بثوب البطل رحل الوداد البيضاوي يوم أمس الأحد لزامبيا لمواجهة فريقها زاناكو برسم الجولة الثانية من دوري مجموعات عصبة الأبطال الإفريقية، مباراة قوية وصعبة تنتظر الفرسان بعد غد الأربعاء، وتحت شعار «لا للهزيمة» سيخوض أشبال المدرب عموتة هذا النزال، وذلك بهدف الحفاظ على صدارة هذه المجموعة.
الفريق الأحمر لم يتعرض للهزيمة منذ مباراة الإياب مع مونانا الغابوني، وبدوره قدم الفريق الزامبي الكثير من القناعات في مباراته السابقة مع الأهلي المصري ما يعد بمواجهة على صفيح ساخن، فكيف استعد أصدقاء النقاش لهذه القمة الإفريقية؟

معنويات مرتفعة بعد التتويج
حسم الوداد لقب البطولة الوطنية يوم الأربعاء الماضي بعد فوزه في المباراة المؤجلة عن الدورة 28 على أولمبيك أسفي بعقدر داره، هذا الفوز السادس على التوالي، مكن الفريق الأحمر من التتويج بلقب البطولة على بعد دورتين من خط النهاية، وهذا ما أسعد الأنصار والعشاق وكل مكونات الفريق ورفع من معنويات اللاعبين الذين سيتفرغون لمنافسات عصبة الأبطال الإفريقية، وبالأخص لهذه المواجهة المفصلية مع فريق زاناكو، فالعودة بنتيجة إيجابية من قلب زامبيا هو المطلب لأنه سيضاعف بنسبة كبيرة من حظوظ المجموعة الودادية للتأهل عن هذه المجموعة.

خصم زامبي عنيد
المباريات الأولى عن هذه المجموعة قدمت لنا صورة مخالفة لكل التوقعات بعد أن استطاع الفريق الزامبي إحراج الأهلي المصري بميدانه، والعودة بتعادل ثمين من قلب الإسكندرية ما قد يقلب موازين هذه المجموعة، والمستوى الجيد الذي ظهر به فريق زاناكو في هذه القمة أرسل به الإشارات القوية التي تؤكد بأنه سيكون معادلة صعبة وقد يغير كل الحسابات و التكهنات السابقة التي كانت ترجح كفة الأهلي والوداد. ومن دون شك فإن المدرب عموتا سيقوم بدراسة الخصم بشكل جيد،ما سيمكنه من استغلال نقط الضعف التي كشفت عنها المباراة الأولى التي خاضها الفريق الزامبي بالديار المصرية، صحيح أن الخصم قدم الكثير من القناعات ونجح لاعبوه في خنق لاعبي الأهلي وتهديد شباك حارسهم أكرامي في عدة مناسبات،لكن تجربته الإفريقية محدودة ونتائجه في التصفيات لم تكن قوية، وعلى كل حال فإن المباريات تختلف ودراسة الخصم بشكل جيد وإعداد الخطة المناسبة هي الخطوة الأولى نحو النجاح، بعدها يأتي الدور على اللاعبين لتطبيق التعليمات والإنضباط داخل رقعة الملعب والتركيز سواء من الناحية الدفاعية أو كذلك على مستوى استغلال الفرص التي  ستنتج عن اندفاع محتمل للمحليين وتركهم لمساحات فارغة يتوجب استغلالها على نحو جيد باعتبارها مفتاح الفوز و ضمان التأهل في مثل هذه المباريات الإفريقية.

