كما كان منتظرا حافظ الناخب الوطني عن نواة الأسود التي شاركت مؤخرا في نهائيات كأس إفريقيا للأمم مع إضافة أملاح جديدة لتعزيز الصفوف والوقوف عن أدائها مع إحداث تغييرات غير مفهومة في سياق ما يراه الرجل أهلا لإشتغاله، وشكلت القائمة مجموعة من التغييرات والمفاجآت الصادمة في آخر اللحظات دون مبرر وبعضها حديث نقاش في ما غيب أو كان على وقع التغيير لعودة آخرين، وعلى كل سيكون رونار على بينة من أمره على الأقل ليناقش الإعلام المغربي حول هذه القناعات.
الخروبي وحده داخل النص

لا شك أن هيرفي رونار حينما اعتمد على ثلاثي حراس المرمى الذين شاركوا في كأس إفريقيا الأخيرة، إنما استدل على منطق عدم المساس بهؤلاء بغض النظر عن غياب التنافسية لدى الحارس الأول منير المحمدي الذي كان بالفعل ظاهرة «الكان» لكنه تلقى ضريبة العودة إلى الإحتياط كنتيجة حتمية ليتم ترسيم الحارس الثاني الإسباني أيطور(25 عاما) الذي سرق مكانة المحمدي منذ 18 دجنبر الماضي إلى اليوم بتعداد 11 مباراة الأخيرة لعبها من ذات التاريخ المذكور إلى اليوم، فيما حضر المحمدي فقط المباريات الست الأخيرة برغم تذبذب نتائج الفريق من دون أن يمس المدرب عرينه مطلقا، لذلك يمكن القول أن المحمدي لم يلعب ولو لقاء واحدا بعد الكان وهي علامة مؤثرة نسبيا وليست ذات تأثير على مستوى الحراس عادة في منظور المدربين، ونفس هذا الأمر ينسجم مع الحارس الدولي الثاني ياسين بونو الذي عاش نفس السيناريو مع جيرونا بمقاصد عالية من الفريق الذي يلعب على الصعود واستمرار الحارس روني (33 عاما) في الحفاظ على نسق الفريق منذ غياب بونو لمدة أطول أي من الإصابة ثم العودة كاحتياطي وإلى المنتخب المغربي في النهائيات، وكل هذه العوامل ساهمت في الغياب التنافسي لياسين رغم جاهزيته الدائمة كحارس ثاني، إلا أن عرين الأسود ظل متمسكا فقط بأريحية الحارس الثالث ياسين الخروبي الذي صان مرمى فريقه لوكوموتيف بلوفديف في خمس مباريات على التوالي منذ العودة من الكان، ما يؤكد أن الخروبي ظل هو المسيطر على التنافسية مع فريقه البلغاري مقارنة مع المحمدي وبونو،  ولذلك ورغم هذه التحليل المنطقي للتنافسية، تمسك رونار بحراس البطولات الأوروبية دون أن يمس بهم لأنهم أصل استقرار الفريق الوطني من هذا الجانب.

ADVERTISEMENTS

أضلاع الدفاع بالإضافة وقنبلة بنعطية
وإن كنا ننتظر ردة رونار في تجويد الخط الدفاعي بوجوه أخرى سواء من البطولة أو أسماء وازنة أخرى بأوروبا من قبيل زهير فضال الذي يقدم اليوم واحدا من أفضل المواسم الكروية في مشواره بالليغا، ومسألة تغييب الدولي عطوشي المبعد بعد الكان، فقد شاء تركيز الرجل التقني على إيمانه بالإبقاء على التوابث الرئيسية التي شاركت في الكان الأخير حفاظا على الترسانة والتناغم مع إضافة ملح جديد على ذات الخط أي باستعادة عبد الحميد الكوثري الذي غاب عن الكان للإصابة وهو الذي كان موضوع حديث بديل له في السابق بقيمة عطوشي، ومع عودة الكوثري إستبعد الآن عطوشي من العرين كاختيار يرى فيه رونار لاعبا كبيرا ودوليا سابقا مفروض أن يكون مع الفيلق وربحا إضافيا للأدوار التي يمكن أن تغير سايس من الدفاع إلى الوسط ولو أو رونار أصبح اليوم يلعب بخط ثلاثي صارم لا بد أن يكون له بديل صلب، أما ثاني الإختيارات فهو الواعد أشرف حكيمي الذي يلعب للفريق الملكي ريال مدريد الثاني وبحس كبير في الجهة اليمنى التي سيصبح فيها هو مستقبل الفريق الوطني، ما يعني أن مركز الظهير الأيمن أضحى ثابتا بعيارات درار وشفيق وحكيمي الذي سنشاهده عن قرب في الوديتين القادمتين حتى ولو كان مركز الظهير الأيمن مسخر بثلاثة وجوه، فيما ظل حمزة منديل يجسد دور الظهير الأيسر رغم قلة التنافسية مع الفريق الأول والذي دشن معه أصلا دقائق قليلة في مباراة واحدة وأخرى كاملة عن كأس عصبة فرنسا بعد الكان، ما يعني أن هذا المركز لا يحمله حمزة على أكتافه لوحده وإنما هناك الكوثري الذي يمكن أن يشتغل على ذلك مع تسجيل استمرار غياب أشرف لزعر المهمش بتشكيل نيوكاستل الأنجليزي، وكل هذه الأسماء بعد الكان تباينت تنافسيتهم بالنزول والصعود والإستقرار كما هو الشأن بالنسبة للكوثري وداكوسطا وشفيق الملزمين بالتنافسية الدائمة وعودة شبه رسمية لبنعطية وسايس، فيما يتعذب نبيل درار في العودة إلى مكانه الطبيعي مع موناكو ولم ينل الرسمية منذ العودة من الكان، ولذلك يظل الخط الدفاعي مستقرا على أضلاعه المعروفة بإضافة يستقي منها رونار أهليتها للدفاع عن حظوظها، إلا أن القنبلة الموقوتة التي زعزعت كيان وعرين الأسود هي الضربة التي وجهها بنعطية لرونار بعدم الإستجابة للدعوة لأسباب يراها منطقية بالنظر إلى أن وضعيته رفقة فريقه جوفنتوس جد صعبة على مستوى غياب التنافسية في محاولة لإسترجاع المكانة والهوية على أن أساس أن يعود إلى الفريق الوطني على أعلى مستوى بعد أن أجبرته الإصابات إلى غيابات إضطرارية، إلا أن هذه المفاجأة التي رسمها بنعطية على موقع التواصل الإجتماعي لا تنم عن النضج والعقل لدى لاعب دولي وعميد كونه غيب الحوار المباشر مع رونار أو الجامعة أو حتى راسل الجميع برسالة استعطاف مقبولة في اتجاه احترام الموقف.

