لم تكن خطوة تجديد عقد عزيز العامري مع الجيش لموسم واحد بالمفاجئة، قياسا بالثورة التي قام بها بعد تعاقده مع الفريق العسكري، فكان إستمراره بالقلعة العسكرية لموسم آخر، تحصيل حاصل للنتائج الملفتة التي سجلها، ونابعة أيضا من حفاظ المسؤولين على الإستقرار التقني، الذي كان واحدا من نقاط قوة الجيش. 

1 ــ طفرة في النتائج
بإلقاء نظرة على الحصيلة الرقمية لعزيز العامري ودون إحتساب مباراته الأخيرة أمام شباب خنيفرة، سيتأكد أنه نجح في تحقيق المطلوب، وسجل النتائج التي إنتظرتها مكونات الفريق العسكري.
صحيح أن بدايته لم تكن مشجعة، بعدما عُين خلفا للمدرب عبدالمالك العزيز، بدليل أنه تجرع مرارة خسارتين متتاليتين أمام المغرب التطواني ونهضة بركان، إلا أن الجيش إستطاع أن ينتفض على النتائج، خاصة في مرحلة الإياب.
نجح الجيش مع العامري أن يسجل 8 إنتصارات  و7 تعادلات و3 هزائم ، وسجل هجومه  36 هدفا ودخلت مرماه 31 هدفا، ولم يخسر في 13 مباراة، أرقام تؤكد بالملموس أن مدرب الجيش حقق الأهم.

2 ــ بصمة تقنية
ولأن العامري من المدربين الذين يميلون للعب الهجومي والإستعراضي، وبناء العمليات من تمريرات قصيرة، فكان من أولوياته أن يضع هذه البصمة في أسلوب فريقه.
لم يكن سهلا على العامري أن يزرع في فكر اللاعبين فلسفته الكروية، خاصة أنه وبمجرد تعاقده مع الجيش، دخل على التو أجواء المنافسة، ولم يكن أمامه الوقت للإستعداد بأريحية، إذ كان مضغوطا بالمباريات.
لكن الرجل آمن بأدواته وقدرته على بسط أسلوبه بالفريق، بدأنا نتابع مباراة بعد أخرى كيف تغير المستوى التقني للفريق، وكيف إنسجم اللاعبون مع ما يطالب به، فجاءت المباريات معجونة بأداء رفيع، أثار إنتباه كل المتتبعين، الذين أشادوا بالأطباق الكروية  الذي  يقدمها الجيش في جميع المباريات.

3 ــ إستقرار تقني
عانى الجيش في السنوات الأخيرة من غياب الإستقرار التقني، فتعاقب على الفريق العسكري مدربون مغاربة وأجانب، دون أن تتحقق النتائج المأمولة، وتأثر الفريق كثيرا بهذا التغيير التقني، الذي ما كان  من عادات الجيش، لأن قوة هذا الفريق تكمن في إستقراره التقني، ومنحه الفرص كاملة للمدربين كيفما كانت النتائج.
إدارة الجيش وإن كانت مجبرة للحفاظ على العامري وعدم التفريط فيه بقوة النتائج، فإنه من باب العودة للتقليد التي كانت تعمل به على مستوى الإستقرار، فقد كانت مطالبة بالحفاظ على العامري وتجديد عقده.

4 ــ العودة لواجهة الألقاب
يعود آخر لقب للجيش إلى 2010، عندما  فاز مع المدرب البلجيكي والتر ماوس بكأس العرش، ومنذئذ لم ينعم الفريق العسكري بأي لقب في جميع الواجهات، ورغم أن الجيش كان يخطط في كل موسم للمنافسة على الألقاب، لكنه سرعان ما كان يتراجع ويدخل متاهة النتائج السلية، بل كان يخرج مبكرا من السباق، خاصة في البطولة، بدليل أنه نافس على تفادي النزول في بعض الموسم.
العامري وفي موسمه الثاني سيكون مطالبا بدخول المنافسة على الألقاب بجدية، قياسا مع النتائج الإيجابية، كما أن لديه تجربة في ذلك، بدليل أنه فاز بلقب البطولة مع المغرب التطواني في مناسبتين، لذلك ترى في إدارة الجيش في العامري رجل المرحلة والمناسب للعودة إلى الواجهة.