إلى الآن لا أستطيع أن أستوعب ولعلكم مثلي، لم تستوعبوا أيضا، تلك الرجة التي أحدثها البيان التوضيحي الذي نشره الموقع الرسمي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مذيلا بتوقيع المدرب والناخب الوطني هيرفي رونار، بيان قال فيه رونار والعهدة على البيان طبعا، أنه تلقى في الآونة الأخيرة عرضين من الجامعتين الصينية والجزائرية لتدريب منتخبيهما الوطنيين، وتفضل علينا السيد رونار بالقول الذي لا نريد له توضيحا ولا جزما لأننا نعرفه يقينا، من أنه مرتاح بالمغرب ومتحمس لإكمال المشروع الذي من أجله قدم للمغرب، ليحقق حلما لطالما راوده عن بعد، تدريب أسود الأطلس.
وفيما أحجم رئيس الجامعة الصينية لكرة القدم عن الرد على ما إدعاه هيرفي رونار، أو لعله فعل من دون أن يحدث رهجا، خرج محمد راوراوة رئيس الإتحادية لكرة القدم ببيان مضاد تمت صياغته بفعل الغضب الذي برفع كل إبهام وينصب كل ذهول ويكسر القشة التي كان يحتمي بها رونار.
كان راوراوة ينطلق من قاعدة الإحترام الذي ببديه على الدوام لمن يقود جامعة كرة القدم عندنا، بل كان ينطلق في صياغة الرد الناري من خوفه الكبير من أن يصفه من يتجمل في عيونهم، بالرئيس الذي يهدر مواثيق الشرف ويتحرش بمدرب هو تحت تصرف جامعة أخرى يصفها بالصديقة.
بالقطع لم نكن ننتظر من هيرفي رونار أن يقدم لنا دليلا على الوفاء وبرهانا على الولاء، حتى يختار هذه الطريق الوعرة التي كلفته ردا عنيفا من راوراوة إلى الحد الذي دفعه إلى نفي أي اتصال مع الإتحادية الجزائرية وإلى القول بوجود سوء فهم فظيع، إن رفع قليلا من الحرج عليه، رمى به كاملا على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي ستتفاجأ بأن رونار شكك في صحة ما نقلته على لسانه في البيان التوضيحي، وإلا كيف نفسر أن رونار تحدث في بيانه التوضيحي عن عرضين توصل بهما من الجزائر والصين، وفي الإستدراك الذي خص به صحيفة «ليكيب» الفرنسية سينفي نفيا قاطعا أن يكون قد تلقى عرضا من منتخب الجزائر الذي يبحث فعلا عن ناخب جديد بعد إقالة مدربه الصربي، بعد التعادل أمام أسود الكاميرون عن الجولة الأولى لدور المجموعات الحاسم والمؤهل لنهائيات كأس العالم.
مؤكد أننا لا نريد أن نزيد في حفر الأنفاق أو حتى أن نتحرى عن الأسلوب الذي اختاره هيرفي رونار للتواصل مع المغاربة الذين هم مشغلوه الرئيسيون، ولكننا نتمنى أن يتم تصويب مجموعة من الأشياء، بخاصة تلك التي تتعلق بسياسة التواصل مع الإعلام المغربي، فإذا كان صمت هيرفي رونار المطبق سيهدينا تأهلا لكأس العالم، فسنكون أول من يسعدهم صمت القبور، فالصمت بعد الكلام المباح الذي جلب لرونار صداع الرأس وتأنيب الضمير يوزن فعلا بالذهب.