لم يكن الفتح الرباطي في أحسن حال هذا الموسم، بالنظر للنتائج التي تحصل عليها والتي لم تكن توازي طموحه وإمكانياته، ولكونه أيضا بطل المغرب، الذي صدر صورة مشرفة عنه محليا وقاريا، إذ تراجعت نتائجه بشكل مخيف جدا بعد إنتهائه من منافسات كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم التي وصل لنصف نهايتها وكان مرشحا لخوض المباراة النهائية، لكن القدر فعل ما شاء، ليكون هذا الخروج قد أثر سلبيا على أداء اللاعبين الذين أحسوا بغبن كبير في مباريات البطولة.
بداية خجولة
إنطلق الفتح الرباطي في خوض مبارياته في البطولة الإحترافية بضغط كبير أثر على أدائه ما جعله يسقط في فخ الهزائم أمام أندية كان يصعقها ويسقطها بالضربة القاضية، من هنا تأكد بأن شيئا ما حدث لفارس العاصمة، وإن كان المدرب وليد الركراكي يخرج في كل ندواته بمبررات كون فريقه لم يستفد من العطلة، وأن اللاعبين أصابهم العياء، ومع ذلك إستمر هذا النزيف وظل فريق العاصمة يتذيل أسفل الترتيب العام.
إنتدابات بلا قيمة مضافة
لعل أداء الفريق بشكل عام يعود للإنتدابات التي قام بها الفريق والتي لم تقدم الأداء المطلوب منها، خاصة وأن المدرب وليد الركراكي كان يراهن على اللاعبين الجدد لملء الفراغ الذي تركه كلا من العميد والقائد مراد بطنا ومروان سعدان ثم مصطفى كوندي، حيث تعاقد الفتح مع رشيد تيبركانين والمهدي البطاش ومحمد سعود وكريم بنعريف وأحمد جحوح، وباستثناء البطاش الذي قدم أوراق إعتماده، فإن الآخرين لم يظهروا بالمستوى الذي كان يتوخاه منهم الطاقم التقني، ما جعل أداء الفريق يتراجع ويضع المدرب وليد الركراكي في ورطة.
بطنا، سعدان وكوندي رحيل مؤثر
خلف رحيل اللاعبين الثلاثة فراغا في صفوف الفريق، إذ أصبح يجد صعوبة في التسجيل وحتى ضبط الإيقاع بالنظر لقيمة اللاعبين فبطنا كان أفضل اللاعبين على الإطلاق في البطولة وهداف الفريق، ومروان سعدان أحسن لاعب خط الوسط ثم مصطفى كوندي أحسن لاعب في كرسي الإحتياط والذي كان يفي بالغرض كلما أقحمه الركراكي، وبالتالي يتضح هنا أن الإنتدابات التي أقدم عليها الفريق لم تعط أكلها.
نتائج مخيبة للآمال
حتى وأن الفتح الرباطي أنهى فترة الذهاب في المركز التاسع بـ 17 نقطة تحصل عليها من أربعة إنتصارات وخمسة تعادلات، وست هزائم فإن الحصيلة الرقمية لم تكن إيجابية، مقارنة مع الموسم الماضي، الذي قدم فيه الفريق أجمل المستويات، وكان قاهر الكبار والصغار، لكنه تغير كليا هذا الموسم، فأن يسقط الفريق في ست هزائم من أصل 15 مباراة فهذا أمر غير مقبول تماما في الوقت الذي يوفر فيه المكتب المسير كل الظروف المادية واللوجيستيكية ويتوفر على بنيات تحتية من المستوى العالي.
الهزيمة التي عرت الأزمة
كانت الهزيمة السادسة التي تلقاها الفتح الرباطي هذا الموسم أمام الوداد البيضاوي في الدورة 14 قد أحدثت أزمة تقنية كبيرة، فرضت تدخلا حاسما من المكتب المسير الذي قرر إجراء ثورة تغيير داخل صفوف الفريق.
واستغربت مكونات الفتح الرباطي من الأداء المتواضع لعدد من اللاعبين، وعدم إستماتتهم في الدفاع عن ألوان الفريق، رغم الإمتيازات التي يحظون بها، وكذا الظروف المريحة التي يوفرها لهم المكتب المسير.
