تأهلنا كان صعبا وفوز الذهاب أراحنا

مرة أخرى يثبت دجيجي غيزا أنه هداف من النوع النادر، حيث واصل التألق رفقة المغرب الفاسي، فبعد أن كانت أهدافه حاسمة في نيل الفريق للقب كأس العرش وكذلك تصدره لبطولة القسم الثاني مع بداية مرحلة الإياب، عاد مجددا ليقوده نحو الدور الأول لمسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية بفضل هدفين وتمريرة حاسمة في لقاء الذهاب، جعلت الفريق في مأمن رغم الخسارة ببرازافيل بهدفين إيابا.
دجيجي غيزا الذي استطاع في ظرف وجيز أن يكسب حب جماهير الماص ليصبح في لائحة أفضل الأجانب الذين تعاقبوا على الفريق في السنوات العشر الأخيرة رفقة جيفرسون وتيغانا اللذين أهديا الماص لقب كأس العرش وكأس الكاف قبل ست سنوات.
غيزا اللاعب الخجول، الشرس داخل الملعب إلتقته «المنتخب» بعد العودة من برازافيل، وكان الحوار التالي معه:

- المنتخب: كيف كانت بداية غيزا في مشواره مع كرة القدم؟
غيزا: كحال أغلب لاعبي القارة الإفريقية مارست كرة القدم في الأحياء بمدينة غاغوانا وأثناء المشاركة في إحدى البطولات إكتشفني مسؤول من نادي «سيسبور» فضمني إلى الفريق وشاركت في البطولة الإيفوارية لأول مرة وعمري 17 عاما، حيث كان توظيفي بداية كلاعب وسط ميدان قبل أن يتم تغيير مركزي إلى قلب هجوم من قبل المدرب ريغو غورفايس.
خلال الموسم الأول 2012ـ2013 لم أشارك كثيرا، لكن انطلاقتي كانت في الموسم الموالي، حيث تألق الفريق في مسابقة البطولة المحلي وكأس الكونفدرالية الإفريقية، بينما استطعت في الموسم الثالث تسجيل ثمانية أهداف كرابع هدافي البطولة الإيفوارية.

- المنتخب: ما هو مشوارك رفقة المنتخبات الإيفوارية؟
غيزا: بدايتي كانت ضمن منتخب الناشئين، حيث شاركت في مواجهة واحدة ثم تم ضمي لمنتخب الشبان الذي شاركت معه في تصفيات كأس إفريقيا ثم الإنضمام للمنتخب المحلي في كأس إفريقيا الأخيرة، وقد خضت في مجموع اللقاءات 16 مباراة دولية وسجلت 4 أهداف.

- المنتخب: كيف تم انتقالك للمغرب الفاسي؟
غيزا: عقدي رفقة سيسبور كان لمدة خمس سنوات، لكن كنت أملك رغبة للبحث عن أجواء أخرى للإحتراف، فكانت هناك عروض من البطولتين المغربية والتونسية، لكنني فضلت العرض المغربي نظرا لمكانة الكرة المغربية في القارة الإفريقية، حيث اتصل بي أعضاء المكتب المسير للماص بعد مشاهدة الأشرطة الخاصة بمبارياتي، ثم تم عرضي على الطاقم التدريبي، حيث حظيت بثقة المدرب طارق السكتيوي الذي وافق على ضمي.

- المنتخب: هل كانت لديك فكرة عن الكرة المغربية؟
غيزا: طبعا، فالأندية المغربية خلال السنوات الأخيرة أثبتت تألقها في القارة الإفريقية، كذلك المنتخب المغربي يملك سمعة طيبة ومحبين كثر في القارة الإفريقية، وأتذكر جيدا ما قام به فريقي الحالي المغرب الفاسي في السنوات السابقة إفريقيا، كذلك تتبعت إنجاز فريق الرجاء في كأس العالم للأندية.

- المنتخب: كيف وجدت أجواء المغرب الفاسي؟
غيزا: بكل صراحة أعجبت كثيرا بأجواء مدينة فاس، حيث تجد حب الجماهير وطيبة المعاملة سواء من مسؤولي الفريق أو من اللاعبين، وكذلك الجمهور، حقيقة لم أشعر بالغربة لحظة،  أيضا ما لمسته هو التعامل الإحترافي الكبير من قبل مدرب الفريق السكتيوي الذي هو بمثابة أخ كبير لجميع اللاعبين، وهذا ما جعلني أندمج بشكل سريع مع زملائي بالفريق.

- المنتخب: كنتم على مقربة من الإقصاء أمام كارا برازافيل، بماذا يمكن أن تصف المواجهة؟
غيزا: كانت مواجهة صعبة واجهنا خلالها فريقا مغايرا بشكل كبير، فالهدف المبكر الذي سجل علينا هو ما زاد من صعوبة المباراة، لكن استطعنا أن ننهيها بالتأهل رغم الهزيمة وسنعمل على نسيان هذه المباراة مع أننا لن ننسى الإستفادة من دروسها.

- المنتخب: ما هو سبب النرفزة التي صدرت منك بعد نهاية اللقاء؟
غيزا: كنت منزعجا لعدم تمكنني من تسجيل هدف ننهي به المعاناة الكبيرة التي عشناها طوال اللقاء، لكن لسوء الحظ فشلت في مناسبتين وهو ما جعلني أشعر بنوع من عدم الرضى على أدائي بعد نهاية المباراة.
- المنتخب: حتى الأداء كان متواضعا في المباراة..