بنشرقي ملح الوسط
ومثلما كان عليه الحال في الخط الدفاعي قدم رونار وسطه النموذجي المعروف حفاظا على استقرار الوجوه التي قدمت مباريات بدنية عالية بنفس الوجوه المعروفة لدى المغاربة في النهائيات الأخيرة لكأس إفريقيا أبرزها كريم الأحمدي ومبارك بوصوفة وفيصل فجر ويوسف أيت بناصر ونسبيا منير عوبادي والظاهر أن هذا الوسط عرف تغييرات جديدة على مستوى الإختيارات من قبيل استعادة الدولي يونس بلهندة الذي استعاد مكانه الرسمي بنيس الفرنسي بعد شفائه من الكسر الذي تعرض له على مستوى أصابع الرجل وهو الذي كان قد اختاره قبل النهائيات بأيام قليلة قبل أن يعلن عن إصابته ويستبدل في النهاية بالدولي عمر القادوري (بدون تنافسية)، بينما الحال أن هذا اللاعب عندما حل بفريقه الجديد إيمبولي ولعب المباريات الست الأخيرة لم يعد خيارا لرونار ويوجه الدعوة لنجم الوداد أشرف بنشرقي الذي شكل أحد ظواهر البطولة مع الوداد بناء وتهديفا، ومن هنا توضحت الصورة لدى رونار مع استمرار قناعة رونار بتهميش الدولي حكيم زياش دون أسباب تذكر لما بعد الكان ولو أن اللاعب ذاته استشعر بالغبن مجددا لقصد استمرار تهميشه فضلا عن الضربات التي يتلقاها من الصحف الهولندية بعد تجديد تهميشه من لدن رونار والذي رفض كل الوساطات لإنهاء الخلاف القائم، ويظهر خط الوسط حاليا في قمة التنافسية لدى جميع الدوليين سيما بعد تعاقد عوبادي مع نيس وعودة فجر إلى التوهج مع الديبور.

العرابي.. لا مكان له في العرين 
عندما نقرأ تفاصيل الإختيارات الأخرى لخط الهجوم، يظهر أن طوارئ في الطريق غيرت القناع لدى الرجل أبرزه تغييب الدولي يوسف العرابي الذي فجر كل طاقاته بعد الكان وأضحى عنوان هدافي البطولة القطرية وعصبة أبطال آسيا مع أنه حضر الكان ولعب دقائق معدودات ولكنه لم يكن أولوية الفريق الوطني لأسباب يخفيها رونار أصلا وتظهر ملامحها اليوم من أن العرابي ورونار غير منسجمان في شيء غير مفهوم ومرموز على النقيض من مشكلة حكيم زياش الواضحة، ومع تغييب العرابي حافظ رونار على توابثه المعروفة من طينة الكوطة المرتفعة للدولي عبد العزيز بوحدوز الذي ارتقى تهديفا وتألقا في العالي مع ناديه سان بولي الألماني والحفاظ على دولية خالد بوطيب ثاني هدافي الدرجة الفرنسية الثانية ودولية يوسف النصيري الذي عاد إلى التباري مع مالقا خلال المبارتين الأخيرتين، ودولية المهدي كارسيلا المعتادة، فيما شكلت عودة الدولي الأسبق ياسين بامو مهاجم نانط كبديل للدولي رشيد العليوي الذي انتهى موسمه على وقع الإصابة على مستوى كسر في الكاحل، جديدا لدى الرأي العام المغربي ولو أن بامو لم يكن من خيارات رونار في السابق، مثلما هو حال الدولي وليد أزارو المتناقض في أدائه وفتوره عن التهديف في وقت كان قبل أشهر قليلة نجما للبطولة ولو أن هذا اللاعب بحاجة إلى دعم دولي حتى يكون هو علامة البطولة بامتياز أفضل الهدافين، وأخيرا يظهر الدولي سفيان بوفال في الواجهة بعد عودته من الإصابة وحضوره البارز مع سوثامبتون ولو كان غير مدوام على الرسمية .

ADVERTISEMENTS