مباشرة بعد إخفاقه في تجاوز عقبة نصف نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، عاد الوداد البيضاوي ليتفرغ للبطولة الإحترافية، وكانت الإنطلاقة قوية بتحقيقه لمجموعة من الإنتصارات المتتالية، جعلت منه أقوى المرشحين للمنافسة على اللقب، لكن النصف الثاني من مرحلة الذهاب إختلف عن سابقه، حيث أدمن الفريق الأحمر سلسلة من التعادلات ليتقلص فارق النقط الذي كان يفصله عن مطارديه، قبل أن يختتم المرحلة بهزيمة مفاجئة أمام الكوكب لم تمنعه من الفوز بلقب بطولة الخريف بفارق النسبة العامة عن الدفاع الحسني الجديدي، وفيما يلي قراءة في حصيلة الفرسان في مرحلة الذهاب والتي يمكن تقسيمها لقسمين وذلك حسب النتائج التي تحققت في المرحلتين.
التغيير يحمل الدكليك
لم يتمكن الوداد من الإستعداد لمنافسات البطولة الإحترافية بحكم إنشغاله بعصبة الأبطال الإفريقية، كما لم يتوفر الوقت الكافي للمدرب الجديد من أجل التعرف على مؤهلات لاعبيه، وكذا الإشراف شخصيا على الإنتدابات، لكن يبدو جليا بأن هذا التغيير الذي حصل على مستوى الإدارة التقنية للفريق الأحمر قد ساهم في حصول الدكليك، وبالتالي تحقيق مجموعة من النتائج الإيجابية والإنتصارات المتتالية، كما أن الأسلوب الهجومي الذي إعتمده المدرب سيباستيان دوسابر ساعد بدوره على ظهور الفريق بصورة قوية خاصة في النصف الأول من مرحلة الذهاب.
إنتدابات وازنة لسد الخصاص
كعادته قبل بداية كل موسم رياضي بادر المكتب المسير للوداد بتعزيز التركيبة البشرية للفريق، وذلك بتنسيق مع الإدارة التقنية بعد الوقوف على الخصاص الموجود في بعض المراكز، وكان الهدف من هذه الإنتدابات تقوية الصفوف من أجل المنافسة على الواجهتين المحلية والقارية، وفي هذا الإطار إستفاد الفريق من ثلاثي المغرب التطواني لمرابط، بلخضر وخضروف، ثم المدافع الأيسر أكتاو.ويبقى ثنائي الهجوم الليبيري ويليام جيبور وأشرف بنشرقي أهم الصفقات الرابحة التي وقع عليها الفريق الأحمر، والدليل هو مساهمتهما في تحقيق مجموعة من النتائج الإيجابية، في حين ينتظر إستعادة النيجيري شيكاطارا لكامل لياقته ومؤهلاته.
الإستئناس بالمنافسة على أعلى مستوى
من جانب آخر إستأنست العناصر الودادية بالأجواء الإفريقية حيث خاضت مباريات كبيرة مع أندية إفريقية عملاقة، من مختلف المدارس الكروية. هذه التجربة الإفريقية كان لها الأثر الإيجابي على مردوية اللاعبين، فليس من السهل مجاراة إيقاع المباريات التي تجرى في الأدغال الإفريقية، وتحمل الظروف المناخية وكذا حالة الملاعب وضغط الجماهير، فهذا الإحتكاك كان مهما للاعبين، وكما توفقوا في تحقيق مجموعة من النتائج الإيجابية في الأدغال الإفريقية فإنهم لم يجدوا صعوبات كبيرة في السير على نفس الإيقاع المرتفع في منافسات البطولة المحلية، ما ساعد الفريق الأحمر للتفوق على باقي الأندية الوطنية التي لم تكن في تمام جاهزيتها في المباريات الأولى من البطولة.
