مر الجيش من فترة فراغ صعبة  في بداية البطولة، وسجل نتائج غير مستقرة في البطولة، وخرج بطريقة ساذجة من منافسة كأس العرش على يد المغرب الفاسي، ما جعل الفريق العسكري يتعرض لانتقادات كثيرة، لذلك يخشى الجمهور العسكري أن يتكرر سيناريو السنوات الأخيرة، حيث كانت عجاف وغاب فيها العساكر عن الواجهة وظل يلعب في الظل.
ورغم البداية المتواضعة إلا أن عبدالرحيم الشاكير يبقى متفائلا بمستقبل الفريق، ويرى أن هذه البداية لا توازي المستوى الذي يقدمه الجيش وكذا الإمكانيات التي يتوفر عليها، واعتبر الشاكير أن الإقصاء من منافسة الكأس كان له تأثير كبير على نفسية اللاعبين وكان أيضا جزءا من أسباب تراجع النتائج.
الشاكير بصراحته المعهود، يتحدث عن أسباب هذا التراجع وكذا طموح فريقه، كما سلط الضوء على القرار التاريخي بتعاقد فريقه لأول مرة مع الأجانب. 
- المنتخب: سقطة أخرى أمام الدفاع الجديدي، ما تعليقك عليها؟ 
عبدالرحيم الشاكير: في الواقع لم أكن أتوقع الهزيمة، سواء بهذه النتيجة أو حتى بالطريقة التي جاءت بها، لأننا كنا متقدمين في المباراة، وكنا نسير في الطريق الصحيح لانتزاع الإنتصار، لكن مع الأسف حدث في الشوط الثاني ما لم يكن في الحسبان، وتعرضت مرمانا لأهداف، كنا نحاول الإحتفاظ على تقدمنا لكننا فشلنا، أعتقد أن الدفاع الجديدي عرف كيف يستغل أخطاءنا خاصة في الشوط الثاني، على العموم علينا نسيان هذه المباراة والإشتغال وتصحيح كل الشوائب التي نشكو منها، لذلك أتمنى أن نخرج سريعا من أزمة النتائج التي تلازمنا.

- المنتخب: ما تعليقكم على بداية الجيش هذا الموسم؟

عبدالرحيم الشاكير: طبعا لن أكون راضيا على ما قدمناه لحد الآن، ليست هي النتائج التي كنا نتوق لتسجيلها، طبعا نعرف أن الكل كان ينتظر منا الشيء الكثير لأن الجيش كما تعرفون عانى  في السنوات الأخيرة وغاب عن الواجهة، لذلك كان من اللازم أن نعيد تلميع فريقنا، لكن مع الأسف لم تكن بدايتنا وفق ما كانت تشتهيه أنفسنا، لذلك أتمنى أن نستعيد توازننا سريعا ونسجل نتائج إيجابية في الدورات المقبلة.
- المنتخب: الخسارة أيضا أمام المغرب الفاسي في منافسة كأس العرش، جاءت ضد كل التوقعات، خاصة أن الفريق العسكري كان يمني النفس في الذهاب بعيدا فيها؟
عبدالرحيم الشاكير: فعلا كانت ضربة قوية لنا، لأننا ما كنا ننتظر أن نخرج بتلك الطريقة، خاصة في هذه المنافسة الغالية بالنسبة للجيش، كانت الكأس الفخرية أول رهاننا هذا الموسم، مع الأسف أن هذا الهدف تبخر وذهب أدراج الرياح مع بداية الموسم، والأكيد أن ما زاد من حسرتنا هي الطريقة التي أقصينا فيها أمام المغرب الفاسي، حيث ضاع منا في آخر دقيقة من المباراة، بعدما سجل الفريق الفاسي هدفا، قبل أن نخسر بضربات الترجيح.

- المنتخب: بعد صدمة الكأس جاءت النتائج السلبية في البطولة؟

عبدالرحيم الشاكير: البطولة هي الأخرى لم تبتسم لنا بعد الكأس، لأنه كان من المفروض أن ننسى سقطة الكأس لكنا لم ننجح، رغم المجهود الذي قامت به كل المكونات، أعتقد أن الخروج من الكأس كان له تأثير على مستوانا في البطولة، حيث فقدنا نوعا من الثقة وتعرضنا أيضا لضغط كبير في المباريات، وهو ما اثر على نتائجنا، قلت في السابق أننا كنا نعول كثيرا على كأس العرش، وكان من الطبيعي أن يكون لهذا الخروج تداعيات كثيرة.
- المنتخب: هل تعتقد أن التغيرات البشرية التي قام بها الفريق قد أثرت على الفريق في بداية البطولة؟
عبدالرحيم الشاكير: لا أعتقد، لأن الجيش قام بانتدابات مهمة جمعت بين أصحاب التجربة وكذا اللاعبين الشباب، ناهيك أن أغلب اللاعبين الذين شكلوا الدعائم الأساسية واصلوا مشوارهم بالفريق ولم يغادروه، لذلك فمجموعتنا متوازنة ومتجانسة والإنتدابات كانت في المستوى، خاصة أن كل الأندية ومع بداية كل موسم تعرف تغييرات بشرية، كل ما في الأمر أننا لم نصل لدرجة الانسجام التي نتوخاها وهذا أمر طبيعي، لذلك متأكد أنه مع مرور دورات البطولة، سنصل للمستوى الذي نتوق له.

