بين عبق التاريخ الذي يستحضره الماص صاحب الألقاب الثلاث والنهائيات ألـ 11 والتمرد المعلن في نوايا القرش منذ أن ولج المسابقة وهو يجهز على المرشحين تباعا، يحضر نهائي إنقلب على كل التوقعات الممكنة.

بين القرش والنمور سنتابع فصول مباراة نهائية إستثنائية، لطابع المكان محتضن الزفة ولطبيعة الفارسين اللذان طبعا الفضية بوقع المفاجأة.

متابعة في حظوظ المغرب الفاسي المتعرف على كواليس النهايات والقرش الذي ولج التاريخ بعبوره لهذه المحطة والساعي لأكثر من هذه الغنيمة..

عريسان بوقع المفاجأة

لا أحد راهن على تواجد المغرب الفاسي وأولمبيك آسفي في قالب النهائي 59 للكأس الفضية، حين نعلم أن البداية تكون عادة بتواجد الكبار المجربين والذين يتفوقان على طرفي النهائي في الشكل والقيمة المالية والتحفيزات والنجوم.

في نهاية المطاف المغرب الفاسي وأولمبيك آسفي تمرا على كل الترشيحات وفرضا إسميهما عريسين للنهائي ولو خارج التوقعات و وأكدا أنهما بالفعل أجدر من كل الذين إنطلقوا في التباري بالحضور لهذه الوليمة التي يتشرف بها الجميع.

على وقع المفاجأة التي هي أصلا من سمات كل الكؤوس على مستوى العالم وعلى وقع مباغتة المنافسين حرق الماص والقرش المراحل ليصلا بالتدريج لهذه المحطة وكل واحد منهما يطمح بأن ينهيها بالشكل اللائق وأن يظفر بالعيون بأول الألقاب التي تحتضنها هذه الجوهرة وفي ملعبها الجديد.

90 دقيقة و قد يفوق التباري لأكثر من هذا في حال فرض التعادل منطقه على فاصل التوقيت الأصلي للنزال تع الماص على مقربة من رابع ألقابه والقرش الميفيوي على دخول التاريخ من أوسع الأبواب إن أفلح أحدهما في نيل الوشاح وعاد يتغني به من الصحراء المغربية، حيث سيكون لهذا التوشيح قيمة أكبر.

النمور جربوها مرارا

ولنبدأ مع الطرف الذي جرب التتويج بهذه الكأس وكان هذا الموسم أحد فرسان المستبقة وعناوينها البارزة وبإمتياز صريح جدا وهو المغرب الفاسي.

الماص نال اللقب في 3 مناسبات وحل وصيفا في 8 مناسبات ما يعني أنه إستأنس بأجواء النهائي 11 مرة وهو رقم جد محترم يبرز العلاقة الحميمية بين الماص والكأس الفضية وقد يمثل الأمر سبقا معنويا للنمور كما قد يلعب ضدهم، كون الماص خسر النهايات التي لعبها أكثر من النهايات التي توج بها.

النمور الصفر لا يريدون التفريط في لقب بدا يطاردهم أكثر من ماردة الفريق للتاج، بأن أسقط الماص الوداد والجيش  الملكي وكلاهما يحمل الرقم القياسي للمسابقة وأتبعهما بإتحاد طنجة أحد فرسان بداية الموسم بالبطولة وبالتالي لا يمكن لفريق بذل كل هذا الجهد وأطاح بالكبار يكتفي بمجرد تأثيث فضاء النهائي.

عين الناص على اللقب الرابع وله تحفز بما يكفي وتعبأ بما إستطاع إليه من جهد عله يظفر بما يعلي الهمة للعودة للبطولة الإحترافية الهدف الأسمى.

