كسر مدرب الدفاع الحسني الجديدي عبد الرحيم طاليب جدار الصمت إثر تعرضه في مباراة الكوكب المراكشي لسيل من الإنتقادات اللاذعة والمضايقات من قبل بعض الأشخاص الذين كانوا يؤثثون مدرجات ملعب العبدي، وصلت إلى حد إتهامه وسط المباراة بالموالاة لفريقه الأم الوداد الرياضي ردا على التغييرات التي أقدم عليها في الشوط الثاني التي همت بعض لاعبي الخط الأمامي، وأنحى مروض الفرسان باللائمة على بعض الجهات دون أن يسميها التي تخدم بطريقة غير مباشرة أجندة على حد تعبيره بعض الفرق المنافسة من خلال ترويجها لإشاعات عارية من الصحة ضد بعض اللاعبين وأفراد الطاقم التقني هدفها زعزعة إستقرار الأخضر الدكالي، داعيا إياهم إلى التحلي بالحكمة والرزانة وتوفير الجو الملائم للفريق ليتسنى له مواصلة سعيه الحثيث لتحقيق الهدف المنشود الذي تنتظره منه جماهيره في بطولة هذا الموسم.

-المنتخب: حقق الدفاع الجديدي إنتصارا صعبا على الكوكب المراكشي أنهيتم من خلاله حالة الإستعصاء التي واجهتكم في آخر مباراتين، كيف تعلق على هذا الفوز العسير؟
- طاليب: لقد تعاهد اللاعبون قبل مباراة الكوكب التي كانت أشبه بمباراة تقرير المصير على ضرورة تحقيق الفوز للرد على كل المشككين الذين هاجموا الفريق، خاصة بعد هزيمتنا أمام الفتح التي كانت عسيرة على الهضم، فأي نتيجة ما عدا الإنتصار في اللقاء الأخير كانت ستبعدنا عن دائرة المنافسة على اللقب، وما زاد من صعوبة المباراة أننا واجهنا فريقا مراكشيا جريحا ومعذبا في أسفل الترتيب حضر إلى الجديدة لتفادي الخسارة، لذلك كنت مضطرا إلى إقحام أربعة مهاجمين دفعة واحدة منذ البداية لتعزيز حظوظنا في الإحراز أمام فريق إعتمد مبدأ الأمان، والحمد لله اللاعبون كانوا رجالا في الميدان وآمنوا بحظوظهم في الإحراز، إلى أن تأتى لنا هدف الإنتصار الذي مكننا من بلوغ النقطة الأربعين التي مكنتنا من الإستمرار في دائرة الطليعة وبفارق بسيط عن المتصدر والمطارد المباشر يمكن تذويبه في قادم المباريات، خاصة وأننا سنستقبل بميداننا كل من الوداد الرياضي والنهضة البركانية، وفي حال تحقيقنا للفوز في هاذين اللقاءين ستتقوى حظوظنا في بلوغ منصة التتويج إن شاء الله، وأعد الجمهور بأننا لن نستسلم وسنؤمن بحظوظنا إلى آخر دورة  من البطولة، لأننا نملك فريقا قادر على مقارعة الكبار.

- المنتخب: انتابتك حالة من القلق بعد نهاية مباراة الكوكب أفسدت عليك نشوة الإنتصار، هل لك أن توضح للقراء أسباب هاته النرفزة؟ 
- طاليب: (لقد خضنا اللقاء تحت ضغط نفسي رهيب بسبب كثرة الإشاعات المغرضة التي كانت تروج ضد الفريق للنيل من سمعته، كنا ننتظر أن يقف الجمهور بجانبنا كما عودنا دائما، إلا أن بعض الأشخاص سامحهم الله والذين لا يمثلون الجمهور الجديدي الحقيقي هاجموا اللاعبين والطاقم التقني أثناء المباراة، ولم أسلم شخصيا من هاته التحرشات إلى درجة أن البعض إتهمني بالموالاة لأحد الفرق المنافسة، لا لشيء سوى لأنني إستبدلت أحداد بدياكتي، مع أن هذا اللاعب لا يمكنه أن يخوض أكثر من 70 دقيقة في المباراة لكونه يشكو من آلام في الفخذ، كما فتح آخرون النار على أزارو الذي لا أحد ينكر مساهماته البارزة في التحول الإيجابي الذي شهده الفريق الدكالي، لغاية الأسف هناك من يسعى إلى تطبيق «ريموت كونترول» دفاعا عن بعض الأشخاص، وأنا بطبعي لا أسمح لأحد بالتدخل في إختصاصاتي، وما تبث يوما أنني خنت الأمانة لأن أخلاقي لا تسمح لي بذلك).

