حقق المغرب الفاسي نتيجة إيجابية خلال مرحلة ذهاب البطولة الإحترافية الثانية بتحقيقه المركز الثالث برصيد 23 نقطة بفارق نقطة عن المركز المؤدي للصعود، معوضا بذلك ما فاته من فقدان للنقاط بسبب التركيز على مسابقة كأس العرش التي نال لقبها.
المغرب الفاسي خلال مرحلة الذهاب ظهر بوجهين مختلفين، الأول عند بداية البطولة، حيث ظهر تائها  غير مستوعب لأمر تواجده في القسم الثاني بعكس المرحلة التي أعقبت التتويج، إذ ظهر نمرا مرعبا لمنافسيه.

كأس العرش أضاع النقاط
تزامنت انطلاقة البطولة الإحترافية الثانية مع خوض المغرب الفاسي لمسابقة كأس العرش، حيث أجرى حينها دور السدس الذي وضع النمور أمام الوداد البيضاوي.
تجاوز الماص  للواك ثم الجيش ثم اتحاد طنجة كان يتزامن مع لقاءات القسم الثاني،  والمصادفة أن هاته اللقاءات كانت أمام فرق ستكون فيما بعد مع نهاية مرحلة الذهاب  من الفرق المنافسة للمغرب الفاسي، حيث فقد الفريق نقطتين داخل الميدان أمام آيت ملول وثلاث نقاط أمام اتحاد سيدي قاسم، في حين إنهزم خارج الميدان أمام مولودية وجدة.
فقدان النقاط جعل ترتيب النمور يتراجع في بعض الأوقات إلى المركز ما قبل الأخير، مما ولد الخوف والشكوك من قبل جماهير الفريق من عدم قدرة المغرب الفاسي على تحقيق هدف الصعود، إلا أن المدرب طارق السكتيوي كان واضحا في تصريحاته بعد نهاية لقاء فريقه أمام اتحاد آيت ملول والتي سبقت نهائي كأس العرش عندما قال: «أتمنى أن  تنتهي مسابقة كأس العرش بسرعة للتفرغ للبطولة»

المغرب الفاسي يحصد الأخضر واليابس
مباشرة بعد نهاية مسابقة كأس العرش كان لزاما على الفريق الفاسي إجراء مواجهاته المؤجلة، حيث نجح في حصد أربعة نقاط في مواجهتين خارج الميدان أمام خصمين عنيدين رجاء بني ملال والراسينغ قبل أن يحقق ثلاثة انتصارات متتالية داخل الميدان أمام جمعية سلا، وداد تمارة ويوسفية برشيد، مسجلا ثمانية أهداف قلصت الفارق بينه وبين فرق الصدارة إلى ثلاث نقاط.
بينما كانت الهزيمة أمام اتحاد الخميسات منطقية وفي الوقت المناسب من أجل أن يضع اللاعبون أرجلهم على الأرض، حيث  غاب التركيز عن لاعبي الفريق خلال المواجهة التي كانت الأسوأ في مرحلة الذهاب.  
ختام مرحلة الذهاب كان قمة في الإثارة، حيث حقق المغرب الفاسي انتصارا من ذهب أمام خصم عنيد بهدفين مقابل هدف من توقيع هداف الفريق غيزا الذي سجل الهدف الثاني في الثواني الأخيرة من اللقاء، مانحا فريقه النقاط الثلاث وأفضل ترتيب له في مرحلة الذهاب وهو المركز الثالث.

إياب لن يرحم
ربما سيشكل المغرب الفاسي سابقة في البطولة الإحترافية الثانية وربما ستكون لجنة البرمجة أمام ورطة حقيقية في حالة تجاوز المغرب الفاسي للدور الثاني من التصفيات الإفريقية.
بداية سيخوض  نمور العاصمة العلمية أربع مواجهات قبل التوقف لخوض الدور التمهيدي لكأس الكونفدرالية الإفريقية، ولحسن حظ الفريق أن المواجهات الأربعة ستكون أمام فرق وسط وأسفل الترتيب بعكس باقي منافسيه اللذين سيتواجهون فيما بينهم، وهو ما سيشكل أفضلية للمغرب الفاسي من أجل حصد مزيد من النقاط وإيجاد فارق يتعدى الأربع نقاط عن صاحب المركز الثالث.
تأجيل الديربي الفاسي ولقاء اتحاد سيدي قاسم سيكون حتميا لارتباط المغرب الفاسي بلقاء كارا برازفيل، ثم عليه خوض الدورة 22، ثم مؤجل الديربي والدورة 23، ثم مؤجل الدورة 21 قبل أن يذهب إلى الدور الثاني من كأس الكونفدرالية الإفريقية في حال نجاحه بتجاوز كارا برازفيل، وهي المرحلة التي قد تجعل من إنهاء البطولة في موعدها أمرا مستحيلا.
على العموم المغرب الفاسي مطالب بحصد الإنتصار في اللقاءات الأربعة الأولى إذا ما أراد أن يتجنب ما حدث له ذهابا عندما فقد النقاط بسبب التركيز على مسابقة كأس العرش.

العيون كلمة السر
يبدو أن مدينة العيون ستكون كلمة السر للمغرب الفاسي هذا الموسم، فبعد العودة من العيون بلقب مسابقة كأس العرش (الذي يعتبر أغلى كأس يناله المغرب الفاسي نظرا للظروف التي عانى منها الفريق والتغيير الكامل لتشكيلته)، فإن مسؤولي الفريق ينظرون إلى تاريخ 30 أبريل كموعد لتأكيد الإحتفالات بالصعود عندما يحل الماص ضيفا على شباب المسيرة في مدينة العيون، فهل ستكون هاته المواجهة هي الحاسمة بين الفريقين، أم أن الأمر سيكون قد حسم دورات قبل ذلك؟

الهجوم فعال والدفاع بحاجة للإصلاح
يتوفر النمور الصفر على قوة هجومية ضاربة بقيادة الإيفواريين غيزا وكوفي اللذين سجلا 11 هدفا، إضافة إلى المهاجم حسام الصنهاجي صاحب أربعة أهداف في البطولة، ومن خلفهم تواجد أنور العزيزي الذي يمر بمرحلة فراغ.
وإذا ما تحدثنا عن خطوط الفريق فإن دفاع المغرب الفاسي يبقى الحلقة الأضعف رغم مجهودات الولادي والخلفي، لكن بالمقابل نجد أن الواجب الهجومي للظهيرين بريغل وفراس محدودا جدا بعكس أدائهم الدفاعي الجيد، فبالعودة إلى شريط المقابلات التي خاضها الفريق سواء في كأس العرش أو البطولة الإحترافية الثانية لم يصنع أيا من اللاعبين تمريرة حاسمة، وهو ما يشكل نقطة ضعف للفريق.

بالأرقام غيزا والحراري الأفضل
بلغة الأرقام يبرز الإيفواري غيزا كهداف كبير للمغرب لفاسي، حيث سجل سبعة أهداف في آخر سبعة مواجهات، رافعا رصيده إلى 11 هدفا في جميع المسابقات من أصل 25 هدفا سجلها المغرب الفاسي في كأس العرش والبطولة الإحترافية الثانية، وفي المركز الثاني نجد عبد النبي الحراري قائد الفريق وصانع الألعاب الذي ساهم في خمسة تمريرات حاسمة في البطولة واثنتين في مسابقة كأس العرش، إضافة لدوره داخل الملعب كمدرب ثاني للفريق.