- المنتخب: ماذا شكلت لكم العودة لمركب مولاي عبدالله؟ 

عبدالرحيم الشاكير: كان خبرا سارا لنا ونحن الذين تعذبنا كثيرا في السنوات الأخيرة وعانينا من الإغتراب، حيث استقبلنا في الكثير من المدن، قبل أن نستقر على ملعب الفتح الذين عانينا من أرضيته السيئة، مركب مولاي عبدالله شاهد على عدة إنجازات للجيش سواء المحلية أو القارية، ملعب يتميز بجودة عالية على جميع المستويات، وأتمنى أن تكون عودتنا له ناجحة ليكون فأل خير ونتصالح مع الألقاب التي غابت عن الفريق في السنوات الأخيرة.

- المنتخب: بحكم أنك عميد الفريق والعارف بخباياه، ما سبب بداية الفريق غير الناجحة؟

عبدالرحيم الشاكير: أعتقد أنه من الطبيعي أن يمر فريق من فترة فراغ خاصة بعد التغييرات التي عرفناها، صحيح أن الجيش لم يظهر في  السنوات الأخيرة بمستوى جيد وعانى من سوء  النتائج، كما كان لا بد أن نعود إلى الواجهة هذا الموسم، لكن أريد التأكيد أن الكل  تجند هذا الموسم ولم يدخر أي جهد من أجل استعادة توهجنا، لذلك أعتبر الحظ من بين هذه الأسباب، إذ لم يقف معنا في العديد من المباريات التي لا نستحق فيها الخسارة، على غرار مباراة نهضة بركان، أنا متفائل بمستقبل الفريق وأعد الجمهور أن الجيش سيعود إلى سابق عهده.

المنتخب :قدمتم مستوى جيدا في الموسم الماضي خاصة في الإياب، هل كنتم تنتظرون هذه النتائج ؟

عبدالرحيم الشاكير: في الواقع ما كنا ننتظر هذه البداية وكذا النتائج غير المستقرة، ناهيك أيضا عن الخروج من كأس العرش، لذلك شعرنا بنوع من الإستياء والأسى، خاصة أن الفريق قام بانتدابات في المستوى وأجرينا أيضا استعدادا جيدا قبل انطلاق الموسم،  صدمتنا نوعا هذه البداية نحن كلاعبين، لكن في الأخير علينا أن ننسى هذه البداية ونفكر في المستقبل، لنعيد توهج الفريق، خاصة أن ندرك بالغضب الذي انتاب الجمهور العسكري جراء هذه البداية، وهي فرصة لأدعوه مجددا ليعود للمدرجات من أجل مساندتا في هذه الظرفية.

- المنتخب: يعتبر الجيش من الأندية التي غيرت من أطقمها كثيرا في السنوات الأخيرة، ألا تعتقد بأن هذا العامل يضر بالفريق؟

عبدالرحيم الشاكير: أعتقد أن تغيير المدربين يعتبر ظاهرة صحية تشهدها جميع الأندية، خاصة عندما تسوء النتائج، تغيير المدرب لا يعني أنه يقلل من قيمته، لأن الحظ كما أكدت لا يبتسم لبعض المدربين أو أن أسلوب عملهم لا يتلاءم مع اللاعبين، دعني أؤكد أن مجموعة من الأندية رغم أنها غيرت مدربيها إلا أنها نجحت في تسجيل نتائج إيجابية، ومع ذلك نتمنى أن يكون هناك استقرار تقني للفريق في المرحلة المقبلة.

- المنتخب: برأيك ما الذي يميز المدرب الجديد عزيز العامري؟

عبدالرحيم الشاكير: أعتقد  أن رصيد العامري يتحثد عليه في ظل الأندية التي دربها وأيضا النتائج التي سجلها، بدليل أنه فاز بلقبين مع المغرب التطواني، واستطاع أيضا تكوين العديد من الأجيال بفضل طريقة عمله، التي تعتمد على اللعب الهجومي وبناء العمليات، هو مدرب يميل إلى الكرة الجميلة، حيث نستفيد معه كثيرا بفضل ثقافته الكروية وكذا أفكاره التي تفيدنا كثيرا، لذلك أتمنى معه النجاح وتحقيق النتائج التي ينتظرها منا الجمهور.

