يبدو أن الدفاع الحسني الجديدي عازم على لعب الأدوار الطلائعية والمنافسة على أحد الألقاب هذا الموسم، وهو ما أكده بإنتصار جديد بالديار وهو الثالث له في البطولة الإحترافية على حساب ضيفه الغريق أولمبيك خريبكة بثلاثية نظيفة، ليرتقي مؤقتا إلى المرتبة الرابعة بعشر نقاط مع مباراة مؤجلة ضد الفتح الرباطي.
اللقاء جاء حاملا لهدفين متباينين للفريقين، إذ دخله المضيف بشعار الفوز للبقاء في طابور المقدمة والإقتراب أكثر من الصدارة، فيما أراده الزوار غنيمة طرية للإبتعاد عن بؤرة الخطر وتجاوز مخلفات البداية المتعثرة والمؤلمة.
ومع صافرة البداية من الحكم الهواري ضغط الدكاليون مباشرة بهجمة مبكرة أنذرت الخريبكيين، تبعتها صفعة قاسية في الدقيقة 2 من إنسلال في العمق للهداف وليد أزارو الذي وجد نفسه منفردا بالحارس الشاب الهيلالي، ليودع الكرة بقدمه دون أدنى صعوبة في الشباك معلنا الهدف الأول المباغث تحت دهشة المدرب يوسف لمريني ولاعبيه ووسط فرحة عارمة في مدرجات الدفاع.
 وبينما كان الكل يتوقع رد فعل الضيوف وإندفاعهم للبحث عن التعادل فإذا بالدفاع ينوم المباراة ويهبط من إيقاعها، فإنحصرت الكرة وسط الميدان مع أخذ ورد لم يتجاوز منتصف الملعب، وغابت فرص التسجيل الحقيقية طيلة دقائق قبل أن يستيقظ فجأة الدكاليون ويرموا بثقلهم على الدفاع الخريبكي، الشيء الذي أسفر عن ضربة جزاء إصطداها الجناح واتارا بعد مسك من القميص من طرف المدافع الخريبكي كوميا، وإنبرى لها المهاجم أزارو محاولا توقيع الثنائية بيد أن الحارس الهلالي تصدى لها ببراعة د32، هذا الأخير عاد بعدها مباشرة وأنقد شباكه من هدف بعدما أبعد تسديدة خطيرة لنيانغ للزاوية، ومرت العاصفة الدكالية بسلام طيلة عشر دقائق كاملة، مع تسجيل هجمات محتشمة بين الفينة والأخرى وغير مقلقة للأولمبيك بواسطة مبينغي الذي كان معزولا ومراقبا من الدفاع تحت أنظار الحارس الكيناني الذي كان في راحة.
الإيقاع المتحرك وفرص التسجيل الذين كانوا في الشوط الأول إختفوا تماما في الجولة الثانية التي تميزت بالرتابة والملل في مجملها، مع إنتعاشة هجومية طفيفة للأولمبيك الذي تحرك مهاجموه وهددوا أكثر من مرة مرمى الحارس الكيناني عبر مبينغي والماكري والعسكري، في وقت ركن الدفاع للوراء ونهج أسلوب المرتدات والضربات الثابتة في بحث عن الضربة القاضية، وبادر المدرب لمريني إلى لعب كل أوراقه وإقحامه بدائل هجومية لتحريك العجلة الهجومية، وكاد الشاب نجيب المعتني أن يأتي بالخبر السعيد للزوار لولا سوء التركيز وتسرعه في التسديد (د77)، وتواصل الضغط الخريبكي في باقي الدقائق في غياب النجاعة ورأس حربة الذي يتسلم الكرات وينهي الهجمات، وأتيحت لتيغزوي فرصة التعديل قبل النهاية بثلاث دقائق حينما من ضربة نصف هوائية لكن القائم ناب عن الحارس الكيناني د87، رد عليها نناح بفرصة أخطر أخطأت الشباك وذهبت للزاوية، قبل أن يصلح الطريق بعدها بثوان ويهز الشباك بهدف ثان في الوقت بدل الضائع د90+2، ثم جاء دور واتارا ليطلق رصاصة الرحمة والهدف الثالث د90+4، لينتهي عقبها مباشرة اللقاء بإعلان الأولمبيك منهزما للمرة الخامسة بالضربة القاضية في سادس مباراة ودخول النادي حالة الطوارئ في مركزه ما قبل الأخير، فيما حقق الدفاع الأهم وربح أغلى ثلاث نقاط قبل الإصطدام الحارق بالوداد في الدورة المقبلة.