خسارة دراماتيكية لريال مدريد تُنهي صمود 40 مباراة!

في مباراة دراماتيكية، قلب إشبيلية الطاولة على ضيفه ريال مدريد وانتصر عليه بهدفين لهدف بعد أن كان متأخرًا في النتيجة حتى الدقيقة الـ85 في المباراة التي لُعبت على أرضية ملعب سانشيز بيثخوان لحساب الجولة الـ18 من الدوري الإسباني، وهو ما أنهى سلسلة 40 مباراة صمد فيها الفريق الملكي دون التعرض للهزيمة.

ودخل ريال مدريد المُباراة وعينه على تحقيق فوز يجعل الفارق بينه وبين وصيفه برشلونة خمس نقاط ومباراة ناقصة لصالحه، أما إشبيلية فقد كان يعي جيدًا أنه يلعب جزءً مهمًا من حظوظه في المنافسة على لقب الدوري، فالفوز كان سيجعله على بعد نقطة وحيدة فقط من الصدارة.

وعرف الشوط الأول تحفظًا كبيرًا من الفريقين معًا، إذ أن ريال مدريد الذي دخل المباراة على غير عادته بخطة 3-5-2 عمل أولًا على الدفاع عن مرماه قبل أن يُفكر في البناء الهجومي، أما إشبيلية، فرغم أنه كان أكثر استحواذًا على الكرة، إلا أنه لم يترك مساحات كبيرة في ظهره لصالح مهاجمي الريال، وهو ما جعل الفرص نادرة جدًا في النصف الأول من اللقاء.

أول فرص المباراة كانت في الدقيقة الـ19 عن طريق الفرنسي نزونزي الذي استغل ركنية نفّذها نصري من الجهة اليسرى ليرتقي فوق مدافعي الريال ويحولها فوق المرمى بقليل، فردّ عليه رونالدو في الدقيقة الـ26 بهجمة مرتدة عبر الرواق الأيسر انسل خلالها لداخل منقطة الجزاء، قبل أن يُسدد كرة في القائم البعيد صدّها سيرخيو ريكو من دون مشاكل كبيرة.

وكان سمير نصري قريبًا من منح فريقه التقدم في الدقيقة الـ34 حينما انطلق إيبورا يسارًا ومرر كرة خلفية للاعب الفرنسي الذي وجد نفسه وجهًا إلى وجه أمام المرمى وأمام زاوية مفتوحة للتسديد، فأطلق كرة قوية لم يحل بينها وبين الشباك سوى تصدي كيلور نافاس الناجح.

أما أوضح فرص النصف الأول من اللقاء فكانت في الدقيقة الـ39 حينما انطلق كريم بنزيمة من الجهة اليسرى وانسل لداخل منطقة الجزاء، قبل أن يمرر كرة أرضية ذكية لكريستيانو رونالدو والذي لم يُحسن استغلالها ليُسدد كرة بلا عنوان مرت على بعد أمتار عن القائم الأيمن، وهي الفرصة الأخيرة التي شهدها الشوط الأول من اللقاء والذي سيطر عليه الحذر وشهد تألقًا واضحًا من كاسميرو الذي كان وراء قطع كرات عديدة في وسط الميدان.

ولم يعرف الشوط الثاني تغيرات كثيرة على مستوى نسق اللقاء، غير أن المساحات بدأت تتضح أكثر في مناطق إشبيلية الذي كان عازمًا على المغامرة أكثر في الشق الهجومي، وهو ما خوّله الحصول على فرصة واضحة جدًا في الدقيقة الـ53 عن طريق وسام بن يدر الذي وجد نفسه منفردًا بكيلور نافاس، فسدد كرة قوية جدًا تصدى لها الحارس الكوستاريكي بصعوبة كبيرة قبل أن تصل لمارسيلو الذي أبعدها عن مناطق فريقه.

لكن ردّ الريال كان شديد اللهجة في الدقيقة الـ55، حيث توصل رونالدو بكرة في الجهة اليمنى لمنطقة الجزاء فحاول تمريرها لزملائه المتواجدين في زاوية أفضل منه للتسديد، لكن سيرخيو ريكو اعترض طريقها قبل أن تعود للدون الذي أطلق حينها كرة قوية جدًا تصدى لها الحارس الإسباني.

أول منعرج في اللقاء جاء في الدقيقة الـ66 حينما أعلن حكم المباراة عن ركلة جزاء لصالح ريال مدريد عقب عرقلة ريكو لكاربخال داخل منطقة الجزاء، فانبرى رونالدو لتنفيذها ووضعها أرضية أقصى يمين ريكو الذي ارتمى في الجهة اليسرى، ليتقدم الريال في النتيجة وتصعب مهمة أصحاب الأرض.

وحينما بدا أن ريال مدريد قريب جدًا من تحقيق الفوز أمام قلة فرص إشبيلية، تمكّن رجال سامباولي في الدقيقة الـ86 من إيجاد طريق الشباك بمساعدة من قائد ريال مدريد سيرخيو راموس والذي حوّل ركلة حرة نفذّها سارابيا من الجهة اليُمنى لمرمى فريقه جاعلًا النتيجة هدفًا في كل مرمى. 

هدف راموس أعاد الروح للاعبي إشبيلية الذين أصبحوا أكثر خطورة وكانوا قاب قوسين أو أدنى من إضافة الهدف الثاني في الدقيقة الـ87 حينما انطلق يوفيتيتش من الجهة اليُسرى وأطلق تسديدة تدخل راموس لإبعادها عن المرمى بصعوبة كبيرة.

وعكس كل التوقعات، منح يوفيتيتش الفوز لصالح إشبيلية في الدقيقة الـ91 بعدما استلم كرة في منتصف ميدان ريال مدريد ثم أطلق تسديدة قوية جدًا على يسار كيلور نافاس الذي كان متقدمًا عن مرماه ولم يتمكن من صد الكرة رغم لمسه لها، لتتحول النتيجة لصالح إشبيلية بهدفين لهدف.

هذه النتيجة رفعت رصيد إشبيلية لـ39 نقطة في المركز الثاني على بعد نقطة وحيدة عن ريال مدريد الذي يحتل الصدارة برصيد 40 نقطة وبمباراة ناقصة أمام فالنسيا.

غول