- المنتخب: توالي النتائج السلبية يسقط اللاعب في عدم الثقة في النفس بسبب الضغط، كيف تتعاملون مع هذه المرحلة التي يمر منها الفريق؟

عبدالرحيم الشاكير: صحيح نتعرض للضغط من الجمهور الغاضب وكذا وسائل الإعلام التي تسلط الضوء أيضا على نتائج الفريق العسكري، باعتباره فريق الألقاب، أعتقد أن هذا الأمر طبيعي، لكن على اللاعب أن يتعامل بذكاء مع هذه الظرفية وأن لا يتأثر بذلك، لأن كل اللاعبين يمرون من هذه الصعوبات كلما ساءت النتائج، الهم أن نبحث عن الحلول للخروج من أزمة النتائج، ونواصل جهود وأن نتحلى بالإرادة والعزيمة، فالسقوط في فخ الضغط لن يزيدنا إلا تراجعا، لأن الجمهور من حقه أن يغضب على النتائج، وخير الحلول لتجاوز الأزمة هو البحث عن تسجيل النتائج الإيجابية. 

- المنتخب: خطوة تاريخية قام بها الجيش، عندما أعلن انفتاحه على انتداب اللاعبين الأجانب؟

عبدالرحيم الشاكير: طبعا نحن كلاعبين  نحترم الخطوة التي أقدم عليها المسؤولون، لأنهم رأوا فيها استفادة للفريق خاصة أن جل أندية البطولة تستفيد من هذا المعطى، لكني أرى أنه من الواجب الاستعانة مع اللاعب الأجنبي الذي سيعطي الإضافة للفريق وأن يساهم أيضا في تطوير الفريق، لأننا نتابع مجموعة من الأجانب الذين لم تجن وراءهم الندية إلا الخسائر المالية، لذلك يجب أن تكون الإنتدابات مدروسة لنستفيد حقا من هذه الخطوة.

- المنتخب: بحكم أنك عميد الجيش، هل ترى أن الجيش كان بحاجة للأجانب ليستعيد مستواه ويتصالح مع الألقاب؟

عبدالرحيم الشاكير: في الواقع سيكون من السابق لأوانه الحكم على نتائج هذه الخطوة، يجب انتظار ليس فقط نهاية هذا الموسم، بل المواسم المقبلة، لكن لدينا الثقة في المسؤولين بحكم حنكتهم وتجربتهم، وذلك بالتعامل مع هذا الجديد الذي يعرفه الفريق بكل ذكاء واحترافية، خاصة وكما أكدت ليس كل أجنبي سيكون مفيدا للفريق، بل لا بد من اختيار الأجنبي الأفضل الذي يملك الإمكانيات من أجل تحقيق الإضافة التي تتوخاها كل المكونات.

- المنتخب: مسؤوليتك كعميد للجيش تبقى مهمة خاصة في الظروف الصعبة؟

عبدالرحيم الشاكير: ألعب للموسم السادس على التوالي مع الجيش، حيث مكنتني هذه السنوات من كسب العديد من التجارب داخل النادي، طبعا وبحكم أني عميد الفريق فإني أسعى دائما لتقديم النصائح لزملائي سواء داخل الملعب أو خارجه وكذا توجيههم، خاصة أن الفريق العسكري يملك العديد من اللاعبين الشباب الذي هم بحاجة للتأطير وكذا النصائح.
مررت أيضا من هذه الوضعية كلاعب شاب، وكنت أنصت لنصائح زملائي المجربين، اليوم وبعد أن خامرت تجارب كثيرة، فأنا مطالب بأن أكون مثالا للاعبين، سواء داخل الملعب أو خارجه.

- المنتخب: جددت عقدك في نهاية الموسم مع الجيش، هل يعني أنك أسقطت فكرة الإحتراف في الخارج؟

عبدالرحيم الشاكير: لا بتاتا، سبق أن توصلت بعروض من خارج المغرب في نهاية الموسم الماضي، وكانت في المستوى، لكن في الأخير آثرت مواصلة مشواري مع الجيش، وقررت عدم دخول تجربة احترافية، خاصة بعد أن تشبث بي المسؤولون وكذا الجماهير العسكرية التي كانت تطالبني بالبقاء، لكن من يدري قد تتاح لي الفرصة مستقبلا لدخول هذه التجربة، أنا أفكر الآن في فريقي وأسعى لتقديم الأفضل مع الجيش ومساعدته على الخروج أكثر من أزمة النتائج.

- المنتخب: هل ترى أن الجيش قادر للمنافسة على الألقاب، أم أن الفريق العسكري سيعود مجددا لينافس خارج الألقاب؟

عبدالرحيم الشاكير: أعتقد أن الوقت ما زال أمام الجيش للمنافسة على الألقاب، نحن بالكاد وصلنا للثلث الأول وكل شيء ممكن في المرحلة المقبلة، لكن شرط أن لا نضيع المزيد من النقاط، لا بد من تحقيق أكبر عدد من النقاط قبل نهاية مرحلة الذهاب، وبعدها التفكير في مرحلة الإياب، حيث سيكون أمامنا الوقت للإستعداد لها عند توقف البطولة، على جميع المستويات، ولو أني متأكد من عودة الجيش إلى مستواه المعهود، لأن العمل الذي نقوم به حاليا مع المدرب العامري يؤكد أن الجيش سيعود أقوى في المباريات المقبلة.