أنهى الرجاء البيضاوي النصف الأول من البطولة الإحترافية في المركز الرابع، ليحقق بذلك إنطلاقة جيدة بالمقارنة مع المواسم الأخيرة حيث عانى فيها من بداية متعثرة كان لها إنعكاس سلبي على ما تبقى من مشواره في البطولة. وبفضل العزيمة والإصرار توفق أشبال المدرب فاخر في تحدي الأزمة المادية وكثرة التنقلات بسبب اللعب خارج القواعد وكذا محدودية التركيبة البشرية ونجحوا في التغلب على كل العوائق، ليعبروا حاجز نصف البطولة غير بعيد عن الصدارة، في ظل هذه الإكراهات تبقى النتائج المحصل عليها جد إيجابية في إنتظار إستثمارها على نحو جيد في المرحلة المقبلة، الهدف هو إستعادة اللقب الذي غاب عن خزانة الفريق الأخضر في السنوات الثلاث الأخيرة.

صيف ساخن
عاش الفريق الأخضر صيفا ساخنا وإستثنائيا وذلك بعد التغيير الذي أسفر عنه الجمع العام، حيث الإعلان عن رحيل بودريقة وإنتقال الرئاسة لسعيد حسبان، لكن الإنتقال لم يتم بطريقة سلسلة، كما كانت تتمنى كل مكونات الفريق الأخضر، حيث تبادل الطرفان الإتهامات، ذلك بسبب الأزمة المادية التي أرخت بظلالها على الفريق بعد رفض اللاعبين الأساسيين المشاركة في المعسكر الإعدادي بإيفران، ما ساهم في عرقلة المرحلة الإعدادية الأولى بإيفران وساهمت نتائج المباريات الودية وباقي المشاكل الأخرى في توسيع هوة الخلاف بين المكتب المسير والإدارة التقنية بقيادة رشيد الطاوسي، ما دفع إدارة الفريق الأخضر لإعلان الطلاق من جانب واحد والإستنجاد بالإطفائي امحمد فاخر قبل حوالي عشرة أيام على إنطلاق منافسات البطولة.

إنتدابات في حدود الإمكانيات
بالرغم من الأزمة المادية فقد ألح المدرب فاخر على تعزيز الصفوف وذلك لعدم إقتناعه بالإنتدابات التي قام به سلفه حيث تم جلب المدافع جواد الياميق ولاعب الوسط الغابوني سامسون مبينغي ومواطنه لانغولاما لتعزيز الجبهة الهجومية ثم أشرف زاهير، كما أعاد الثنائي أولحاج وكروشي بعد أن كانا قريبين من المغادرة، لينضافا للمدافع الطاوس واللمطي القادمين في عهد الطاوسي، لكن ستة إنتدابات لم تكن لتقنع الإطار الرجاوي الذي يراهن على غنى التركيبة البشرية كعنصر أساسي للمنافسة على الألقاب.

بداية مشجعة
قاد المدرب امحمد فاخر رفقة طاقمه التقني الجديد/القديم النسور في المعسكر الثاني بمدينة الجديدة وكانت الفرصة مواتية ليتعرف أكثر على المستوى الذي وصل إليه لاعبوه، كما شكل دوري النتيفي كذلك مناسبة لتقييم المستوى وخلق الإنسجام، جاء التتويج بالدوري كأول ثمرة لهذا العمل الذي تم إنجازه، كما شكل كذلك حافزا معنويا لهذه المجموعة وبالفعل فقد كانت البداية مطمئنة ومشجعة بعد أن دشن الفريق الأخضر مشواره في البطولة بفوز هام على فريق النادي القنيطري برباعية مدوية تلتها ثنائية نظيفة بميدان قصبة تادلة، ليرسل النسور إشارات قوية، إذ بالرغم من بعض التعادلات فإنها لم تكن مؤثرة حيث حافظ النسور على موقعهم بين الأربعة الأوائل إلى نهاية مرحلة الذهاب.

فاخر في دور الإطفائي
لم تكن أوضاع الرجاء على ما يرام طيلة مرحلة الذهاب، حيث مر الفريق بفترات جد صعبة تميزت بعدم الإستقرار والكثير من التشنجات بين كل مكونات الفريق وقد عانى اللاعبون من كثرة التنقلات لمدينة أكادير في غياب ملعب أخر يمكنه إستقبال مباريات الفريق  وكذا من تأخر توصلهم بمستحقاتهم المادية، هذا بالإضافة لعقوبات الويكلو التي أثرت على بعض نتائج الفريق والتي كانت سببا في تعرضه لأول هزيمة وهي الوحيدة أمام إتحاد طنجة وفي ظل هذه الظروف وبالرغم من تهديد اللاعبين بالإضراب في العديد من المناسبات، فإن المدرب امحمد فاخر إستطاع إحتواء الموقف ولعب دور الإطفائي في ظل عجز المكتب المسير عن الوفاء بإلتزاماته، هذا ما مكنه من إنهاء مرحلة الذهاب بأقل الخسائر وبأفضل طريقة ممكنة، بالنظر للكثير من الإكراهات التي واجهت الفريق الأخضر.

