الدورة 19 هزاتها ارتدادية

باقتراب البطولة الإحترافية من خطها المستقيم وخاصة الدورة 20 التي تعني المنعرج الحاسم والخط الفاصل الذي يمثل للفرق جلها سواء تلك المعنية باللقب أو تلك الراغبة في الإنعتاق مسلكا لا يتيح أي إمكانية لإهدار النقاط.
ولأن الجولة المقبلة تطل بشرفتها على الثلث الحاسم والمصيري فإنها تحمل في طياتها مباريات مثيرة ومشتعلة قد تحدث خلخلة في صدارة الترتيب وقد تفرز انعطافة مهمة على مستوى مشهد فض الشراكة بين الأضلاع المعنية بالبوديوم.

الدرع يعني خمسة
مبدئيا واحتكاما لما تتوفر عليه هذه الفرق من رصيد تنقيطي فإن أمر اللقب يعني 5 أندية بداية من الثنائي الوداد والدفاع الجديدي لغاية الرجاء الثالث ثم نهضة بركان المفاجأة العملاقة واتحاد طنجة المتمرد على قواعد الضيافة والصعود.
الدرع لن يخرج عن سياق الخمسة ما لم تحضر معجزة في مشهد القراءة المتبقية لشريط المباريات وما لم ينتفض فريق من الفرق الأخرى ومنها الجيش الملكي والمغرب التطواني وهو ما يبدو مستبعدا وبنسبة كبيرة نظرا لهامش التنقيط الواسع و أيضا للطريقة التي تجاري من خلالها هذه الأندية مبارياتها.
وبين الخمسة هناك ناديان فقط من سبق لهما التتويج كقواعد و قوى تقليدية وهما قطبا الدار البيضاء و3 فرق تسعى خلف المجد لم تنعم بأي لقب وهي النهضة البركانية واتحاد طنجة والدفاع الجديدي.

دورة العواصف
من المفارقات المثيرة أنه باقتراب الثلث الأخير من بدايته تحضر مباريات راعدة وقوية تضع الفرق المعنية باللقب في مواجهات مكشوفة فيما بينها.
دورة فض الشراكة ودورة بـ 6 نقاط كما نقول أحيانا أن هناك مباريات بـ 6 نقاط، كونها دورة تحمل رياحها العاتية فرقا عملاقة لمصاقرة بعضها البعض.
فحين يقف الوداد المتصدر أمام نهضة بركان الزاحف وما يفصل بينهما هو 6 نقاط فقط كون الإنتصار يجعل الوداد متقدما على ضيفه بفارق مريح وفوز الفريق البرتقالي السادس على التوالي يخوله الصدارة في حال خسر الدكاليون بالرباط وانتهت قمة البوغاز متعادلة.

تضاريس الصدارة مرشحة لتغيير جيولوجي
تأتي الدورة 19 بمتغيرات كبيرة على مستوى صدارة الترتيب وإليكم قراءة تخمينية فيما يمكن أن تؤول إليه أحداث الدورة التي بإمكانها قلب كل المعطيات رأسا على عقب:
الوداد لو يفوز على نهضة بركان سيعتلي الصدارة بغض النظر عن نتيجة الفريق الدكالي بالعاصمة الرباط وسيربح هامش 6 نقاط عن واحد من ملاحقيه المزعجين وهو نهضة بركان المنطلق بسرعة الصاروخ منذ نهاية الذهاب.
ويمكن لنهضة بركان أن يتصدر وللمرة الأولى منذ صعوده للصفوة إن فاز على الوداد وخسر الرجاء أو تعادل بطنجة وهو ما يعزز قوة القمة بين الوداد والفريق البرتقالي.
وتطل مباراة البوغاز بنفس توابل المتعة حين تضع الرجاء الثالث أماكم تحدي الثأر من اتحاد طنجة لخسارة مراكش الوحيدة هذا الموسم والفوز يحمل النسور للصدارة المشتركة مع الوداد والجديدة في حال تعادل الأخيرين والصدارة منفردا في حال انهزم الوداد والفريق الدكالي.
على أن الدفاع الجديدي بدوره على موعد مع جولة رعب حقيقية حين يحط الرحال بالعاصمة لاختبار صموده أمام الفتح وهو الذي لم ينهزم منذ 17 دورة والهزيمة وانتصار قطبا الدار البيضاء تعيد الدفاع للصف الثالث.

الهبوط مشتبك الخيوط
لغاية الدورة الحالية لا تتضح ملامح الهبوط من عدمها ولا تبرز بشكل واضح وجلي طالما أنه من الصف السادس الذي يحتله فريق المغرب التطواني لغاية الصف الأخير، حيث يتواجد النادي القنيطري الفارق هو 9 نقاط لا غير قابلة للذوبان السريع.
ولأن هامش الفارق بين كل الفرق المذكورة ضئيل  للغاية فإن ما يعزز الحماس والإثارة بخصوص مصير النازلين هو اللقاءات المقبلة والتطاحنات التي ستبرز في المقبل من المواجهات بين كل هذه الفرق التي تدرك جيدا أن التفريط في أي نقطة سيكون جالبا للمتاعب وجالبا للصداع المزمن.
وحين يسافر الكاك لملاقاة آسفي ويتواجد الحسيمة في ضيافة خريبكة ورحلة الجيش للقاء الكوكب وحتى اصطدام خنيفرة مع المغرب التطواني فإن كل هذه اللقاءات لا تختلف عن لقاءات السد المشهورة بحساباتها الدقيقة وأهمية نقاطها وما يمكنه أن تحدثه من متغيرات جمة الأمر الذي يجعلها جولة استثنائية بكل المقاييس.