سيظل إسم المالي أبوبكار طونغارا خالدا في صفحات تاريخ الجيش الملكي، بحكم أنه أول لاعب أجنبي يحمل ألوانه، بعد أن اتخذت إدارة الفريق قرارا تاريخيا يتتعلق بفتح أبوابه للاعبين من ذوي الجنسيات غير المغربية.
طونغارا حظي بهذا الشرف، وبدأ يدافع عن ألوان فريقه إنطلاقا من مرحلة الإياب، إذ لم يخيب ظن الطاقم التقني وكل المكونات، واستطاع أن يقدم أوراق اعتماده دون انتظار، وبات واحدا من أهم اللاعبين في كتيبة المدرب عزيز العامري.
طونغارا اللاعب الخجول والخلوق، يتحدث عن شعوره وإحساسه كونه أصبح لاعبا إستثنائيا في فريق الجيش، وكذا عن الصعوبات التي واجهها قبل أن يجد فريقا بالمغرب، ثم طموحاته المستقبلية.

- المنتخب: دخلت تاريخ الجيش الملكي كأول لاعب أجنبي يحمل قميصه، ماذا يمثل لك ذلك؟
أبوبكار طونغارا: طبعا لن أكون إلا فخورا، كانت لحظة لا تنسى مع  الجيش عندما شاركت في أول مباراة لي أمام حسنية أكادير، عندما أشركني المدرب عزيز العامري في الشوط الثاني، وسائل الإعلام المغربية سلطت الضوء على ذلك وأسهبت في الحديث على هذه السابقة في تاريخ النادي، أنا سعيد وفخور لأني دخلت تاريخ النادي من بابه الواسع، والأكيد أن الكل في المغرب وخاصة داخل أسوار النادي سيتذكرني كثيرا.

- المنتخب: تحدثوا أيضا عنك في مالي..
أبوبكار طونغارا: فعلا، وسائل الإعلام سلطت الضوء على ذلك، ووصلتني أخبار تتحدث عني كثيرا كأول لاعب مالي يدافع عن ألوان فريق كبير من قيمة  الجيش الذي يعرفه أيضا الماليون، كما في المغرب نظرا لوزنه وقيمته، والإهتمام من بلدي زادني فخرا واعتزازا، لذلك أتمنى أن أكون خير سفير لمالي بالكرة المغربية.

- المنتخب: لكن الطريق نحو القلعة العسكرية لم يكن سهلا ولا مفروشا بالورود؟
أبوبكار طونغار: هذا صحيح، لقد عانيت كثيرا وكان الأمر أشبه بحلم تحقق، لأني في بعض الفترات كنت أفكر في العودة لمالي، بعد أن تعذر علي التوقيع لفريق مغربي.
البداية كانت مع شباب الحسيمة، حيث خضت اختبارا هناك عن طريق وكيل أعمالي، رفضت في البداية لأني لم أقبل فكرة إجراء الإختبار، خاصة أني إلتحقت به في وقت انتهت فيه فترة الإنتقالات، لذلك اضطررت البقاء هناك أكثر من شهر، ثم فكرت في العودة لبلدي مالي، لكن محمد بوطهير الذي كان يشغل مدربا مساعدا للمدرب التونسي كمال الزواغي، أقنعني وشجعني بالبقاء، وطلب مني أن أصبر، غير أني صدمت بعدما أكد لي الزواغي أنه غير مقتنع بي.

- المنتخب: وماذا بعد؟
أبوبكار طونغار: شخص واحد هو من ظل يؤمن بي، هو محمد بوطهير الذي وقف بجانبي، حيث سافرت لمراكش وتدربت مع أولمبيك مراكش، لكني لم أكن متحمسا للعب بالقسم الثاني، قبل أن يطلب مني بوطهير في الموسم الماضي أن ألتحق بشباب خنيفرة، بعد أن أصبح مدربا له في فترة الإنتقالات الشتوية، وأكد لي بأنه سيلعب على الصعود، فعلا قبلت ووقعت للفريق الخنيفري لموسم ونصف، وتحققت الآمال وصعدنا للدرجة الأولى، حيث كانت تجربة مهمة.

