لسوء حظنا أن النقاش أحيانا لطرح و عرض الأفكار يأخذنا صوب التعصب و الشوفينية التي تحاذي الواقعية و المنطق،و تترك جوهر الأمور لتخوض في الجزئيات التافهة.
و حين طالبنا هيرفي رونار أن يمنح البطولة الإحترافية اهمية اكثر و أن يلتفت لبعض اللاعبين المجتهدين فقد كانت الغاية والقصد هو بث روح التحفيز و أن يقضي على آثار الإحباط الذي أوحى للمحليين ذات فترة أنه يستحيل عليهم طرق عرين الأسود.
و اليوم حين يفتح رونار باب الفريق الوطني على مصراعي لاعبي البطولة و بهذه الكثافة فقد سار النقاش بعيدا و أخذ تجليات البوليميك الفارغ الذي يعيدنا سنوات للوراء و السؤال البيزنطي التافه: من الأفيد و الذي سيليق للفريق الوطني المحلي أم المحترف؟
هذا التمييز كان من بين مسببات هلاك العرين و تقسيمه و من بين مسببات جلب المتاعب حتى للاعبي البطولة أنفسهم بزيادة الضغط عليهم و هم لا يتحملونه كما أكدت ذلك عديد التجارب.
ما وقع عليه يميق هو مكسب صحيح، لكن لا ينبغي التفريط أو الإفراط حد المغالاة في تمجيد لاعبي البطولة لأن تجربة طنزانيا المؤسفة مع الطوسي ما تزال حاضرة وموشومة في الذاكرة يوم بعث لاعبي البطولة للمحرقة و من يومها انتهى يونس حمال و حمزة بورزوق؟
في مطلق الأحوال النقاش يجب أن يكون واقعيا بما يخدم الأجواء السائدة حاليا داخل العرين لا المساهمة في تقسيمها؟