مازالت الصدمة تسيطر على لاعبي ومسؤولي بايرن ميونيخ، بعد الهزيمة أمام الريال والخروج من عصبة الأبطال.

ورغم حديث الجميع عن أخطاء الحكم المجري فيكتور كاساي وتسببه في خسارة بايرن ميونيخ أمام ريال مدريد في ربع نهائي عصبة أبطال أوروبا، يجب على المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي أيضا الاعتراف بارتكاب ثلاثة أخطاء ساهمت في تلك الخسارة، كما علق موقع فوكس الألماني.

عدم تغيير فيدال

كان على المدرب الإيطالي ألا يترك فيدال، فاستمراره في المباراة حتى لحظة الطرد في الدقيقة 84 لم يكن قرارا موفقا من قبل أنشيلوتي.

وما كان اللاعب التشيلي سيطرد لو أن المدرب استبدل اللاعب من قبل، لكن أنشيلوتي غامر ببقاء فيدال وأخرج بدلا منه تشابي أولونسو قبل نهاية الوقت الأصلي للمباراة بربع ساعة، وكان بايرن متقدما 2-1.

وبقي فيدال ليمارس لعبه الخشن في وسط الملعب الذي ارتكب إلى حين ذلك الوقت ستة أخطاء قبل أن يعاقبه فيكتور كاساي بالبطاقة الحمراء.

نزول كوسطا بدلا من ريبيري

في الدقيقة 71 قام المدرب الإيطالي بإشراك دوجلاس كوسطا بدلا من فرانك ريبيري، وهذا التغيير "لا يمكن فهمه" فبايرن ضغط بشدة منذ بداية الشوط الثاني وكان ريبيري أحد العوامل الرئيسية للطفرة التي حققها الفريق في هذا الشوط.

وكان النجم الفرنسي ينجح بشكل مستمر في الضغط بسرعة على دفاع الريال ، وإضافة إلى ذلك فقد كان يقوم بتمريرات ذكية ويجمع اللاعبين حوله،  ورغم أن سنه 34 عاما إلا أنه في مباراة كهذه، كان باستطاعة ريبيري أيضا أن يشن هجمات طوال 120 دقيقة.

وكرر أنشيلوتي ما فعله أيضا في مباراة الذهاب واستبدل كوستا بفرانك ريبري وكما حدث أيضا في مباراة الذهاب لم يترك اللاعب البرازيلي بصمته على المباراة فانهارت فجأة الجبهة اليسري (جبهة ريبيري) بعد التغيير وضعفت فاعلية بايرن.

ويقول الموقع الألماني إن الغرض المنطقي من التغيير هو تجديد الدماء، لكن تغيير أنشيلوتي لدوجلاس كوستا كان سبب الفشل في ذلك وهذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك.

غياب البديل للنجم ليفاندوفسكي

أما أهم أخطاء أنشيلوتي على الإطلاق فلم تكن في تلك المباراة فقط، وإنما كانت موجودة حتى قبل انطلاق الموسم الحالي، حسب موقع فوكوس.

فمن أجل الحفاظ على التناغم داخل الفريق تخلى المدرب القدير بشكل مقصود عن توسيع قاعدته من اللاعبين.

ووفقا لحسابات أنشيلوتي فإن جلوس لاعبين من أصحاب المستوى الرفيع على مقاعد البدلاء مسألة تسبب مشاكل داخل الفريق.

بالنسبة للعديد من النجوم، كانت الأجواء داخل بايرن على كل حال أفضل مما كانت عليه في زمن غوارديولا، ومن بينهم ليفاندوفسكي، الذي ظهر طيلة الوقت بمستوى بدني رائع.

وأوضح كارل-هاينز رومينيغي الرئيس التنفيذي لبايرن إشكالية في الفريق عندما قال "لدينا واحد من أفضل قلب الهجوم في العالم، فلماذا يجب علينا أن نبحث عن واحد (آخر) يجلس على مقعد البدلاء 32 مرة".

لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، وفي أشد أوقات حاجة بايرن إلى النجم البولندي الاستثنائي أصيب ليفاندوفسكي، الذي لم يلعب مباراة الذهاب، ولا يوجد بديل يقترب من مستواه، فطوماس مولر لا يلعب مهاجما صريحا، وكانت نتيجة الذهاب حاسمة بشكل كبير في مصير بايرن.

ويلاحظ موقع فوكوس موضحا: "كان من الأفضل أن يوجد على مقعد البدلاء مهاجم متذمر ، ويود المشاركة في اللحظات الحاسمة."