نهاية المباراة بدقيقتين وكرة القدم مليئة بالمفاجآت دائما، اللقب كان أقرب من الفتح الرباطي بالنظر للمستويات التي قدمناها في هذه المسابقة، وبروح رياضية أهنئ مولودية بجاية الجزائري على التأهل للمباراة النهائية، ونقدم إعتذارنا للجماهير الفتحية خاصة والمغربية عامة التي كانت تمني النفس ببلوغ هذا الجيل للمباراة النهائية من «الكاف»، نتمنى إستخلاص الدروس من هذه المواجهة، والتأكيد على أن المباراة لا تنتهي إلا بعد صافرة الحكم، تنتظرنا مجموعة من المسابقات، ونحن متفائلون لتقديم الأفضل، على الرغم من أننا كنا نطمح للتتويج بهذه الكأس.

- المنتخب: هل يمكن القول بأنكم لم تحسنوا التعامل مع الخمس دقائق الأخيرة من المباراة؟

الحواصلي: الأمر لا يتعلق بهذا الطرح، ثم فكرة القدم لا تخضع للمنطق، لاحظتم كيف أن الفتح الرباطي قدم مباراة كبيرة في الذهاب والإياب، وكان مرشحا للتأهل للمباراة النهائية، مع كامل الأسف حصل ما حصل، وهذه أمور تحدث حتى في الحياة العامة وليس فقط في كرة القدم، المهم بالنسبة لنا طوينا صفحة مولودية بجاية وسنعمل على تصحيح الأخطاء، علما أننا نتوفر على لاعبين شبان مازالوا في طور كسب مزيد من التجربة والخبرة، وسنعمل على تدارك الموقف في الإستحقاقات القادمة.

- المنتخب: المباراة كانت تكتيكية في الإياب، لكن نتيجتها كانت ملغومة في الذهاب، هل يمكن القول بأن التعادل السلبي في الذهاب يبقى نتيجة تحمل في طياتها نقمة؟

الحواصلي: لقد بذلنا كل الجهود لكي نحسم هذه الموقعة لصالحنا، فعلا تبقى نتيجة التعادل السلبي نتيجة ملغومة بالنسبة للفريقين وخاصة بالنسبة للفريق الذي يلعب الذهاب خارج الميدان، لقد كنا نحترس من أن نتلقى أي هدف من الفريق الجزائري لأنه سيبعثر كل الأوراق في الإياب، مع الأسف تلقينا هدفا قاتلا قبل نهاية المباراة بدقيقتين، كما قلت لك أمامنا إستحقاقات أخرى سنتدارك فيها الأمر، خاصة بعد أن إستخلصنا الدروس من هذه المواجهة.

- المنتخب: تحدثت عن الإستحقاقات القادمة، هل بمقدوركم مواجهتها بكامل الجاهزية البدنية خاصة وأنها خمس واجهات؟

الحواصلي: لقد حقق الفتح الرباطي المأمول منه في الموسم الماضي، بتتويجه بطلا للمغرب، ووصيف بطل كأس العرش، بعدما إنهزم أمام أولمبيك خريبكة بالضربات الترجيحية، ولا أخفيك سرا أننا نطمح إلى تكرار إنجاز الموسم الماضي بالاحتفاظ بلقب البطولة، والتتويج بكأس العرش، إضافة إلى كأس الصداقة أمام الأهلي الإماراتي وعصبتي أبطال العرب وأبطال إفريقيا، وكلها تحديات سنعمل على كسبها، حتى يكون الفتح أفضل سفير للكرة المغربية.

- المنتخب: كيف ستحضرون لهذه الإستحقاقات وقد جاءت مواعيدها متتالية من حيث التوقيت؟ ألا ترى معي بأنها ستكون صعبة على اللاعبين؟ 

الحواصلي: إن المكتب المسير والطاقم التقني يدركان جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقهما، كما يؤمنان بحظوظ الفتح في الذهاب بعيدا في هذه المسابقات، بغض النظر عن الإكراهات سالفة الذكر، وأعتقد أن المسؤولين والمدرب وليد الركراكي على درجة عالية من المهنية والإحترافية، وما أظن أن الفتح سيفشل في ترك بصمة واضحة في هذه المسابقات، التي سيمثل فيها المغرب، خاصة بعد الإنتدابات الوازنة، التي أقدم عليها في مرحلة الإنتقالات الصيفية، والأكيد أن الفتح جاهز للإستحقاقات المقبلة وسيخوضها برغبة التتويج بمعظم ألقابها، حتى يكون موسمنا إستثنائيا على كافة المستويات.