المنتخب: قبل مباراتكم أمام الكوكب تعثر الدفاع في دورتين متتاليتين لم يجن خلالهما سوى نقطة واحدة من تعادل بالميدان، هل صحيح أن فريقكم مر من مرحلة فراغ قصيرة في البطولة؟
- طاليب (أعتقد أنه من السابق لأوانه الحديث عن مرحلة فراغ في الوقت الراهن ، طالما أن الفريق  الدكالي لم يذق طعم الهزيمة على إمتداد 17 دورة متتالية في البطولة، ويملك أكبر عدد من الإنتصارات بالميدان، صحيح أننا أضعنا نقاط الفوز بميداننا في ديربي دكالة عبدة في الأنفاس الأخيرة من المباراة من خطإ في التغطية الدفاعية وبنفس الطريقة أيضا تجرعنا مرارة خسارة غير مستحقة أمام بطل الموسم الماضي إتحاد الفتح الرياضي في المباراة الموالية كانت كلفتها غالية، حيث أفقدتنا الصدارة، وكان من الطبيعي جدا أن تخلف هاتين النتيجتين السلبيتين ردود فعل قوية وإحباطا كبيرا في صفوف الجماهير، بل ذهب البعض إلى قصف الفريق في مواقع التواصل الإجتماعي وإصدار أحكام متسرعة في حقه أدخلت بعض اللاعبين دائرة الشك، وهو أمر غير مقبول، لكنني من موقعي كمدرب لدي الثقة الكاملة في المجموعة الجديدية ولا يمكن لي أن أكون مجحفا في حق اللاعبين بعد تعرض الفريق لكبوتين متتاليتين وسط البطولة).

-المنتخب: لكن هناك من ربط النتائج غير المستقرة للدفاع بإفتقاد أغلب لاعبيه للتجربة الكافية وثقافة الألقاب؟
- طاليب: (أولا ،أعود لأؤكد عبر منبركم الاعلامي المتميز بأن الكبوتين السابقتين أمر عاد جدا في كرة القدم ويمكن أن يحدث هذا لأي فريق في العالم، في ما يخص عنصر التجربة أتفق معك في أنه بإستثناء الحارس عزيز الكيناني وبنسبة أقل بامعمر وحدراف، فإن باقي اللاعبين لم يسبق لهم بلوغ منصة التتويج، وأغلبهم شبان وليست لهم التجربة الكافية على صعيد  منافسات البطولة الوطنية الإحترافية، لكن هذا ليس مبررا معقولا نعلق عليه تعثرات الفريق التي تحدث من حين لآخر. لقد إتفقت عند قدومي للجديدة مع المسؤولين في إطار عقد الأهداف طبعا على بناء فريق تنافسي ينافس على الألقاب، وذلك على مراحل، أي في الموسم الثالث، لكن بفعل التحضير الجيد الذي قمنا به في الصيف الماضي والتجاوب الإيجابي للاعبين مع طريقة العمل الحديثة التي يعتمدها الطاقم التقني للنادي خلال التداريب، بدأنا نجني ثمار العمل في الموسم الأول، ومن ثمة إرتفع سقف الطموحات، وهذا شيء طبيعي علما أن الفريق في نفس الفترة من السنة الماضية كان يكابد من إجل تثبيت أقدامه بقسم الكبار، مما يعني أننا نسير في الإتجاه الصحيح، لكن مع ذلك ما زال ينتظر الفريق عمل كبير ليصل إلى مرحلة النضج على كافة المستويات).

 -المنتخب: يؤاخذك البعض على تغليبك أحيانا للعاطفة سواء في إختيار التشكيلة الأساسية أو أثناء القيام بتبديلات خلال المباريات، كيف ترد على هاته الإتهامات؟
- طاليب: (هذا هراء وكلام لا أساس له من الصحة، لأن عبد ربه لا تسمح له تربيته ولا تكوينه العلمي والبيداغوجي أن يتعامل بمنطق الكيل بمكيالين داخل الفريق الدكالي، وما تبث يوما أن غلبت العاطفة في إختياراتي البشرية التي تحددها الجاهزية والتنافسية وليس شيئا آخر، واللاعبون أنفسهم يعرفون ذلك ، ما يجب على أصحاب الأحكام الجاهزة أن يعرفونه هو أن الغيابات الاضطرارية الناتجة عن الأعطاب التي لازمت بعض اللاعبين الأساسيين وإفتقاد آخرين للتنافسية الكافية، أمثال: بارني، المفتول، دياكيتي، حمامي وآخرين. قلصا من هامش إختياراتي في المباريات الأخيرة، وفرض علي تغيير مراكز بعض العناصر لتغطية الخصائص والحفاظ على التوازن، وهي إكراهات لا يعرفها كثير من الناس الذين أدعوهم إلى التحلي بالحكمة والرزانة، وأتوجه إلى هؤلاء بطلب واحد: «رجاء، خليونا نخدمو»، لأن مثل هاته الإشاعات الكاذبة والمؤثرات الخارجية تضر بمصلحة الدفاع وتخدم مصالح المنافسين).