لم ينجح شباب قصبة تادلة في إيجاد الطريق الصحيح للنتائج الإيجابية، حيث عانى الكثير مع بداية البطولة، ورغم الحماس الذي إنتاب جل المكونات، إلا أنه فشل في تسجيل النتائج المنتظرة، قيل أن ينجح في الفوز على الفتح ، وهو بالمناسبة الإنتصار الأول لهذا الفريق، لذلك بات السؤال المطروح، هو هل سيستسلم الفريق التادلاوي مبكرا ويرفع الراية البيضاء، أم أنها فقط سحابة صيف مبكرة وسيتجاوزها مع مرور الدورات، خاصة بعد الإنتصار على بطل المغرب. 

موسم الهبوط
يتذكر شباب قصبة تادلة الموسم التاريخي الذي صعد فيه إلى القسم الأول عام 2010، مع المدرب عبدالمالك العزيز، وكان فعلا حدثا تاريخيا بعد أن حققت ساكنة تادلة هذا الحلم، الذي انتظرته لسنوات طويلة، لكن هذا الحلم لم يكتب له الاستمرار، بعد المعاناة التي وجدها هذا الفريق والمشاكل المتنوعة التي نخرت جسمه في موسمه الأول بقسم الأضواء على جميع المستويات، فكان من الطبيعي أن يتعذب في غياب الأرضية المناسبة للاشتغال والممارسة، فكان من نتائج سوء التدبير والتسيير أن عاد سريعا من حيث أتى، في إشارة إلى أن هذا الفريق وخاصة مسؤوليه لم يناقشوا تلك الفترة ولم يدبروها بطريقة إحترافية ولا معقلنة، لذلك لم يستمر وقتها الحلم التادلاوي طويلا، حيث دام موسما واحدا.

ADVERTISEMENTS

العودة للأضواء 
عاد شباب قصبة تادلة في الموسم الماضي، وكل آمال أن تكون المشاركة الثانية بالقسم الأول مختلفة عن سابقتها، وكان لا بد من المسؤولين أن يستفيدوا من الأخطاء السابقة على الصعيد البشري والتقني والمالي، خاصة أن الممارسة في القسم الأول مختلفة عن القسم الثاني، لذلك حاول الفريق قدر الإمكان تجاوز كل المعيقات وخاصة المالية، التي تبقى البعبع الذي يقض مضجع أغلب الأندية، إلا أن  تأثيرها كان في الواقع واضحا مع البداية، من خلال الإنتدابات التي قام بها ولم تكن وازنة، رغم حاجة الفريق للاعبين لهم تجارب على صعيد البطولة، فاقتصر الميركاطو الصيفي على بعض الأسماء المغمورة أو التي تنقصها تجارب  في البطولة، وأكدت البداية بأن اللاعبين المنتدين لم يكن لهم تأثير كبير في الفريق، نظرا لمحدودية عطائهم ومستواهم، بدليل النتائج المسجلة.

معاناة مدرب
كُتب على المدرب هشام الإدريسي أن يعاني مع فريقه كثيرا في ظل غياب الإمكانيات سواء المالية أو البشرية، وهو ما يفسر البداية المتواضعة لهذا الفريق، الذي لم يجد الطريق الصحيح للمصالحة مع النتائج الإيجابية بعد أن خاض أربع مباريات، لذلك يرى الكثير من المتتبعين أن النتائج السلبية كانت منتظرة لهذا الفريق، وما هي إلا تحصيل حاصل للصعوبات التي وجدها منذ بداية البطولة.
وكان حريا بالمسؤولين أن يستعدوا لهذه المرحلة على مستوى الموارد المالية، وكذا التركيبة البشرية، وأن يصححوا الأخطاء السابقة، خاصة وأن القسمين الأول والثاني يختلفان كثيرا من حيث المستوى التقني والتدبيري وكذا البشري، لكن الظاهر أن الفريق ربما يريد السير على نفس العذاب، وأن يعزف مجددا سمفونية سوء التدبير، بدليل المستحقات المالية المتأخرة، وغياب أيضا شروط الممارسة.

إشارات مبكرة أم دروس قاسية؟
تخشى مكونات شباب قصبة تادلة وخاصة الجمهور التادلاوي، أن تكون هذه البداية ما هي إلا إشارات بأن القادم كله عذاب، وأن الفريق سيجد أمامه حواجز وعقبات ستمنعه من تسجيل الأهداف التي سطرها، خاصة على مستوى النتائج الإيجابية الكفيلة بإعادة الروح.
 الفريق التدلاوي تعثر مع بداية البطولة ولم يقو على تحقيق أي إنتصار حتى الدورة السادسة عندما فاز على الفتح الرباطي بهدف لـلاشيء، والواقع أن الإنطلاقة قد أقلقت مكونات الفريق، إذ من أصل الأربع مباريات الأولى التي لعبها حقق تعادلا واحدا كان أمام شباب خنيفرة، وخسر في ثلاث مواجهات أمام كل من الرجاء بثلاثية نظيفة، واتحاد طنجة 2ـ1 وأولمبيك أسفي بهدف للاشيء، ذلك أن هذه المشاكل طرحت من دون شك أكثر من علامات إستفهام، كما أنها أثرت على الجانب النفسي للاعبين، إذ كلما تواصلت النتائج السلبية، كلما زاد الضغط على جميع المكونات. لذلك كان على الفريق التدلاوي أن ينتفض على هذه البداية الباهتة في مواجهة الفتح، وحقق الأهم وفاز بهدف للاشيء، إذ الظاهر أن الفوز على بطل المغرب سيعيد الثقة للفريق، المطالب بالإستمراربة، لأن المشوار لا يجب أن يتوقف عند هذا الحد إن أراد التدلاويون على الأصل ضمان البقاء.

ADVERTISEMENTS

حتى لا يتكرر نفس السيناريو
الكثير من الأندية لم تقو على البقاء طويلا في الدرجة الأولى، بل هناك من الأندية من لم تصمد سوى موسم واحد، وعادت أدراجها في المواسم السابقة كرجاء بني ملال وشباب خنيفرة وجمعية سلا، وكذا شباب قصبة تادلة الذي  سبق بدوره أن شرب من نفس الكـأس، لذلك يسود قلق فعاليات الفريق بأن يتكرر نفس السيناريو هذا الموسم، وأن ترتكب أيضا نفس الأخطاء التي أدت به إلى الهبوط في موسمه الأول.
وحتى لا يلعب مجددا الفريق التدلاوي دور المصعد، فقد بات مطالب من المسؤولين والطاقم التقني واللاعبين بالرفع من درجة مجهوداتهم والإلتفاف قبل فوات الأوان، ووضع اليد على مكامن الخلل، خاصة أن المساحة ما زالت أمام التدلاويين لتدارك ما فات، وتفادي ضياع النقاط، غير ذلك فإن شباب قصة تادلة سيحكم علي نفسه بالنزول لقسم الظل، وهنا سيتأكد بأن هذا الفريق لم يستفذ من أخطائه ولا إستخلص الدروس والعبر، وسيضيع فرصة كبيرة في قسم الأضواء، بل سيؤكد أنه فريق درجة ثانية بالتخصص إن رضي بالهبوط للمرة الثانية للقسم الثاني في موسمه الأول.