- المنتخب: وصلت لـ 53 مباراة منذ الموسم الماضي، كيف تقيم هذا الرقم كحارس مرمى؟

الحواصلي: الحمد لله هذا فضل من الله تعالى وبفضل الإجتهادات التي أبذلها والمثابرة اليومية في التداريب، وهذا ما أثمر في موسمي الأول مع الفتح الفوز بلقب البطولة ولقب كأس العرش ووصيف لقب كأس العرش، إضافة إلى نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم «كاف»، وأعتقد أنه موسم إستثنائي بالنسبة إلي، خاصة أنني لعبت 53 مباراة في البطولة وكأس العرش ومسابقة كأس «الكاف»، وهي حصيلة تجعلني راض تمام الرضا عن أدائي، في إنتظار تقديم عروض جيدة في الإستحقاقات المقبلة، والتي يلعب فيها الفتح على أكثر من واجهة، وهنا لابد من تقديم تحية كبيرة لمدرب الحراس بالفتح الرباطي جامع بنعيسى الذي يقدم معنا كحراس عملا إحترافيا كبيرا، والشكر موصول كذلك للاعبين الذين نشتغل جميعا في الحصص التدريبية كإخوة بدون حساسيات.

- المنتخب: في نظرك ما الذي يجعل الفتح على درجة عالية من الإحترافية والتميز؟

الحواصلي: الأسباب تكمن أولا في إحترافية المسيرين وإحترامهم للإختصاصات، بمعنى ليس هناك تدخل في عمل الطاقم التقني، بقدر ما يحرص على توفير كل الظروف المواتية للنجاح، كما أننا نعيش عائلة واحدة بالفتح من خلال الإنسجام الواضح بين اللاعبين والمسيرين والطاقم التقني، أي نعيش إخوة في ما بيننا، وهو عامل كاف لجعل الفتح متميزا في كل شيء. 

- المنتخب: من منظورك كحارس مرمى، كيف تنظر لحراسة المرمى بالمغرب؟

الحواصلي: وضعية حراس المرمى بالمغرب صعبة نوعا ما خصوصا بالنسبة للحراس الصاعدين، حيث غالبا ما توجه أصابع الإتهام إلي الحارس أثناء تلقي الأهداف، وهنا أستحضر ما أسره لي ذات يوم المرحوم «البرازي» حينما قال لي بأن المهاجم حينما يخطئ يجد خلفه وسط الميدان الذي يتدخل، والخطأ عندما يصدر عن خط الوسط فهناك الخط الدفاعي الذي يبعد المخاطر، الدفاع بدوره قد يستفيد من تدخل حارس المرمى لإنقاذ الوضع، في حين هذا الأخير عندما لا يتوفق في صد الكرات فإنها تدخل الشباك، وقد يتلقى اللوم من الكل، لكن الحمد لله أن توفير مدربين للحراس إنعكس إيجابيا على الجانب الذهني والنفسي لحراس المرمى بفضل النصيحة والمآزرة التي تجدها منهم لا سيما في أحلك المراحل التي قد يجتازها حارس المرمى. 

- المنتخب: ما الذي إكتشفته في الفتح مقارنة مع الفرق التي لعبت لها؟

الحواصلي: إحترافية التسيير وعدم التداخل في الاختصاصات، إضافة إلى الهيكلة الإدارية والتقنية التي يتمتع بها، وانضباط لاعبيه واحترافية المدرب وليد الركراكي وقربه من اللاعبين، وهي عوامل تؤثر إيجابيا على مستودع الملابس، إذ نحس داخل الفتح كما لو أننا في عائلة واحدة، دون أن نغفل البنيات التحتية الجيدة التي يتوفر عليها الفتح الرباطي، ما تجعله واحدا من أفضل الفرق في البطولة الوطنية.