القرش يتطلع للعيد

مجرد تأهل أولمبيك آسفي للنهائي مثل للمدينة وأطياف الفريق ومناصريه عيدا وحدثا تاريخيا، فما بالك بحلم التتويج وما سيمثله الأمر لكل ساكنة آسفي ولهذا الجيل من اللاعبين والذين ما راهن عليهم أحد ليكونوا اليوم على حافة التاريخ الذهبي وهم من عانى الموسم المنصرم الويلات لتفادي الهبوط والمغادرة غير الطوعية للبطولة الإحترافية.

جيل آيت الحاج ومادي والرقيوي وكرويطة وأيت الخرصة الذي أطاح بالفتح بطل البطولة وبنتيجة ساحقة عاد ليقلب في نصف النهائي الطاولة على الجار والغريم الأزلي الدفاع الجديدي ويعبر بالعبدي للنهائي، هو اليوم مدعو لأن يواصل بنفس النسق والشكل وأن يعانق التاريخ واللقب الأول للنادي والمدينة وهو ما سيتيح أمام هذا الجيل فرصة السفر القاري في كأس الكونفدرالية ويعزز الثقة في مواصلة مشوار البطولة الإحترافية بتركيز وثقة كبيرتين.

إنتصار للشباب

في نهاية المطاف يمكن القول أنه واحد من النهايات التي تغيب فيها الأفضلية الصريحة لهذا الطرف على حساب الثاني، ولو نحن سايرنا الوقائع والأرقام والمعطيات التي تميل بكفتها لفائدة الماص الأكثر حضورا في النهائي وتتويجا باللقب مقارنة مع منافسه، فإن القراءة الأخرى تقول وتستحضر عديد المشاهد التي إنتفض فيها الطرف غير المرشح على المنافس وليتوج باللقب في تكريس لمفاجآت الكأس الصارخة.

النهائي هو إنتصار للأطر الشابة المغربية مجسدة في الدميعي والسكتيوي وكليهما يرمز لثورة الأطر الجديدة المتحمسة للألقاب والبطولات والتي تحاول إقتفاء ما فعله الركراكي مع الفتح الرباطي، الأمر الذي قد يمثل مرجعا مستقبليا في إقبال الفرق والأندية على هذه النوعية من المدربين.

الدميعي بصرامته الدفاعية والسكتيوي الذي فاز مع الماص لاعبا ويريد إستحضار التتويج مدربا، مدعوان معا لأن يتجردا من كل الحسابات ليمتعونا بأفضل وصفة ممكنة.

من يسعد بالعيون

سيكون للتتويج طعم إستثنائي وفريد من نوعه كونه يقام للمرة الأولى عبر التاريخ في مدينة العيون وفي صلب جوهرة الصحراء المغربية، وبكل الأبعاد والحمولات التي سيمثلها اللقب في تاريخ صاحبه وتزامنا مع تخليد ذكرى الإستقلال وقبلها إستحضار معجزة القرن «المسيرة الخضراء».

التتويج بالعيون مختلف تماما في طقوسه وشكله عن باقي الألقاب الأخرى ومن سيظفر باللقب سيذكر دائما أنه تحصل عليه بالعيون كأول من إرتدى الوشاح بالصحراء.

هي مباراة بين التاريخ المستحضر في عبق الماص والثورة المجسدة في أبناء عبدة، بين النمور المتطلعة لمداواة جرح الهبوط وشمتة القسم الثاني والأولمبيك الذي يدرك أن ما إقترب منه اليوم يستحيل أن يكرره مستقبلا، وبالتالي عليه إغتنام الفرصة، والأمل أن يقدم الناديان مشهدا وطبقا كرويا يليق بفخامة المسابقة الفضية.

البرنامج

نهائي كأس العرش للموسم الكروي 2015 ـ 2016

الجمعة 18 نونبر 2016

الملعب: مركب الشيخ الأغضف بالعيون

الزمان: الساعة الثالثة بعد الزوال

المغرب الفاسي ـ أولمبيك اسفي

حكم النهائي: رضوان جيد