- المنتخب: لكنك غادرت الفريق الخنيفري في فترة الإنتقالات الشتوية هذا الموسم، لماذا لم تواصل مشوارك معه؟
أبوبكار طونغار: بدأت معه هذا الموسم في الدرجة الأولى وشاركت في المباريات، لكن ما حصل هو أن المسؤولين لم يصرفوا مستحقاتي المالية، مثلا لم أحصل على منحة الصعود، مشاكل الرواتب ومنحة التوقيع، حيث أصابتني بإحباط كبير، ولم أفهم لماذا تعاملوا معي بهذه الطريقة.
أؤكد هنا أن سبب رحيلي عن شباب خنيفرة وعدم تجديد عقدي له علاقة بما هو مالي، هم يعرفون أني لاعب محترف، ومصدر قوتي هي كرة القدم، كما أساعد عائلتي في مالي، لذلك آثرت الرحيل والتوقيع للجيش.

- المنتخب: ألم تشعر بنوع من الضغط وثقل المسؤولية على أنك أول لاعب أجنبي ينتظر منه الشيء الكثير؟
أبو بكار طونغارا: صحيح كنت أعرف أن الكل يتحدث عني، وأصبحت أشكل استثناءا في الكرة المغربية بصفة عامة وبالجيش بصفة خاصة، كنت مطالبا بتقديم أفضل العطاء وتأكيد أني أحسنت الإختيار باتخاذ هذه الخطوة التاريخية، فكان من الطبيعي أن أشعر بنوع من الضغط، من مكونات النادي، التي كان غرضها الأول أن تستفيد من اللاعبين الأجانب، على غرار باقي الأندية الأخرى.

- المنتخب: إنتقلت من تجربة لأخرى أكثر إشعاعا وطموحا، كيف كانت بدايتك مع الجيش؟ 
أبوبكار طونغارا: شيء طبيعي أن يكون هناك بعض القلق والضغط في البداية، خاصة أن إسمي تداول كثيرا بعد توقيعي العقد، لكن ثق بي أني لم أجد الكثير من الصعوبات، حيث وجدت كل الدعم والمساندة من مكونات الفريق، الذين مدوا إلي يد المساعدة كلما احتجت إليهم، لن أنسى أيضا الجمهور الذي استقبلني بحفاوة كبيرة ودعمني سواء داخل الملعب أو خارجه.
معرفتي ببعض اللاعبين الذين مارسوا معي في شباب خنيفرة، زاد من تدليل كل الصعاب في البداية، كأيوب عملود ومحسن العشير وكذا المعد البدني حسن. 

- المنتخب: في ظرف وجيز، تألقت وانهالت عليك العروض، هل كنت تنتظر سرعة انتقالك من لاعب مغمور إلى لاعب تتسابق عليه الأندية؟
أبوبكار طونغارا: كل شيء مرتبط بالإرادة والعزيمة، كنت واثقا من إمكانياتي، لكن في نفس الوقت كنت بحاجة لفرصة لإظهار ذلك، وقد قدمت أوراق اعتمادي مع أول فريق لعبت له وهو شباب خنيفرة.
أتفق معك، لأني لما أنتظر هذه السرعة في انتقالي لفريق كببر من قيمة الجيش، رغم أن الإحساس دائما كان ينتابني بقدرتي على النجاح في مهمتي.

- المنتخب: لماذا إخترت إذن الجيش، هل كان الدافع السبب الرئيسي لتدخل تاريخ هذا الفريق؟ 
أبوبكار طونغارا: فعلا كانت أمامي عروضا هامة من الفتح ونهضة بركان، لكن الجيش كان الفريق الذي لبى لي الشروط المالية، وكان أكثر إصرارا لانتدابي، لذلك لم يكن السبب الرئيسي أو رغبتي في دخول تاريخه، بقدر ما تعلق بالشروط المقنعة، وكذا قيمة هذا الفريق الكبير على مستوى إمكانياته وألقابه، إنه فريق يخطط للمنافسة على الألقاب، لذلك أستطيع القول أني وجدت الفريق الذي يناسبني من جميع المستويات. 

- المنتخب: كيف جاءت فكرة مغادرتك البطولة المالية، للإلتحاق بالمغرب؟
أبو بكار طونغارا: تدرجت في الفئات العمرية لمركز تكوين ساليف كيطا، لكن تعرفون أن البطولة المالية ما زالت تعيش على إيقاع الهواية وغير محترفة كما في المغرب، لذلك كل الشباب الماليين يرغبون دائما في مغادرة البطولة المالية، من أجل البحث عن تأمين مستقبلهم، وأنا لم أتردد في الرحيل بعد أن أخبرني وكيل أعمالي بأن هناك إمكانية الممارسة بالمغرب.

