هل كنا نطمع في مجموعة أخف وزنا من المجموعة التي بات فريقنا الوطني ضلعا من ضلوعها خلال النسخة 31 لنهائيات كأس إفريقيا للأمم التي تستضيفها الغابون مطلع العام القادم؟
وهل كان متاحا بحكم ما باتت تفرضه مؤشرات التصنيف القاري، أن يسقط الفريق الوطني في مجموعة أقل بأسا من تلك التي ينتمي إليها اليوم؟
بالقطع سيكون الجواب على السؤالين معا بالنفي، فما كان بمقدور أسود الأطلس بحكم تصنيفهم القاري الذي وضعهم في القبعة الثالثة، عطفا على إنجازاتهم في النسخ الثلاث الأخيرة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم، أن يسألوا القرعة أن تصمم لهم مجموعة على المقاس، تكون فيها الحظوظ وافرة للذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة.
وللأمانة فإن المؤشرات التي باتت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم تعتمدها في تصنيف المنتخبات المتأهلة للنهائيات والتي على ضوئها يتم توزيع هذه المنتخبات على الأربع قبعات، ما عادت تسمح بالكثير من التفاوتات وما عاد بالإمكان القول بشكل قطعي أن هناك مجموعة أسهل من أخرى، لذلك سنعتبر أن الفريق الوطني وقع في مجموعة هي من صنف ما أنجزه في العشرية الأخيرة على مستوى كأس إفريقيا للأمم، مجموعة تتطابق بالكامل مع موقعه الحالي في الخريطة الكروية الإفريقية.
وإذا كان هناك من شيء يجب أن يراهن عليه الفريق الوطني في الكأس الإفريقية القادمة، فهو بالتأكيد عبور الدور الأول، الشيء الذي لم يتحقق منذ دورة تونس 2004 والتي ستشهد وصوله لأول مرة لنهائي كأس إفريقيا للأمم منذ دورة أثيوبيا سنة 1976، فهل للفريق الوطني القدرة على كسب هذا الرهان في مجموعة تضم ثلاثة كواسر؟
إن الحقيقة المطلقة في كرة القدم، هي حقيقة الجهد المبذول داخل المستطيل الأخضر، لذلك سيكون الفريق الوطني أمام ثلاثة اختبارات شرسة وقوية لينال منها من النقاط ما يكفل له المرور للدور ربع النهائي، وعندما نتحدث عن ثلاث مواجهات شرسة وضارية في إطار الدور الأول، ففي ذلك اعتراف ضمني بقوة المجموعة التي وقع فيها الفريق الوطني.
مجموعة تضم ثلاثة منتخبات تتفوق على الفريق الوطني في المنجز القاري في المنظور القريب طبعا، فمنتخب الطوغو الذي حقق مفاجأة من العيار الثقيل ببلوغه نهائيات كأس العالم بألمانيا قبل ثمان سنوات مقادا من قبل الأسطورة إيمانويل أديبايور، تمكن خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم لسنة 2013 من تخطي الدور الأول والإنتماء لأفضل ثمانية منتخبات إفريقية، ومنتخب الكونغو الديموقراطية الذي لنا معه ذكريات لا تنسى بمسماه القديم، أنهى كأس إفريقيا للأمم لعام 2015 بغينيا الإستوائية في المركز الثالث، بعد أن خسر لقاء النصف أمام أفيال كوت ديفوار، أما منتخب الفيلة فهو يملك رصيدا رائعا في سجلات كأس إفريقيا للأمم في نسخها الست الأخيرة، إذ أنهى نسخة 2006 بمصر وصيفا للبطل وحل رابعا في نسخة 2008 وخرج من الدور ربع النهائي في نسخة 2010 ثم خاصمه الحظ مجددا في نسخة 2012، إذ أنهاها مجددا وصيفا للبطل، وفي الدور ربع النهائي توقفت مسيرته خلال نسخة سنة 2013، قبل أن ينهي الخصام مع اللقب القاري خلال نسخة 2015 التي استضافتها غينيا الإستوائية بفوزه باللقب القاري تحت إمرة هيرفي رونار، الرجل الذي ننتظر منه وصفة فنية تساعد أسود الأطلس على صعود كل هذه الجبال الشاهقة للوصول بمشيئة الله إلى الدور ربع النهائي وليتمكن الأسود من طرد لعنة الخروج من الدور الأول التي لازمتهم منذ دورة 2006 بمصر.
إلى أن يحين موعد الإختبار الإفريقي الكبير الذي تتعلق فيه كل الآمال على الأسود لتحقيق النجاح مع الجزم بأن المهمة صعبة ولكن غير مستحيلة، علينا أن نرتب جيدا للفصل الثاني من الإمتحان المونديالي الذي سنلتقي خلاله فيلة الكوت ديفوار بخيار الفوز ولا شيء غير ذلك.