في آخر محك ودي وقبل شهر من منازلة الكوت ديفوار إستعرض الفريق الوطني العضلات وإكتسح ضيفه الكندي المتواضع برباعية نظيفة في لقاء تجريبي للإستمتاع بملعب مراكش. 
هدف وبناء هجومي
عكس لقاء الغابون أدخل الناخب الوطني هيرفي رونار تشكيلة متحررة وهجومية شهدت دخول بعض العناصر لأول مرة كالحداد، مع الإعتماد على شاكلة 4- 2- 3- 1 بحضور زياش وشفيق وفجر وكارسيلا منذ البداية.
وظهر منذ الوهلة الأولى أن الأسود يبحثون عن فرض أسلوب لعبهم وتسيد الميدان، وهو ما تحقق سريعا بإندفاع هجومي وهدف مبكر في الدقيقة 12 من قدم كارسيلا الذي إستثمر عرضية مميزة من الظهير الأيسر الشاب والمتوهج حمزة منديل.
وتواصلت البناءات الهجومية مع تعدد المحاولات الفردية خاصة من زياش الذي كان يراوغ ويسدد في أكثر من مناسبة، ولولا سوء الحظ ويقظة الحارس الكندي بورجان لهز الشباك في مناسبتين.
-خصم محدود ولطيف
الطريقة التي تسيد بها الفريق الوطني والوسائل الهجومية التي كان يهدد بها سواء فرديا أو جماعيا أوضحت تواضع المنتخب الكندي، حيث أبان عن لطف وخجل ومحدودية تقنية وتكتيكية، فيما كانت نقطة الضوء الوحيد حارسه اليقظ الذي أنقذ مرماه من فرص خطيرة.
وظل القناص هاربر معزولا بين الثنائي داكوسطا وآيت بناصر مع مناولات نادرة لم تقلق راحة الحارس البديل بونو، في وقت إستمر البحث عن هدف ثان من العناصر الوطنية التي كانت قريبة من التهديف في آخر لحظات الشوط الأول عبر تسديدة خطيرة للظهير فؤاد شفيق هذه المرة.
-زياش عاشق بانينكا
الخطة ذاتها والإيقاع نفسه تواصلا في الشوط الثاني بهجوم مغربي ودفاع كندي، وتحرك الحداد مرارا شأنه شأن كارسيلا والناصري، هذا الأخير خلق متاعب جمة لقطب دفاع الزوار فسجل هدفا رفضه الحكم بداعي تسلل د62، ليعود بعدها بثلاث دقائق ويصطاد ضربة جزاء إنبرى لها المختص زياش بنجاح بطريقته المفضلة بانينكا.
وبعد تأمين النتيجة بادر رونار لإجراء العديد من التغييرات، ونزل معها الإيقاع والمبادرة مما سمح للكنديين بالتقدم والهجوم بشكل أقوى وأخطر لكن تواجد بونو المتألق حال دون إهتزاز شباكه في أكثر من فرصة.
-رباعية مع التخفيف
العشر دقائق الأخيرة إستفاق فيها الهجوم المغربي وخلق أكثر من 5 محاولات سانحة للتسجيل، إستغل منها رفاق الأحمدي فرصتين ليسجلا الهدفين الثالث والرابع بإمضاء زياش من ضربة جزاء د82 والبديل عليوي من تسديدة جميلة د87، ولولا التسرع والإستهتار لكانت الحصة ثقيلة في آخر الدقائق.
الضيف إنهار وتفكك وقبل بالسقوط برباعية مع التخفيف، فيما تفنن زملاء بوحدوز في إضاعة الفرص وتفويت الفوز التاريخي والعريض، ليكتفوا بنسمة رباعية ونزهة كندية جاءت في الظرفية المناسبة لإستنشاق هواء التغيير والإنتعاشة ورفع المعنويات، بعدما عادوا منهكين من رحلة العذاب إلى فرانسفيل الغابونية.