كوموندو لإنجاز المهة
الهاجس الأول الذي سيكون أمام العناصر الودادية في هذه المواجهة هو تفادي الهزيمة، فبعد الفوز على القطن الكامروني،و احتلال صدارة المجموعة، أصبح من اللازم التعامل مع كل المباريات المتبقية بذكاء، وذلك بعدم تضييع الفرص داخل القواعد والعودة بأقل الأضرار من المباريات خارج الميدان، لأن الهدف الأساسي هو جمع أكبر عدد من النقط التي ستمكن في الأخير من حجز بطاقة العبور عن هذه المجموعة، ولتحقيق هذا الهدف يجب على المدرب عموتة إعداد الكوموندو القادر على مواجهة مثل هذه المباريات التي تحتاج أكثر للقتالية واللعب الرجولي، فهو السلاح الذي يجب أن تتسلح به العناصر الودادية  في هذه القمة الإفريقية، وفي مثل هذه المباريات يصبح الحديث أكثر عن التلاحم و التعاون، والتركيز و الإنضباط داخل الميدان للخروج بنتيجة إيجابية وليس على الأداء الذي يبقى ثانويا، لذلك ننتظر يوم الأربعاء بزامبيا حضور روح المجموعة واستغلال الفرديات لصالح الفريق، ومثل هذه المباريات القوية والصعبة هي التي تكشف عن شخصية الفريق البطل.

التعامل بذكاء مع أطوار المباراة
قد تبدو مهمة الفريق الأحمر صعبة بعض الشيء، لكنها ليست مستحيلة، ففي النسخة السابقة تمكن الفرسان من تجاوز الكثير من العقبات الصعبة قبل أن تتوقف المسيرة عند المربع الذهبي،و حاليا اكتسبت العناصر الودادية تجربة أكبر،و فهمت معنى اللعب في الأدغال الإفريقية، وما تتطلبه هذه المباريات من حزم و جدية وصرامة وتركيز تام من بداية المباراة لنهايتها، ومن دون شك فإن التعامل بذكاء مع المباريات يساعد كثيرا على توفير سبل النجاح، فلا يجب كذلك الإكتفاء بالدفاع، بل يجب على الفريق أن يكون متوازنا ومنظما على مستوى جميع الخطوط،مع التركيز على الهجومات المضادة السريعة، وتفادي التسرع، لأنه في حال نجح الفريق الأحمر في تسجيل هدف فإن مهمة الفريق الزامبي ستصبح أكثر تعقيدا، والسيناريو الأفضل بالنسبة لأصدقاء نقاش هو النجاح في مباغثة الخصم بهدف يمكنه أن يبعثر أوراقه ويساعد العناصر الودادية على مناقشة أطوار المباراة بهدوء أكبر، خاصة أننا نعرف قدرة المدرب عموتا على إغلاق المنافذ وصعوبة التسجيل على الوداد خاصة إن كان سباقا لافتتاح الحصة.

الثقة في المؤهلات بالنسبة للعناصر الودادية
الوداد تسبقه سمعته لزامبيا،و الأكيد أن هذا الجانب سيدفع الفريق الزامبي لمضاعفة الجهود بميدانه للحصول على نتيجة إيجابية، فعناصر زاناكو تعرف جيدا قيمة فريق الوداد ومستوى لاعبيه وستضرب له ألف حساب بالرغم من امتياز الملعب والجمهور الذي سيكون في صالحها، وهذا ما يفرض على العناصر الودادية بدورها أن تكون في مستوى إسم هذا الفريق الكبير الذي تدافع عن ألوانه، وإلى جانب احترام الخصم، عليها كذلك أن تثق في إمكانياتها ومؤهلاتها، وهذه الثقة في النفس هي التي ستساعدها على التركيز أكثر و استغلال الفرص و بالتالي العودة بنتيجة إيجابية تساعد الفريق الأحمر على تمثيل الكرة المغربية أحسن تمثيل في هذه المنافسة القارية التي تتطلب جهودا كبيرة على جميع المستويات.
البرنامج
عصبة أبطال إفريقيا ـ الجولة الثانية لدور المجموعات ـ
الأربعاء 24 ماي 2017
زاناكو: ملعب هيروز الوطني: س13: زاناكو الزامبي ـ الوداد البيضاوي