توازن بين الدفاع والهجوم
حافظ المدرب فاخر على نفس التشكيلة الرسمية التي إنطلق بها ونادرا ما كان يغير في تشكيلته وفي 15 مباراة أشرك الإطار الرجاوي 19 لاعبا فقط وقد علل ذلك بمحدودية التركيبة البشرية وغياب بدائل في المستوى في مجموعة من المراكز، يبقى الثلاثي المتكون من الزنيتي، مابيدي والراقي الأكثر مشاركة بحضورهم الرسمي في كل المباريات، ليأتي بعدهم الحافيظي، الواصلي وبنحليب. بالرغم من تأكيد الإطار الرجاوي في أكثر من مرة على عدم توفره على مهاجم قناص، فإن الملاحظ وجود نوع من التوازن بين خطي الدفاع والهجوم، حيث سجل الفريق 19 هدفا ويأتي في المرتبة الرابعة كأفضل هجوم، في حين دخلت شباكه 10 أهداف فقط، ليأتي في المرتبة الثانية كأقوى دفاع بعد النهضة البركانية.

الجمهور كان في الموعد
مرة أخرى كان الجمهور الرجاوي في الموعد، ففي الوقت الذي فضلت فيه باقي جماهير أغلب الفرق الوطنية مقاطعة المباريات، فإن أنصار الفريق الأخضر تنقلوا مع فريقهم لأكادير ولمختلف الملاعب الوطنية، ليشكلوا الإستثناء في مرحلة الذهاب، بمساندتهم اللامشروطة لفريقهم، ليساهموا في تحقيق مجموعة من النتائج الإيجابية بإعتراف المدرب فاخر الذي إشتكى من عقوبة الويكلو التي أثرت على معنويات لاعبيه، وقد إعتبر حضور الأنصار هو سر النتائج الإيجابية التي حققها النسور منذ بداية الموسم، برافو لجمهور الرجاء على وفاءه الدائم لفريقه.

ماذا عن المستقبل؟
الوضع الإداري والمالي للفريق غير مستقر، إن كانت كل المؤشرات توحي بإمكانية تحسن الأحوال المالية مستقبلا مع إفتتاح مركب محمد الخامس، في حين تبقى علامات الإستفهام مطروحة حول الجانب الإداري في ظل سحب المنخرطين للثقة في الرئيس الحالي، أما على المستوى التقني فقد أكد المدرب امحمد فاخر حاجته لتعزيز الصفوف خاصة الجبهة الهجومية، مقابل إستمرار أغلب ركائز الفريق، يبدو جليا بأن التركيبة البشرية تعاني من بعض النقص خاصة على مستوى الكم، وبالتالي فالضرورة تفرض توسيع القاعدة إما بإنتداب عناصر جديدة في حال الحصول على ترخيص من الجامعة، أو الإلتفات لمدرسة الفريق ومنح الفرصة لبعض العناصر الشابة، مع العلم أن المدرب فاخر يفضل الإعتماد على اللاعب الجاهز للمنافسة على الألقاب. كما وجب التذكير ببعض الأسماء التي لم يعتمد عليها المدرب ولم تشارك في أي دقيقة على غرار المدافع محمد طاوس،أ شرف زاهير، سعدان والمعطي تميزو.

ذهابه بالأرقام
الرجاء البيضاوي
الرتبة: 4
عدد المباريات: 15
عدد النقاط: 26
عدد الإنتصارات: 6
عدد التعادلات: 8
عدد الهزائم: 1
عدد الأهداف المسجلة: 19
عدد الأهداف المسجلة عليه: 10
نسبته العامة من الأهداف: +9
انتصاراته داخل الميدان: 3 من 7 مباريات
تعادلاته داخل الميدان: 3 من 7 مباريات
هزائمه داخل الميدان: 1 من 7 مباريات
انتصاراته خارج الميدان: 3 من 8 مباريات
تعادلاته خارج الميدان: 8 من 8 مباريات
هزائمه خارج الميدان: 0 من 8 مباريات
هدافه خلال مرحلة الذهاب: الراقي (5 أهداف)
مدربوه خلال مرحلة الذهاب: امحمد فاخر
2 لاعبان حصلا على البطاقة الحمراء: اللمطي ـ ياميق