أصبحت معطيات كرة هذا الزمان تصيب فعلا بالغثيان بل تفقد الحليم كياسته، وتدخل الجميع مدن الحيرة فيظلون السبل ليصبح الكل «فهايمي» وعالم زمانه، كيف لا والخطط تناقش على قارعة الطريق ومن دون شواهد ولا حتى رقابة رادارات تخفيف السرعة.
بالكان كما بكوبا أمريكا وبينهما بكأس أوروبا للأمم، تغيرت التضاريس والمفاهيم، وما عاد الكبير على الورق بمعطيات التاريخ كبيرا على الميدان بلغة العرق وتبليل القميص، فهاهي الشيلي بكومندو عسكري ومقاتلين أشاوس تحرج البرازيل بنيمار وفيلق نجومها وتعبث بالأرجنتين وتبكي ملهمها وبرغوتها ميسي مرتين.
وبأوروبا حكم البرتغال بنسخة 2016 والتي لا ترق لنسخة 2004 الأنطولوجية التي سميت برازيل أوروبا بنجومها روي كوسطا وفيغو وفيتور بايا و روي باروس وأندرادي وفرناندو كوطو وكوتينيو ديكو وبوستيغا ونونو غوميز ومانيش وسيمو وباوليطا وحتى رنالدو في بدايته، بكوكطيل تعادلات وتتسيد قارة بها ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وحتى الإنجليز.
وآخر عجائب الكرة السبع ما حدث بالكان، بخروج ثعالب جزائرية بأفضل جيل لها من الدور الأول وبأفضل لاعب إفريقي وهو رياض محرز، وعجز الغابون بنجمها التاريخي أوباميانغ وفي حضرة أنصارها عن تحقيق ولو إنتصار شرفي، وتألق الكونغو بغياب 5 من نجومه والمنتخب المغربي بأفول 4 من عياراته الثقيلة و تتويج الكامرون من دون7 من مقاتليه ومواهبه الفذة.
لنترك كل هذا العجب  جانبا ونستعرض ما هو أعجب منه، بأن خرجت سهام من جعابها لتطعن الإطار الوطني أمين بنهاشم في ظهره لا لشيء سوى كونه بشر يمشي في الأسواق كأيها الناس ولا هو معصوم من خطأ، بان رفض التوقيع للاعب إسمه هيلر مومي بتأشير فعلي من رئيس الفريق نور الدين ادبيرة وبإجماع أهل آسفي.
وجد هيلر مومي طريقه للرجاء فسجل في أول ربع ساعة هدفين، ليخرج علماء الفضاء وفقهاء التنظير والشفوي ليعبثوا ببنهاشم ويسفهوا نظرته وما يسمى في عرف الكوايرية «الشوفة» لأنه أضاع مهاجما خرافيا أسمن همومي.
ما فعله بنهاشم سبقه إليه مدربون كبارا على مستوى العالم، ولا أحد شكك في قدراتهم التقنية ولا حتى العقلية، ولو كان ما فعله السير فيرغيسون ذات يوم وهو يترك لاعبين يرحلان بالمجان عن مانشستر وهما بيكي الذي رحل لبرشلونة وخاصة بوغبا الذي غادر لليوفي، ليتألق اللاعبان و يصبحا عالميين وبعدها يعود المانشستر ليشتري بوغبا بأكثر من 100 مليار، قلت لو حدث هنا لأعدم هذا المدرب ولو رحلوا به للمارستان.
وقبلها مدرب كبير إسمه هودسون قال لمسؤولي أنتر ميلان بأن يفسخوا عقد لاعب متواضع إسمه روبركو كارلوس فخطفه على الطاير كابيلو ساعة قبل غلق المركاو، وليصبح كارلوس أفضل مدافع أيسر بالتاريخ لكن لا أحد أحال مدرب الأنتر لمشفى المجانين.
حدث الأمر مع موريانطيس بريال مدريد حين رحله كارلوس كيروش لموناكو فرد عليه موريانطيس بهدفين في عصبة الأبطال كانا كافيين لإقصاء الريال  لكن مع إحترام مطلق لقناعة كيروش ونظرته.
هناك يؤمنون بالنسبية ولا توجد حقيقة مطلقة، كل مدرب له نظرته وما يراه كابيلو أبيض لا ينظر إليه مورينيو بنفس النظارات، وإلا لتم جلد غوارديولا بسبب يايا توري ولأعدم زيدان بسبب موراطا،هنا الأمر مختلف تماما والشوفينية تتحكم في النقاشات والضرب من تحت الحزام سيد الموقف.
يكفي أن يسجل مومي هدفين ليتحول بنهاشم لمدرب بلون غطاء قالب السكر ولا يفهم في الكرة ويا سبحان الله؟
الطوسي ضرب من نفس الكأس حين ترك ذات يوم الإيفواري كوفي بو يرحل فإذا بهذا اللاعب يسجل للماص ويعيد التسجيل والأمر تكرر مغ مواطنه غيزا الذي رفضه خريبكة، وإن نجح لاعب في هذا السياق فلا شيء يضمن له النجاح نفسه في سياق آخر ولكل مدرب نظرته.
ليس هدف أو هدفان من يسقطان الكفاءة عن بنهاشم، هي منظومة رأى هذا الإطار الشاب أن  هيلر مومي لا يتطابق معها، وهذا حق من حقوقه وحتى لو إنتهى الأمر بمومي هذا هدافا للبطولة فلن ينال الأمر شيئا من كفاءة أمين بنهاشم ولن يقلل من قيمته، بل على العكس هو التقدير المضاعف لمبادئه وأفكاره وعليه الدفاع عنها لا أن يدخل الجحر ويترك الغارات تنهال عليه.
أنا عهنا لا أترافع عن بنهاشم، لأنه قمين بفعل ذلك وفعلها حين رفض التوقيع لمومي، لكن ما قد يؤاخذ عليه مسؤولو آسفي أنهم حين رفضوا مومي كان عليهم أن يلزموا الصمت لا أن يهينوا اللاعب بخرجات رد عليها اللاعب ميدانيا ووضعهم في حرج بالغ.
على بنهاشم أن لا يخجل من شيء، فلا شيء كان سيضمن نجاح مومي في عبدة إن هو حلق اليوم مع النسر.
ولو كان هدف أو هدفان يسجلهما لاعب تعني محدودية نظرة مدرب، لكان رونار اليوم أكبر الفاشلين وزياش بعد الإقصاء يرد على الثعلب بتمريرات حاسمة وأهداف أنطولوجية، فليس هكذا تورد الإبل معشر الفهايمية..