لا يفلح الساحر حيث راح وحيث أتى، والأشياء التي تزيد عن حدها لا بد وأن تنقلب لضدها، ولربما أدى وليد الركراكي فاتورة «وان مان شو» المبالغ فيه في بطولة الموسم الحالي، حين اختار أن يواصل بفصول استهلاك الكلام بدل أن يستثمر لقبين وحبة كرز الوسام الملكي الذي اعتلى كعكة موسمه الهلامي بالشكل الصحيح.
ما يعيشه مورينيو اليوم بأنجلترا يشبه لحد ما يمر منه وليد ببطولتنا ولو مع الفوارق الصارخة التي لا تصلح معها قياسات بين البطولتين والرجلين.
مدرسة «الكلمنجي» التي اختارها وليد مذهبا له والتي يمثلها فريد زمانه مورينيو، لا تصمد ولا تعمر طويلا، والدليل أن المدرب البرتغالي فقدت تصريحاته المثيرة لكل أنواع الجدل مفعولها ولم تعد تنفذ للأعماق كما كانت في السابق بعدما مسخت.
مورينيو ووليد وجهان لنفس العملة، كلاهما من فصيلة قوافل الصحراء والمقصود بها الجمل بطبيعة الحال.. يتجاهلون سنمهم أو الحدبة الموجودة على ظهرهم وينظرون لحدبة الغير، إذ يتعذب جوزي مورينيو بأولد ترافورد بأسوإ بداية له مع شياطين المان، ويعاني وليد هنا مع الفتح البطل بداية كسالى الصف الذين يترنحون في آخر المقاعد.
ما كان يجدر بوليد أن يستبلد منافسيه قبل الإعلام وهو يخبرهم أن الفتح هذا الموسم «ما لعبين على والو.. وما غادي ينافسوا على والو».. ما كان يجدر بحامل تاج البطل أن يسلمه مستسلما خنوعا، ومنقادا لمنافسيه بلا عراك ولا قتال ولا حتى إراقة الدم على جوانب الشرف الرفيع، كون تجريد البطل من درعه يمثل هذه الصورة؟
وليد أخطا حين حاول تصدير الوهم لمنافسيه فغرق في بحر الهموم والأوهام هو وفريقه ووضع لاعبيه في مأزق وأصابهم بدلطونية وعمى الألوان وانفصام الشخصية فجلب لهم طبيب ذهني و «كوش مونطال»، يخبرهم في مستودع الملابس أنهم معنيون باللقب ويخبر الإعلام خارج الغرف المظلمة أن لاعبيه متحررون من كل صراع على البطولة.
لن نقبل بمن سيمثل الكرة المغربية في أمجد الكؤوس الإفريقية أن ينافس على «والو»، كون الفتح ووليد سيلعبان بقميص يحمل على ذراعه الأيمن العلم المغربي، ولا يمثل «بيلفيدير» أو باب الرواح وحدها.
كيف يقبل من مدرب أو لاعب أو حتى ناد أن يأتي في العام التالي لصعوده القمة، أنه لن يواصل بنفس الإرتفاع وسيرضخ للأرض رضخا ولن يقو على المنافسة وينزل بسقف الطموح لأسفل سافلين، من أجل مشروع البناء وتكوين فريق للمستقبل وغيرها من المصطلحات الخشبية التي تحمل كل أساليب التنويم والديماغوجية التي ماعادت تنطلي على أحد؟
وليد أخطأ على مستوى مقاربة صيانة المكاسب حين وضع تحت الضغط وهو بطل، بخلاف ما كان عليه وضعه وهو خارج رقابة المنافسين يتسلل في غفلة منهم حتى باغتهم بلقبين؟
المدربون الكبار واللاعبون الكبار يقاسون حين يكونون مطالبين بالدفاع على مكاسبهم، حين يوضعون تحت ضغط حفظ التاج وحين يكونون الرأس المطلوبة للجميع.
لست أدري إن كانت إدارة الفتح تشاطر وليد مواقفه وهو الذي خسر في ظرف شهرين 3 رهانات، كأس العرش والكاف والسوبر المغربي الإماراتي، وقبلها خسر مقاربة احتواء خلاف بطنا بكل ما تداعى معه من  هدر للكلام غير المباح؟
يقولون ما طار طائر وارتفع إلا كما طار وقع، ووليد الذي يصرح كل مرة على أنه يتوفر  على «لاعبين كبارين»، لا يليق به أن ينافس على والو.. بل ليس من حقه أن يحدد خارطة طريقة الوداد والرجاء وغيرهما ممن هم راشدون ولهم أوصياء على حقلهم؟
قلت سابقا أن «بلاكة 90» سقطت عن ظهر وليد، اليوم هو أيضا شوماخر وله فيراري الفتح بشهادة حياتو وإينفانتينو.
ليس من حقه أن ينافس على « والو.. وإن قبل الفتحيون بذلك محليا، فالمغاربة لا يرضيهم أن يلج ممثلهم معترك العصبة وهو والو».