في الوقت الذي تسيطر فيه الصدمة على القارة الأوروبية بعد قرار مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بزيادة عدد المنتخبات المشاركة في بطولات كأس العالم من 32 إلى 48 منتخبا، بدأت اتحادات قارية التفكير بشكل مكثف في حصتها الإضافية من مقاعد المونديال، كما بدأت الدول المستضيفة في التفكير في خياراتها.
وكان مجلس الفيفا قد حسم في اجتماعاته الثلاثاءالماضي، القرار الخاص بزيادة عدد المقاعد في المونديال، حيث وافق على زيادة مقاعد كأس العالم من 32 إلى 48 فريقا، بداية من نسخة 2026 لتبدأ الخطوات التالية وهي الأكثر صعوبة.
وينصب تفكير الفيفا والاتحادات القارية وحتى الاتحادات الأهلية على معرفة الإجابة على بعض الأسئلة وفي مقدمتها معرفة الدولة التي يمكنها استضافة بطولة بهذا الحجم.
كما يدور الاستفسار حول كيفية توزيع المقاعد الـ 16 الإضافية على الاتحادات القارية الستة.
وقد تبدأ الاتحادات القارية في المساومة على هذه المقاعد الإضافية، فيما تستعد الدول الراغبة في استضافة هذه النسخة في قياس إمكانياتها والبدائل المتاحة أمامها بشأن التنظيم بمفردها أو بالاشتراك مع جيرانها.
وتسبب قرار الزيادة في صدمة حقيقية للمتمسكين بالحجم الحالي للبطولة وفي مقدمتهم القارة الأوروبية، فيما يترقب آخرون وفي مقدمتهم الكونفدرالية الأفريقية والاتحاد الأسيوي للعبة زيادة حصصهم من مقاعد المونديال.
ويعتقد أن السياسة والناحية التجارية من أهم الأسباب التي نجح من خلالها السويسري جياني إنفانتينو رئيس الفيفا في الحصول على موافقة مجلس الفيفا أول أمس على زيادة عدد منتخبات المونديال.
وكان إنفانتينو طرح فكرة هذه الزيادة خلال حملته الانتخابية التي توجت باختياره رئيسا جديدا للفيفا في 26 فبراير الماضي.
ومن المؤكد أن الزيادة الناجمة في عدد المباريات بالبطولة من 64 إلى 80 مباراة سيعود على الفيفا بدخل مالي إضافي، كما سيمنح الأمم الكروية الصغيرة الفرصة للمشاركة في البطولة العالمية للمرة الأولى في تاريخها.
وينتظر أن يحسم الفيفا ، خلال اجتماع جمعيته العمومية (كونغرس) المقرر بالبحرين في 11 مايو المقبل، القرار بشأن كيفية توزيع المقاعد الـ 16 الإضافية على الاتحادات القارية الستة.
وقال راينهارد غريندل، رئيس الاتحاد الألماني للعبة : "يجب أن يكون واضحا أن ما يدعم أي شخص هو استمرار حصوله على التأييد القوي من أهم سوق وهو السوق الأوروبي".
وقد لا يكون المجال متاحا لزيادة نصيب قارة أمريكا الجنوبية من مقاعد المونديال، حيث يصل نصيبها الحال إلى خمسة مقاعد تمثل 50 بالمئة من عدد المنتخبات المشاركة في التصفيات وعددها عشرة منتخبات.
وقال إنفانتينو بالدبلوماسية المعهودة عنه: "البعض سيحصل على عدد أكبر والآخرون سيحصلون على زيادة أقل".
وقد يذهب مقعد إضافي أو أكثر إلى اتحاد كونكاكاف كمقاعد لأصحاب الأرض في حال تنظيم البطولة لدى الدول الأعضاء بهذا الاتحاد ومنها الولايات المتحدة.
ولا تستطيع أوروبا وآسيا، طبقا لقواعد الفيفا، التقدم بطلب استضافة لنسخة 2026 نظرا لإقامة مونديال 2018 في روسيا و2022 في قطر.
ما يبقي التنافس على التنظيم بين قارتي أمريكا الشمالية وإفريقيا.