المنتخب: بموازاة مع الرهان الإفريقي وكل الإنتظارات الموضوعة على كاهل أسود الأطلس، هناك أيضا دخولنا في آخر أشواط تصفيات كأس العالم 2018، يبدو أن النقطتين المتحصل عليهما في أول مباراتين تركا اقتناعا بأن الفريق الوطني من الصعب عليه جدا أن يتصالح مع نهائيات كأس العالم التي غاب عنها منذ دورة فرنسا 1998، أنتم كمسؤول عن الفريق الوطني وعن الجامعة من أي زاوية تحاكمون تعادل الفريق الوطني أمام الغابون وكوت ديفوار؟
ــ فوزي لقجع: شخصيا لا أراها محصلة إيجابية ولا أراها أيضا محصلة سلبية، لا أقول أنها أرضت طموحنا لأننا في كل الأحواد كنا نطمح على الأقل للحصول على أربع نقاط من تعادل أمام الغابون وفوز على كوت ديفوار، ولا أقول أيضا أنها أتلفت كل الحظوظ، بالعكس هي مجموعة متوازنة، قد يكون المستفيد الوحيد بشكل نسبي من أولى جولتين هو المنتخب الإيفواري على اعتبار أنه وصل إلى النقطة الرابعة، إلا أن الأمور قد تختلف كليا عند الجولة الثالثة وسأقول لكم لماذا؟
خلال الجولة الثالثة سنستقبل منتخب مالي، وسيستقبل منتخب الغابون كوت ديفوار، الصورة الأقرب إلى التوقعات هي أن يفوز أسود الأطلس على نسور مالي، وأن يفوز فهود الغابون على فيلة كوت ديفوار وفقا لعادة قديمة، عندما سينتقل منتخبا المغرب والغابون إلى الصدارة بخمس نقاط وسيتراجع منتخب كوت ديفوار إلى المركز الثاني بأربع نقاط، لتنتهي الجولة الأولى من التصفيات بسيناريو لم يتوقعه أحد.
أنا لست منجما حتى أقول بأن هذا السيناريو هو الأقرب للواقع، ولكنني أعشق الحسابات ومن منطلق هذه الحسابات أقول على أن هذه المجموعة قابلة للتحول في أي لحظة، بل أنا موقن أيضا أن الحسم في أمر من سيتأهل عن المجموعة لنهائيات كأس العالم لن يكون إلا بنهاية التصفيات، وهذا شيء محبب، عموما نتمنى أن يحالفنا الحظ لكي نقلب الأمور رأسا على عقب، ثم إن مباريات الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم لن تجرى إلا في شهر غشت القادم، أي أنه يفصلنا عن ذاك الموسم ثمانية أشهر، وهي مدة زمنية كفيلة بأن تغير الكثير من الأمور، لذلك لا بد وأن ننظر إلى مشوار فريقنا الوطني في تصفيات كأس العالم بعين متفائلة، وأرجو صادقا أن تكون نهائيات كأس إفريقيا للأمم مناسبة لتغيير الصورة النمطية التي بات عليها الفريق الوطني في عيون المحللين والخبراء الرياضيين.
المنتخب: ما هي رسالتك الأخيرة لعائلة كرة القدم الوطنية، في هذا التوقيت بالذات؟
ــ فوزي لقجع: عندما تقلدت أمانة تسيير الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وقد سعيت لذلك مدفوعا بشغف كبير بكرة القدم، وبرغبة جامحة من أجل المساهمة في تطوير اللعبة الأكثر شعبية في المغرب، عندما تقلدت هذه المهمة كنت أعرف أن انتظارات عائلة كرة القدم كبيرة جدا، وأن المرحلة حاسمة لإنجاز ما تحتاجه كرة القدم في انتقالها للإحتراف من إصلاحات بنيوية وجوهرية، وكما أنني أعمل جاهدا على تنزيل ما توافقت عليه مع كل الذين صوتوا علي من برامج وأهداف ورهانات، فإنني أدرك جيدا أن نجاعة كل القرارات والإصلاحات لا تكون إلا باعتماد مقاربة تشاركية، لذلك فالجامعة منفتحة بالكامل على جميع الفعاليات من مسيرين ومدبرين ومستشهرين وتقنيين وإعلاميين، والهدف طبعا هو أن نصل إلى الغايات التي نلتقي فيها جميعا ونحلم بها جميعا وأبرزها أن نطور كرة القدم الوطنية لتكون في مستوى إنتظارات صاحب الجلالة الملك محمد السادس وجمهور كرة القدم العريض.