كشف الدولي المغربي رشيد عليوي مهاجم أولمبيك نيم الفرنسي بأنه لم يدهش أبدا وهو يدخل عرين الأسود خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالغابون، وأوضح بأن مروره من الأولمبيين للمنتخب الأول ساعده كثيرا على تجاوز الخوف الذي يعد  عدو اللاعبين الأول في كرة القدم، ولم يترك المهاجم المغربي الفرصة تمر في حواره مع «المنتخب» دون أن يتحدث عن الهدف الأنطولوجي الذي سجله بمرمى فيلة كوت ديفوار في «الكان» الأخير، ورغبته في مواصلة مسيرته مع الأسود وخطف بطاقة التأهل لمونديال روسيا 2018.
عليوي تحدث عن مجموعة من المواضيع المهمة تهم مسيرته وأشياء أخرى ستكتشفونها في هذا الحوار الحصري. 

ــ المنتخب: سجلت الهدف 13 لك رفقة أولمبيك نيم بفرنسا هذا الموسم، ما يؤكد أنك تسير في الإتجاه الصحيح؟
عليوي: كل لاعب يشغل مركز قلب الهجوم يكون مطالبا بتسجيل الأهداف فتلك مهمته الأولى، شخصيا ورغم بلوغي للهدف 13 في بطولة هذا الموسم أطمح لإنهاء الموسم على أعلى مستوى من خلال تسجيل أكبر عدد من الأهداف لمواصلة لفث الأنظار في البطولة الفرنسية في درجتها الثانية والتي تشهد متابعة إعلامية وجماهيرية كبيرة.
منذ عودتي من الغابون، حيث خضت نهائيات كأس إفريقيا مع الأسود حاولت جاهدا الرفع من إيقاع التداريب لمواصلة الحضور بشكل جيد مع فريقي، والحمد لله أسير في الإتجاه الصحيح ولا أشغل بالي بأي شيء آخر غير كرة القدم التي أركز فيها وأمنحها كامل حقها بإعتبارها مورد رزقي.

ــ المنتخب: العديد من المتتبعين لمسيرتك الكروية وبخاصة هذا الموسم يجمعون على ضرورة مغادرتك لـ «الليغ2» بعد المستوى الذي بلغته، هل توصلت بعروض لمغادرة نيم؟
عليوي: بعد محادثات أجريتها مع وكيل أعمالي قررت عدم الإهتمام بالعروض أو إمكانية المغادرة مع نهاية الموسم، شخصيا أركز فقط على الملعب والتداريب، ولا أدخل مع وكيلي في التفاصيل، فالوقت الحالي ليس مناسبا لأشغل نفسي ببعض الأمور التي قد تؤثر على عطائي.
أعتز بموسمي الحالي مع نيم وأتطلع لأنهيه على أعلى مستوى، ومن ثم النظر في المستقبل.

ــ المنتخب: ما الذي يستهويك أكثر، هل مواصلة الرحلة في فرنسا أم  خارجها؟
عليوي: صراحة أتمنى اللعب في البطولة الفرنسية في درجتها الأولى لا أريد حرق المراحل ولا أحلم بأشياء قد لا تتحقق، لذلك سيكون من الرائع إيجاد مكان رفقة ناد يمارس في  الصفوة بالبلد الذي أعرفه جيدا.

ــ المنتخب: لنعرج عن المنتخب المغربي، فقد تعرف عليك الجمهور أكثر بعد الهدف الأنطولوجي الذي سجلته بمرمى كوت ديفوار؟
عليوي: كان هدفا رائعا صراحة أمام كوت ديفوار، أتمنى أن أعود وأسجل مثله في مباريات مقبلة مع الأسود، لحد الآن أتذكر كيف دخلت دون دهشة وهزمت حارس الإيفواريين، صراحة كانت لحظات لا تنسى أبدا.