- المنتخب: ماذا أعطتك تجربة شباب خنيفرة؟
أبوبكار طونغار: كانت تجربة مهمة، لأنها الفرصة الأولى لمعرفة الكرة المغربية وأسلوبها وكذا الطريقة التي يعتمد عليها كل المدربين، منحتني هذه التجربة أيضا فرصة إجراء عدد من المباريات والرفع من أجواء المنافسة، كما منحتني الثقة التي كنت بحاجة إليها، لذلك أعتبرها محطة مهمة في مشواري الكروي، وهي فرصة لأشكر جميع الفعاليات الخنيفرية على مساندتها لي.

- المنتخب: هل لمست من فارق بين الكرتين المغربية والمالية؟
أبوبكار طونغارا: فعلا هناك فارق كبير بينهما، اللاعب المغربي يعتمد على التقنيات ومواهبه في المراوغة، بخلاف اللاعب المالي الذي يعتمد أكثر على ما هو بدني، ولا يميل كثيرا لمواهبه التقنية، لذلك كان علي أن أشتغل على هذا الجانب، وتجربة شباب خنيفرة كما أكدت  كانت مهمة لي بالمغرب.

- المنتخب: لم تنتظر الكثير من الوقت، حيث تأقلمت بسرعة مع أسلوب الجيش..
أبو بكار طونغار: فعلا، لقد وجدت في الجيش أسلوب لعب مختلف عن شباب خنيفرة، لأن الأخير يعتمد على الهجوم المباشر والكرات الطويلة، فيما يميل أسلوب الجيش على بناء العمليات من الوراء والتمريرات قصيرة، وبالتالي كان علي أن أشتغل في هذا الجانب من أجل إقناع المدرب.
أنا راض على ما قدمته، لكن ما زلت أتوق للمزيد في الفترة المقبلة، عبر الإجتهاد أكثر وتطوير إمكانياتي، وتطبيق ملاحظات المدرب عزيز العامري.

- المنتخب: إنتقالك للجيش تزامن مع النتائج والمستوى الذي يقدمه الجيش..
ابوبكر طونغار: يجب الإشادة بالدور الذي يقوم به الجمهور والمسؤولين والطاقم التقني واللاعبين، هناك عمل مشترك وعلاقة وطيدة بين هذه الأطراف، وأي نجاح إلا ويكون بتظافر جهود الجميع، صحيح أن النتائج لم تكن مستقرة في الذهاب، ومع إلتحاق مجموعة من اللاعبين وضمنهم أنا، تحسنت النتائج وهو مؤشر على أن الجيش يسير في طريق جيد.

- المنتخب: الموسم المقبل لن يكون عاديا بالنسبة للجيش المطالب بالمنافسة على اللقب، وليس له أي عذر في ذلك..
أبوبكار طونغارا: طبعا، لا بد من الجيش أن يعود للواجهة وينافس على الألقاب، هذا هو أمل جميع المكونات، خاصة أن كل الظروف مواتية لتحقيق ذلك، الكل الآن أصبح يتحدث عن الجيش عن طريقة لعبه والنتائج التي يسجلها، أتمنى أن يكون الموسم المقبل فأل خير على الجيش، ليتصالح مع الألقاب التي غابت عن خزانته خلال السنوات الأخيرة.

- المنتخب: وماذا عن المنتخب المالي، هل ترى نفسك قادرا على حمل ألوان المنتخب المالي؟
أبوبكار طونغارا: طبعا، أي لاعب إلا ويحلم بحمل قميص منتخب بلاده وتمثيله في أكبر التظاهرات، ولو أن هذا الأمر يبقى نوعا ما مستعصيا، ما دامت أن الأولية تكون للاعبين الذين ينشطون في البطولات الأوروبية، ومع ذلك لن أنزل يدي، بل سأجتهد وأثابر وأعمل من أجل إقناع الطاقم التقني باستدعائي، خاصة أنا دائم الإتصال بمسؤولي الجامعة المالية الذين بدورهم يتابعون أخباري.

بطاقته:
الإسم الكامل: ابو بكر طونغارا
من مواليد: 5 نونبر 1994 بباماكو
الطول: 1.76
الوزن: 69 كلغ
الفريق: الجيش الملكي
المركز: وسط هجومي
الأندية التي لعب لها: أكاديمية ساليف كيطا (منذ سن السادسة إلى 2015)
يناير 2015: شباب خنيفرة (14 مباراة ـ 2 هدفان)
2015 دجنبر 2016: شباب خنيفرة (14 مباراة ـ 2 هدفان)
يناير 2017: الجيش الملكي (10 مباريات ـ 2 هدفان)
- إنجازاته: 
كأس شمال إفريقيا مع منتخب مالي لأقل من 16 سنة (2010 بتونس) 
الصعود مع شباب خنيفرة للبطولة الإحترافية الأولى موسم (2015ـ2016)