حيرة الركراكي
ظل المدرب وليد الركراكي يعبر عن حيرته في عدم قدرته على تشكيل لائحة قارة بالمقارنة مع الموسم الماضي، لكون عدد من اللاعبين يتعرضون للإصابة وآخرين للطرد، الشيء الذي بعثر أوراقه وجعله في كثير من المباريات لا يستقر على تشكلة قارة وهذا ما ظل يعاني منه، وحتى اللاعبين البدلاء والمجلوبين لم يقدموا الإضافة المطلوبة، ما جعل المنظومة التكتيكية للفريق تتعطل لست دورات مني فيها الفريق بالهزيمة لم يسبق أن تعرض لها في المواسم الماضية.
جمهور بلا مساندة
بالرغم من كل ما يحققه الفتح الرباطي من نتائج إيجابية فإنه ما زال يعاني من غياب الجمهور وكأنه غريب في مدينته، إذ في الغالب ما تجرى مبارياته أمام مدرجات فارغة، ما يجعل الحماس غائبا عن اللاعبين الذين تعودوا على هذا الوضع السلبي، وبالتالي تبقى النقطة السوداء للفتح الرباطي هي الجمهور برغم النداءات في هذا الصدد.
جلسة للمكاشفة 
سيعقد وليد الركراكي مدرب الفريق جلسة مع مسؤولي الفريق لتقديم تقرير مفصل بشأن بعض اللاعبين الذين سيتم الإستغناء عنهم، وآخرين سيتم إستبعادهم من الحسابات خلال فترة الإنتقالات الشتوية، مستغلين توقف البطولة حاليا لترتيب البيت، وكذلك قبل خوض غمار المنافسات القارية عبر بوابة عصبة أبطال إفريقيا حتى يكون الفريق جاهزا ويقدم نفس الصورة التي قدمها في الموسم الماضي، عندما توج بلقب البطولة ووصوله لنصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، خاصة وأن الفريق الرباطي يتطلع ليكون في مستوى التطلعات ويعيد نفس السيناريو الذي كان عليه في مسابقة كأس الكونفدرالية.
إعترافات الركراكي
إعترف وليد الركراكي بأن اللاعبين الذين تم إنتدابهم لم يقدموا اللمسة التي كان ينتظرهم بها الجمهور، وبالتالي طالبهم بضرورة الإجتهاد وبذل كل الجهود إن هم أرادوا كسب رسميتهم والمشاركة في مباريات الفريق، إذ كان هذا تحذير واقعي وبالمكشوف من المدرب وليد الركراكي الذي يبقى المسؤول الأول والأخير عن النتائج المحصل عليها، كما كشف بأن هناك رغبة لتطعيم الفريق بلاعبين مهرة من شأنهم تقديم الإضافة التي يريدها الفريق في هذه المرحلة.
أي صورة في الإياب؟
بالمقارنة مع الموسم الماضي فإن الفتح الرباطي كان قد أنهى شطر الذهاب في المركز الثاني برصيد 28 نقطة تحصل عليها من 8 إنتصارات وأربعة تعادلات و3 هزائم، ويبدو أن الموسم الماضي أفضل بكثير من هذا الموسم على المستوى الرقمي، وهو الموسم الذي توج فيه الفتح الرباطي بطلا للمغرب، لكن يبدو أنه سيتعذب كثيرا هذا الموسم بعد النتائج التي حققها والوضعية التي يوجد عليها في سبورة الترتيب العام والتي لا تؤهله بالمرة المنافسة على لقبه.


ذهابه بالأرقام
الفتح الرباطي
الرتبة : 10
عدد المباريات: 15
عدد النقاط: 17
عدد الإنتصارات: 4
عدد التعادلات: 5
عدد الهزائم: 6
عدد الأهداف المسجلة: 15
عدد الأهداف المسجلة عليه: 22
نسبته العامة من الأهداف: -1
انتصاراته داخل الميدان: 3 من 7 مباريات
تعادلاته داخل الميدان: 2 من 7 مباريات
إنهزم في 2 مباراتان داخل الميدان
انتصاراته خارج الميدان: 1 من 8 مباريات
تعادلاته خارج الميدان: 3 من 8 مباريات
انهزم في 4 مباريات خارج الميدان
هدافه خلال مرحلة الذهاب: فوزير (4 أهداف)
مدربه خلال مرحلة الذهاب: وليد الركراكي
3 لاعبين حصلوا على البطاقة الحمراء: يوسوفا ـ فوزير ـ الباسل

ADVERTISEMENTS