أنا هنا لأساهم في الإرتقاء بكرة القدم الوطنية

يعتبر المدرب المغربي كريم بنشريفة من بين الكفاءات الوطنية العالية في مجال التدريب، إذ أشرف على تدريب العديد من الأندية بأوروبا والولايات المتحدة والخليج العربي والهند، وهو حاصل على أعلى ديبلوم للتدريب من طرف الإتحاد الأسيوي لكرة القدم يخول له الإشراف على تدريب ناد محترف.
«المنتخب» حاورت الإطار التقني الوطني العابر للقارات..

- المنتخب: نود أن تحدثنا عن مسيرتك في مجال التدريب؟
بنشريفة: أنا خريج المعهد الملكي لتكوين الأطر مولاي رشيد سنة 1991 تخصص كرة القدم، وخلال سنة 1992 شاركت في دورة تكوينية للمدربين بمعهد «لايبزيغ» بألمانيا الشهير تحت إشراف مدربين عالميين في مجال كرة القدم، بعد ذلك شاركت في دورة تكوينية أخرى للمدربين برومانيا كانت مفيدة للغاية، ونظرا للعلاقة المثينة التي كانت تربطني بالمسؤولين عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وخاصة في المجال التقني فقد كنت أشارك وباستمرار في أغلب الدورات التكوينية تحت إشراف خبراء مغاربة وأجانب، وخلال سنة 1997 قامت الجامعة الملكية التي كان يرأسها أنذاك الجنرال حسني بنسليمان بتشكيل منتخب وطني لكرة القدم النسوية، وكان لي الشرف أن أكون أول مدرب للمنتخب الوطني المغربي النسوي، إذ لعبنا كما تذكرون أول مباراة ودية أمام فريق سويدي بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، بعد ذلك شاركنا في دوري دولي بمصر، وفي سنة 1999 إشتغلت كمدرب مساعد بمركز التكوين للشبان التابع للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الذي ساهم في تكوين العديد من اللاعبين المميزين الذين بصموا على حضور قوي بالمنتخبات الوطنية، وخلال سنة 2000 أشرفت على تدريب نادي فلوريان المنتمي للدرجة الأولى بمالطا وكان أول سفر لي إلى القارة الأوروبية، بحيث كانت تجربة غنية ومفيدة، وفي تلك الفترة إستفدت من دورتين تكوينيتين رفقة نادي بوردو الفرنسي لمدة أسبوعين، وأيضا رفقة نادي تولوز الفرنسي، بحيث كانت هاتان التجربتان مفيدتين، إذ إكتشفت عن قرب كيف يجري تحضير فريق محترف من الناحية التقنية، البدنية والتكتيكية وطريقة الإشتغال مع اللاعبين خارج الحصص التدريبية، وكيف يعيش الفريق كلحمة واحدة قصد تحقيق الأهداف المسطرة.
هذه التجربة المفيدة ساعدتني بشكل كبير في مساري كمدرب، من خلال ستة بلدان عملت بها وهي: مالطا، سلطنة بروناي، سانغفورة، الولايات المتحدة الأمريكية، الخليج، ثم الهند.

- المنتخب: من خلال هذه المسيرة نجد أن أبرز محطة في مسيرتك كمدرب كانت بالهند، فما هي الأسباب وراء هذا النجاح؟
بنشريفة: ليس من السهل أن تدرب في البطولة الهندية وبخاصة أن تشرف على فريق مثل «مهون يكاد» الذي يعتبر من بين أعرق الأندية بالهند، إذ تأسس سنة 1889 ويتمتع بشعبية جارفة، بحيث أن معدل الجمهور الذي يحضر للملعب لمتابعة مبارياته يفوق 70 ألف متفرج، وبفضل التجربة التي راكمتها في مجال التدريب نجحت في الفوز رفقة نادي «مهون يكاد» بلقب البطولة الهندية، بالإضافة إلى كأس الهند لأحقق الإزدواجية، ومن بين المباريات المثيرة التي ما زالت موشومة في ذاكرة جمهور نادي مهون، تلك التي فزنا فيها على الغريم التقليدي بحصة "5ـ3"، وهذه المباراة التاريخية تابعها أكثر من 80 ألف متفرج، وفي الموسم الموالي أشرفت على تدريب فريق مغمور بالهند إسمه «سالكاو كار»، وتمكنت من الفوز رفقته بلقب بطولة الهند، وشاركنا في كأس آسيا للأبطال ولعبنا أمام نادي العروبة العماني، الذي كان يدربه وقتذاك المرحوم سعيد الخيدر، وتمكنا من الفوز عليه بحصة 3ـ1، بكل صراحة كانت مسيرتي جد ناجحة في البطولة الهندية كمدرب، إذ توجتها هذه المسيرة بالفوز بلقبين للبطولة وكأس الهند أمام أندية قوية كان يشرف عليها مدربون كبار ولاعبون من الطراز الرفيع، وبكل تواضع كنت أحظى بشعبية كبيرة من طرف الجمهور والصحافة الهندية، بفضل العمل الإحترافي المبني على الإحترام المتبادل بين جميع مكونات كرة القدم الهندية.

- المنتخب: هل تعتقد بأن نجاحك كان وراء ترشحيك للإشراف على تدريب منتخب الهند؟
بنشريفة: بكل صراحة أفتخر كمدرب مغربي أنني مرشح لخلافة الإنجليزي ستيفان كونسطنتين رفقة خمسة أسماء آخرين للإشراف على تدريب منتخب الهند، ومن أبرزهم البرازيلي زيكو والإيطالي زامبورطا والنيوزيلاندي ريكي هيربيرط والإنجليزي بوب هوتون والهولندي فيلموس كويفرنانس، غير أنني أفضل أن أشتغل في المغرب للمساهمة في تقديم إضافة نوعية لكرة القدم الوطنية التي دخلت عالم الإحتراف وفتحت العديد من الأوراش الهامة التي ستعود بالنفع على كرتنا، بفضل إرادة قوية للسيد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الذي جاء باستراتيجية تروم تطوير كافة بنيات كرة القدم الوطنية لتقوية هرمها، ويترجم ذلك تقنيا بوضع مقومات جديدة للإدارة التقنية الوطنية التي يقودها الإطار الكفء السيد ناصر لاركيط.

- المنتخب: كيف تقيم مشاركة المنتخب الوطني في كأس إفريقيا للأمم بالغابون؟
بنشريفة: بمنتهى الصدق والموضوعية فقد جاءت مشاركة الفريق الوطني بالغابون مستوفية لكل شروط النجاح، إذ يمثل الوصول إلى الدور ربع النهائي إعلانا صريحا عن تطابق الفريق الوطني مع إمكاناته الفردية والجماعية، ولو أنه عند تحليلنا لمباراة دور الربع أمام منتخب مصر فإن التفوق كان يجب أن يذهب للفريق الوطني، إلا أنها كرة القدم التي لها منطقها المختلف. وأعتقد أن الحضور الجيد للفريق الوطني في نهائيات كأس إفريقيا للأمم سيمثل دفعة قوية لكل مكوناته ولكرة القدم الوطنية من أجل أن تواصل العمل القاعدي بكل مهنية واحترافية، ولا خوف على كرة القدم الوطنية، ما دام أن هناك إرادة معبر عنها من قبل كل المتدخلين وفي طليعتهم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لتحصين الرياضة الأكثر شعبية في المغرب ولمزيد من تطورها.