جيل نيجيريا الذهبي سطع بتونس
انطلقت يوم 14 من يناير 2017 النسخة 31 لكأس إفريقيا للأمم والتي ستخلد الذكرى 60 لميلاد الكأس الإفريقية التي أصبحت اليوم عنوانا لإبراز الإبداع الكروي الإفريقي والتقريب بين الشعوب.
60 سنة من عمر منافسة مثيرة وجذابة سابقت الزمن وغالبت كل الإكراهات من أجل أن تبرز كواحدة من كبريات الأحداث الكروية العالمية، فلا عجب أن تصبح كأس إفريقيا للأمم بفعل ما مر عليها من نجوم وأساطير هي ثالث تظاهرة كروية من حيث العالمية وحجم المتابعة بعد كأس العالم، وبطولة أوروبا للأمم.
«المنتخب» الإلكترونية فتشت في ذاكرة التاريخ عن الميلادات وعن كل المراحل التي مرت منها الكأس القارية، لتقدم لكم بداية من اليوم القصة الكاملة لمونديال إفريقيا.
نسور قرطاج خسروا الرهان
عادت الكأس إلى التحليق شمالا بعد توقفها لمحطة واحدة بدكار لتحط الرحال مجددا بالبلدان العربية وهذه المرة من البوابة التونسية، فالأراضي الخضراء أشرقت بها شمس البطولة في ثاني مناسبة بعد دورة 1965 وإنتظرت الجماهير المحلية إحتضانها لساحات التباري حتى ترى نسور قرطاج مع الكبار بعدما تاهوا لسنوات وغابوا منذ دورة 1982 بليبيا.
وتميزت هذه الدورة بحادث مأساوي راح ضحيته أفراد المنتخب الزامبي بعد تحطم طائرتهم في سواحل ليبروفيل بالغابون قبل إنطلاق البطولة بفترة قصيرة، ولم ينجو من الفاجعة إلا النجم كالوشا بواليا الذي لم يكن على مثن الطائرة وكُتب له حضور المنافسة رفقة منتخب زامبي محلي بديل تشكل في سرعة قياسية وسافر إلى تونس مفضلا المشاركة عوض تقديم الإعتذار، لكن المفاجأة المدوية جاءت من هذه العناصر الإحتياطية التي لبست ثوب التألق الخارق في بضعة أيام وهي التي لم يكن يراهن عليها أحد، إذ حوّلت أحزان البلد إلى أفراح عقب بصمها على بطولة إستثنائية بدأت بتصدر مجموعتها في الدور الأول وهزمها لحامل اللقب المنتخب الإيفواري (1 ــ 0)، ثم إقصائها للسينغال من ربع النهاية (1 ــ 0) فسحقها لنسور مالي في المربع الذهبي برباعية تاريخية لتدهش الكل وهي تصل بثبات وبشكل أنطولوجي للمباراة النهائية.
نسور قرطاج خيبوا ظن جماهيرهم وسقطوا من الدور الأول تبعه خروج صاغر للفراعنة والنجوم السوداء من ربع النهاية، وكان سيد الدورة بلا منازع المنتخب النيجيري النموذجي بطل نسخة 1980 ووصيف دورتي 1988 و1990 والذي تشكل من فيلق مقاتل وشرس يتقدمه الهداف ياكيني، أموكاشي، أوكوشا، كانو، أوليشي والذين نالوا الإعجاب والتقدير نظير مستواهم العالي ولعبهم المازج بين القوة الإفريقية والصرامة التكتيكية الأوروبية والتقنيات البرازيلية.
كثيبة المدرب الهولندي كليمنس ويسترهوف تخطت عقبات مصر، الغابون في الدور الأول ثم الزايير بثنائية في ربع النهاية فعبور عسير إلى النهاية بعد مساندة من الحظ خلال الضربات الترجيحية ضد الكوت ديفوار في المربع الذهبي، ليجد النيجيريون أنفسهم أمام رصاصات نحاسية غاضبة ومشحونة بحب الثأر وإهداء اللقب لأرواح زملائهم المفقودين في السواحل المحيط الأطلسي بعد سقوط طائرتهم، بيد أن التأثر الكبير للزامبيين بالحادث وخبرة وحماس النيجيريين جعل اللقب يذهب إلى خزانة النسور بعد مباراة ندية قوية سجل فيها الهداف أمونيكي هدفي النصر، ليقود الخُضر إلى اللقب القاري الثاني ويعلن عن ميلاد جيل ذهبي سيفوز بالمعدن النفيس بعد سنتين بأولمبياد أطلانطا 1996.
 ــ الدورة 19 بالأرقام
كأس إفريقيا للأمم (تونس 1994)
البطل: نيجيريا
الهداف: النيجيري رشيدي ياكيني (5 أهداف)
شاركت 12 منتخبات هي: تونس، مالي، الزايير، الغابون، سيراليون، زامبيا، السينغال، الكوت ديفوار، غانا، غينيا، مصر، نيجيريا
عرفت الدورة غياب منتخبات وازنة من طينة الكاميرون، المغرب، الجزائر والتي سبق وأن توجت باللقب
ملعبا تونس وسوسة إحتضنا مقابلات الدورة والتي بلغ عددها 20 وسجلت فيها 44 هدفا
هجوم الكوت ديفوار الأقوى بـ 11 هدفا والغابون الأضعف بصفر هدف
دفاع زامبيا الأقوى بتلقي شباكه لهدفين والغابون الأضعف ب 7 أهداف
النتائج الكاملة:
دور المجموعات:
مالي ــ تونس: 2ـ0
الزايير ــ مالي: 1ـ0
تونس ــ الزايير: 1ـ1  
نيجيريا ــ الغابون: 3ـ0
مصر ــ الغابون: 4ـ0
مصر ــ نيجيريا: 0ـ0
الكوت ديفوار ــ سيراليون: 4ـ0
زامبيا ــ سيراليون: 0ـ0
زامبيا ــ الكوت ديفوار: 1ـ0
غانا ــ غينيا: 1ـ0
السينغال ــ غينيا: 2ـ1
غانا ــ السينغال: 1ـ0
ربع النهاية:
نيجيريا ــ الزايير: 2ـ0
مالي ــ مصر: 1ـ0
زامبيا ــ السينغال: 1ـ0
الكوت ديفوار ــ غانا: 2ـ1  
المربع الذهبي:
نيجيريا ــ الكوت ديفوار: 2ـ2 (فازت نيجيريا بالضربات الترجيحية)
زامبيا ــ مالي: 4 ــ 0
مباراة الترتيب:
الكوت ديفوار ــ مالي: 3 ــ 1
النهاية:
نيجيريا ــ زامبيا: 2 ــ 1