- المنتخب: هل يمكن إعتبار أنك حققت جزءا من أحلامك بإنتقالك إلى الفتح؟

الحواصلي: بكل تأكيد رغم توصلي بالعديد من العروض بعد نهاية العقد الذي كان يربطني بالنادي القنيطري، إلا أنني فضلت الفتح الرباطي، لإيماني القوي أنه المؤهل لتلبية طموحاتي الكروية، فهو ناد مهيكل على كافة المستويات ولم يبق بالنسبة إليه سوى تحقيق حلم آخر بعد التتويج بلقب البطولة وكأس العرش برفقة المدرب وليد الركراكي، التتويج بلقب اخر ثم  حمل قميص المنتخب الوطني الذي يبقى حلما مشروعا.

- المنتخب: ألم يشكل لكم اللعب على واجهتين عامل إرهاق لكم، إذ كنتم تنافسون على لقب كأس الكونفدرالية ومباريات كأس العرش ثم ستنطلقون في مباريات البطولة؟

الحواصلي: لا إننا فريق محترف ونعلم ما الذي يمكن فعله بمثل هذه المباريات، الأمور تصبح أكثر سهولة بالتوغل في الأدوار المتقدمة للمسابقة، أما في البطولة الإحترافية فالرهان واحد وهو الإحتفاظ باللقب الذي لن نتنازل عنه، حتى الدورة الأخيرة، ما دام أننا نتواجد في قائمة الفرق المنافسة على الدرع، وهو الحلم الذي يسود كل مكونات الفتح الرباطي، بحيث يوفر لنا المكتب المسير برئاسة السيد حمزة الحجوي كل الظروف والإمكانيات لنكون في المستوى ونقدم الصورة التي تشرف العائلة الفتحية، والحمد لله نحن نسير في الطريق الصحيح.

- المنتخب: نال فريقكم إشادة كبيرة من قبل النقاد والمهتمين على الصورة التي تظهرون عليها، هل يشكل لكم هذا المعطى حافزا كبيرا على التتويج باللقب للمرة الثانية على التوالي؟

الحواصلي: هذا ليس غريبا عن الفتح الرباطي الذي يراهن هذا الموسم على الفوز بالألقاب ومن أجل تحقيق هذا الهدف كان التخطيط الجيد والمحكم من أجل تحقيق إنطلاقة متميزة وكانت الإستفادة بالطبع من المرحلة الإعدادية التي سبقت إنطلاق البطولة، وساهمت المعسكرات الإعدادية والمباريات الودية التي كانت في المستوى في تطوير الأداء الفردي والجماعي للفريق، كما مكن المدرب وليد الركراكي من تكوين فريق قوي ومتماسك، وحاليا نجني ثمار هذا العمل الجيد والإحترافي، ولا يمكن أن نقول بأن الفرق التي واجهناها سواءا على الواجهة الإفريقية أو المحلية كانت ضعيفة لكننا كنا الأفضل وعرفنا كيف نتعامل مع هذه المباريات ولا يجب أن تغرينا، بل يجب الإستمرار في العمل من أجل حصد أفضل النتائج هذا الموسم والذي سيكون حاسما جدا ومثيرا بوجود سباق محموم بين الأندية المرشحة للظفر بالدرع.

- المنتخب: هل بنظرك البطولة الإحترافية المغربية تطورت كثيرا؟

الحواصلي: يعد مستوى بطولتنا الأفضل مقارنة مع العديد من البطولات الأخرى، إذ أن مستواها تحسن بشكل كبير عكس السنوات الماضية التي عرفت انخفاضا في أدائها، بدليل حجم الجماهير الغفيرة التي تتابعها، والأداء العام للأندية التي تطور مستواها كثيرا، وحتى أداء اللاعب المغربي عرف قفزة نوعية ما ساهم في الرفع من أداء هذه الفرق.

- المنتخب: ماذا تقول في كلمة ختامية؟

الحواصلي: أشكركم على هذه الإستضافة وأتمنى من الجمهور الفتحي أن يواصل مساندته لنا لأنه تنتظرنا إستحقاقات مهمة يجب التعامل معها برزانة وحكمة، ولي اليقين بأن اللاعبين سيتداركون الموقف وسيعملون على أن يظل الفتح الرباطي في القمة وسفيرا للكرة المغربية في المحافل الإفريقية والعربية، كما أتمنى أن أكون دائما عند حسن ظن كل مكونات العائلة الفتحية التي تقدم لي كل أشكال الدعم في كل المباريات، لذلك علينا أن نطوي صفحة مولودية بجاية ونفكر في الإستحقاقات القادمة.