بداية التراجع وأسبابه
توفق الشياطين الحمر من تحقيق سبع إنتصارات وتعادل وحيد أمام الدفاع الجديدي، لكن مباراة الديربي هي التي شكلت بداية تراجع نتائج الفريق، ويعود ذلك بالأساس لضغط المباريات المؤجلة حيث خاض الفريق العديد من المباريات في ظرف وجيز، وكان ذلك صعبا بالنسبة لعناصر لم تستفد من الراحة، هذا بالإضافة لمواجهة أندية مقدمة الترتيب التي تنافس على اللقب، كما صادفت هذه المباريات إستيقاظة كل الأندية ودخولها في أجواء المنافسة عكس ما كان عليه الحال مع إنطلاق البطولة، ومن جهة أخرى إنكشفت كذلك إستراتيجية المدرب دوسابر لباقي المدربين الذين فطنوا لنقط قوة وضعف الوداد، وعملوا على إستغلال هذا الجانب لوقف زحف الفريق الأحمر، كما أن إستمرار اللعب خارج القواعد، وكذا الأعطاب التي لحقت بنجوم الفريق، وغياب الجمهور الودادي عن أغلب المباريات كان له إنعكاس سلبي على نتائج وأداء الأحمر الودادي في المباريات الأخيرة.
حصيلة و أرقام
في ثماني مباريات الأولى حقق الفريق الأحمر سبع إنتصارات وتعادل وحيد، أي ما مجموعه 22 نقطة، ولم يضيع في هذه المرحلة سوى نقطتين فقط، سجل خط هجومه 18 هدفا، ودخلت شباكه ستة أهداف فقط، بمعدل يقل عن هدف واحد في كل مباراة. وهي حصيلة جد إيجابية تزكي هذه الإنطلاقة القوية التي بصم عليها الفريق، لكن المرحلة الثانية لم تكن في المستوى، ففي سبع مباريات كانت هناك خمس تعادلات متتالية ثم فوز، وهزيمة، وثماني نقط فقط، وخلالها تراجعت الفعالية الهجومية حيث إكتفى بتسجيل تسعة أهداف، وهو نصف غلة المرحلة السابقة، كما دخلت شباكه تسعة أهداف كذلك، وهي حصيلة سلبية طرحت الكثير من علامات الإستفهام، لكن الحصيلة العامة تبقى إيجابية، وأفضل بالمقارنة مع الموسم الماضي، حيث حصل على ما مجموعه 30 نقطة بإضافة نقطتين لحصيلة الموسم الماضي، وسجل هجوم الفريق 27 هدف، في حين دخلت شباكه 15 إصابة.
لقب الخريف، هل يشحن البطاريات؟
بالرغم من تراجع نتائج الفريق الأحمر في الدورات الأخيرة، فقد توفق في الفوز ببطولة الخريف للموسم الثالث على التوالي، وهو إنجاز مهم لهذه المجموعة ولكل مكونات الفريق الأحمر في ظل الإكراهات التي أثرت على مسار الفريق، لكن الضرورة تفرض الوقوف على هذه الحصيلة، وإستنتاج الدروس والعبر، والوقوف على كل النقائص بهدف إصلاحها، وبالتالي تجاوز أخطاء الموسم الماضي حين تم التفريط في اللقب في الدورات الأخيرة، فالفرصة مواتية للفوز باللقب رقم 19، لكن شريطة إستغلال أمثل لهذا التوقف لشحن البطاريات من جديد، وإتخاذ قرارات هامة وحاسمة، والأهم هو تلاحم كل مكونات الفريق، وتحديد هدف واحد ألا وهو مصلحة الفريق التي يجب أن تعلو على كل الأشياء الأخرى، هذا مع العلم أن مرحلة الإياب ستكون أصعب خاصة على الأندية التي ستدخل غمار المنافسات الإفريقية، ومنها بالطبع فريق الوداد الذي سيعود للمنافسة على لقب عصبة الأبطال للمرة الثانية على التوالي.