ــ المنتخب: لعبك دون مركب نقص ودون دهشة يعتبر واحدا من أسرار تفوقك، من أين تستمد هذه القوة؟
عليوي: المنتخب المغربي ليس بجديد بالنسبة لي، فقد كنت من اللاعبين الذين مروا عبر المنتخب المغربي الأولمبي على عهد الهولندي بيم فيربيك، وتلك التجربة أفادتني بشكل كبير من أجل ولوج المنتخب الأول دون رهبة أو خوف.
لذلك وفي كل مباراة أتلقى فيها دعوة اللحاق بالمنتخب المغربي أكون جاهزا ولا يهمني أن أدخل كأساسي أو أجلس في الإحتياط، المهم بالنسبة لي هو تسجيل الأهداف فقط.

ــ المنتخب: بعد هدفك في مرمى كوت ديفوار المغاربة تداولوا مختلف أهدافك الشبيهة بالهدف الذي سجلته على الفيلة، هل تتدرب على ذلك كثيرا، أم أنها موهبة فقط؟
عليوي: سأكون كاذبا إن قلت لك أنني لا أتدرب على التسديد في تداريب فريقي، فشخصيا أحرص على تخصيص بعض التمارين الإضافية من أجل التسديدات المؤطرة وعندما أدخل المباريات أعمل على تجريب حظي والحمد لله أنني أوفق في مرات عديدة.

ــ المنتخب: بعد عودتك من نهائيات كأس إفريقيا للأمم، هل تلقيت إتصالا من رونار؟
عليوي: الناخب الوطني هنأني بعد مشاركتي مع المنتخب المغربي في نهائيات كأس إفريقيا وتواصل معي مؤخرا وطلب مني مواصلة العمل بجدية، شأنه في ذلك شأن مساعده باتريس بوميل الذي أثنى علي ونصحني بدوره بضرورة الإجتهاد أكثر لأبلغ مستويات كبيرة.

ــ المنتخب: تعيش هذا الموسم واحدا من أفضل مواسمك بفرنسا مع فريقك نيم عكس ما كان عليه الحال مغ غانغان أو حتى خلال فترة مرورك مع سطاد لافال؟
عليوي: داخل نيم وجدت كل الظروف مهيأة أمامي من أجل التألق عكس ما كان عليه الحال مع غانغان الذي لم تتح لي فرصة الظهور معه كثيرا كون خط هجوم الفريق أنذاك كان يشهد تواجد لاعبين يقبضون على الرسمية، لكنني واصلت العمل وكنت دوما مؤمنا بإمكانياتي إلى أن حان وقتي مع نيم الذي أشتغل داخله بإرتياح وأعمل رفقته في أجواء إحترافية يطبعها الإحترام بين مختلف اللاعبين وكذا المسؤولين.

ــ المنتخب: حدثنا عن نوعية العقد الذي يربطك بنيم؟
عليوي: عقدي يمتد مع نيم لغاية 30 يونيو 2019، ولست نادما على التوقيع مع هذا الفريق لأنني أحسست لأول مرة في مسيرتي الكروية أنني محاط بأشخاص يطمحون كي أبلغ مستويات جد عالية وضمنهم أصحاب القرار داخل الفريق.

ــ المنتخب: تحدثت عن تجربتك السابقة مع الأولمبي المغربي وكيف ساعدتك في الإنصهار مع المنتخب الأول، هل بإمكاننا أن نرى عليوي ينافس جميع المهاجمين للقبض على رسمية مطلقة مع الأسود؟
عليوي: لست متفقا على كلمة الرسمية المطلقة، لكنني سأشتغل جاهدا من أجل المنافسة بقوة على مكان مع المنتخب المغربي، أتمنى أن تتاح لي كامل الفرصة خلال المباراتين المقبلتين أمام بوركينافاسو وتونس من أجل اللعب لوقت طويل، خاصة وأنني أحس بنفسي قادرا على العطاء أكثر، وكما ذكرت سابقا فمروري السابق بالأولمبيين تعلمت منه معنى الصبر من أجل القبض على الرسمية يوما ما رفقة المنتخب الأول.