غيزا: صراحة لا أعلم ما الذي حدث، لقد شعرنا بعدم قدرتنا على مسايرة الإيقاع السريع، كما أن حرارة الجو أثرت على أغلب اللاعبين، لكن رغم ذلك قاومنا وصمدنا حتى النهاية، وكان بإمكاننا أن نسجل مرتين في الشوط الثاني من المباراة، لكن لم نوفق لسوء الحظ، إضافة إلى أن حكم اللقاء ألغى هدفا مشروعا لنا في الدقيقة الأخيرة.

- المنتخب: المرحلة القادمة ستواجهون فيها فريق مدينتك ما هو شعورك؟ 
غيزا: طبعا أنا جد سعيد بزيارة مسقط رأسي والفريق الذي لعبت له لفترة في بداية مشواري،  وأعتقد أنني سألقى استقبالا كبيرا هناك لأنه بعد معرفة القرعة تلقيت اتصالات عديدة من مسؤولي الفريق اللذين يرحبون بالمغرب الفاسي.

- المنتخب: وما هو مستوى فريق غاغوانا؟
«هو فريق متوسط المستوى، يضم لاعبين صغار السن وأغلبهم يذهبون فيما بعد نحو فرق العاصمة أبيدجان، وبكل صراحة كان انتصاره على سونابل مفاجئا بالنسبة لي، فريق غاغوانا لا تدخل في مفكرته هذه المسابقة، فهو يسعى للمحافظة على مركزه في البطولة الأولى الإيفوارية.

- المنتخب: هل تعد جماهير الماص بالتسجيل في مرمى فريقك الأصلي؟
غيزا: طبعا، فمهمتي هي تسجيل الأهداف وقيادة فريقي الحالي نحو الإنتصار، وسأحتفل بهدفي في مدينة فاس وسأحيي جماهير غاغوانا في حالة تسجيلي هدفا هناك.
أنا لاعب محترف وأعرف واجباتي وحقوقي، وهدفي هو قيادة المغرب الفاسي نحو الانتصارات في كل المسابقات.

- المنتخب: تعودون للبطولة مجددا، هل ترى أنكم قادرون على مسايرة الواجهتين؟
غيزا: لا شك أننا قادرون على ذلك، فنحن نملك مجموعة قوية تملك مؤهلات فردية عالية، لكن المهم حاليا هو خطف النقاط الثلاثة في لقاء الديربي لأنه سيكون لها تأثير كبير على الفريق.

- المنتخب: كيف ترى مستوى التنافس في بطولة القسم الثاني؟
غيزا: لقد تفاجأت لقوة اللقاءات في القسم الثاني، فجميع الفرق التي واجهناها ظهرت بشكل قوي، لكن حسبما شاهدت هناك فريقي شباب المسيرة ومولودية وجدة يعتبران منافسان للمغرب الفاسي على بطاقة الصعود، وأتمنى أن نحسم الأمر مبكرا من أجل التفرغ للبطولة الإفريقية.

- المنتخب: أنت الآن هداف الفريق في جميع المسابقات، ماذا يعني لك ذلك؟
غيزا: شيء جيد أن تكون أهدافي حاسمة، وأنا منذ جئت إلى هنا وضعت هدفا واحدا أمامي ألا وهو حصد الألقاب، وحتى الآن استطعنا حصد لقب في انتظار ألقاب أخرى في المواسم القادمة.

- المنتخب: هل يعني ذلك أنك تريد البقاء رفقة الماص؟
غيزا: نعم، أنا سعيد هنا بمدينة فاس، حيث ألمس حب جمهور الفريق وأيضا هناك أشخاص آخرين بعيدين عن كرة القدم ولا توجد في نيتي حاليا مسألة مغادرة مدينة فاس.

- المنتخب: ما هي صحة العروض التي توصلت بها؟
غيزا: حتى الآن لم أتوصل بأي عرض رسمي من قبل فريق آخر، لكن مسؤولي الفريق أبلغوني بوجود عروض شفوية تتحدث عن أرقام تفوق مليون دولار، لكن إذا ما كانت مصلحة الطرفين تقتضي مغادرتي فربما حينها سأغادر.

- المنتخب: من اللاعب الذي ترتاح للعب بجانبه؟
غيزا: طبعا كوفي بوا، هو صديقي في المنتخب المحلي، ويملك مؤهلات كبيرة وبإمكانه أن يكون هدافا للبطولة بكل أريحية بفضل ما يملكه من إمكانيات.. لقد ساعدني كوفي بشكل كبير، وأنا جد مرتاح للعب بجانبه كما كان الحال بالمنتخب المحلي الإيفواري.

- المنتخب: هل يضع غيزا عينه على المنتخب الأول؟
غيزا: هذا طموح يبقى مشروعا لأي لاعب، وأتمنى أن تساهم مشاركتي الإفريقية رفقة الماص في أن تجعل الأضواء تتجه نحوي من أجل حجز مكان رفقة المنتخب الوطني الذي يتوفر على عناصر مهمة وقوية.

- المنتخب: لقب دروغبا الجديد، ماذا يعني لك؟
غيزا: هذا لقب كبير ومطمح سأسعى لتحقيقه والسير على خطى نجم الكوت ديفوار التاريخي، لكن الطريق لا يزال طويلا ويحتاج لمزيد من الجهد والمثابرة، وأشكركم على كل حال على هذا اللقب.

- المنتخب: كلمة لجمهور المغرب الفاسي..
غيزا: أريد أن أشكركم على  محبتكم لي وأنا سأكون دائما  على العهد، وعهدي لكم هو تسجيل الأهداف بشكل مستمر.