ــ المنتخب: كيف تقرأ إختيار مواجهة بوركينافاسو وكذا تونس وديا في مارس المقبل؟
عليوي: المنتخبان معا أظهرا إمكانيات جد محترمة خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالغابون، وأظن أن جامعة الكرة وكذا الناخب الوطني هيرفي رونار أحسنا الإختيار،ومواجهة المنتخبين معا ستكون جد مفيدة بالنسبة لنا وهي مناسبة جديدة سنجدد فيها العهد بملاقاة الجمهور المغربي في ملعب مراكش.

ــ المنتخب: وبغض النظر عن المستوى الذي قدمه المنتخب المغربي في نهائيات كأس إفريقيا للأمم، هل ترى بأن الفريق الوطني قادر على تدارك ما فات خلال إقصائيات كأس العالم في باقي الجولات؟
عليوي:شخصيا أنا متفائل بمستقبل المنتخب المغربي في إقصائيات كأس العالم خلال الجولات المقبلة، لنا كافة الإمكانيات من أجل تحقيق نتائج إيجابية، فكما تابع الجميع الغابون وكوت ديفوار اللذين تعادلنا معهما  في إقصائيات المونديال خرجا من الدور الأول في «الكان»، لكن هذا لا يعني أنهما منتخبين ضعيفين، وسيسعيان من أجل التعويض في إقصائيات كأس العالم.
ما أريد التأكيد عليه هو أننا أصبحنا نتوفر على منتخب يلعب بروح المجموعة ويلغي النزعة الفردانية وهذا شيء مهم سيمكن العناصر الوطنية من تحقيق نتائج إيجابية دون أدنى شك.

ــ المنتخب: حضور المحترفين المغاربة بعد المشاركة في كأس إفريقيا كان متباينا بين من عاد للرسمية ومن فقدها، ماذا تقول في هذا الصدد؟
عليوي: هذا الأمر لم يحدث للاعبي المنتخب المغربي فقط، بل للعديد من اللاعبين الأفارقة الذين شاركوا مع منتخبات بلادهم، وبالتدريج ستعود كل العناصر المغربية لمكانها الرسمي وهذا الأمر يتطلب بعض الوقت لأن هناك بعض المدربين يتعاملون مع مثل هذه الأمور بحزم، ولا يريدون منح لاعبيهم رسمية مطلقة في كل المباريات.
وكما تابع العديد من المغاربة فإن معظم اللاعبين إستعادوا رسميتهم وهذا مفيد للمنتخب المغربي الذي يحتاج لأن تظل المنافسة قائمة داخله.

ــ المنتخب: بعد إكتشاف مجموعة جديدة من اللاعبين المغاربة لأجواء الأدغال الإفريقية، هل بإمكانهم العودة بالإنتصار أمام مالي برسم الجولة الثالثة من تصفيات المونديال والحفاظ على المكتسبات التي تحققت في «الكان» الأخير؟
عليوي: بإمكاننا تحقيق الإنتصار على مالي رغم أن المباراة تختلف كثيرا عن ما عشناه في كأس إفريقيا للأمم، أظن أن العناصر الوطنية ستكون مطالبة أكثر من أي وقت مضى لتحقيق الإنتصار في الجولة الثالثة من تصفيات المونديال من أجل تدارك ما فات، للحفاظ على المكتسبات التي تحققت في «الكان» الأخير وأولها اللعب بروح المجموعة.

ــ المنتخب: نعرف أنك واحد من أبناء المهجر العاشقين للمغرب والذي لا يتواني في الدفاع عنه، من أين تنحدر بالضبط ؟
عليوي: الأصل من الجنوب وبالضبط من الراشيدية، لكن إقامة الوالدين كانت بمدينة طنجة ومغربيتي أعتز بها أينما حللت وإرتحلت.

ــ المنتخب: ومن هو قدورتك من اللاعبين المغاربة الذين مروا من المنتخب المغربي في فترة سابقة؟
عليوي: صراحة كنت دوما معجبا بمصطفى حجي ليس لأنه مساعدا للناخب الوطني أقول هذا الكلام، لكنه كان بالفعل لاعبا كبيرا.