ستكون مباراة الأحد ضد جنوى في المرحلة الثامنة والثلاثين الأخيرة من البطولة الإيطالية عاطفية جدا بالنسبة لجمهور روما لأن قائده الأسطوري فرانشيسكو طوتي سيخلع بعدها القميص الذي كان بمثابة جلده الثاني طيلة 25 موسما، من أجل بدء مغامرة جديدة لم تعرف وجهتها.

وبما أن لكل شيء نهاية، قرر "ملك روما" أن يسدل الستار على مسيرته مع النادي الأوحد بالنسبة له، لأنه لم يعرف فريقا سوى روما الذي بدأ مشواره معه عام 1992 وخاض معه مباراته الأولى في الدوري حين كان في السادسة عشرة من عمره ضد بريشيا (2-صفر) في 28 مارس 1993.

ولم يكن طوتي يعي حينها بأن الأعوام ستقوده لكي يصبح أسطورة "أولمبيكو" وأفضل هداف في تاريخ روما (307 أهداف في جميع المسابقات و250 في البطولة) وأكثر اللاعبين مشاركة مع نادي العاصمة (785 مباراة بالمجمل و618 في الدوري).

ويختصر طوتي علاقته بفريق العاصمة بكلمات مقتضبة لكنها مليئة بالدلالات: "أنا ولدت في روما، وأنتمي إلى مدينة روما، وأشجع نادي روما".

لكن هذه العلاقة ستنتهي بعد مباراة الأحد وإن كان على أرضية الملعب وحسب، لأن هناك إمكانية بأن يواصل توتي مسيرته مع روما لكن في المكاتب حيث من المرجح أن يلعب دور المساعد للمدير الرياضي الإسباني رومان رودريغيز فيرديخو المعروف بـ"مونشي".

أكد طوتي (40 عاما) الخميس أن مباراة جنوى الأحد ستكون الأخيرة له مع فريق العاصمة الذي سيغادره "من أجل خوض تحد جديد" من دون تحديد وجهته، كاتبا في في حسابه على تويتر: "روما - جنوى الاحد 28 ماي 2017، سأرتدي قميص روما للمرة الاخيرة".

واضاف "من الصعب ان اختصر بكلمات ما تعنيه الوان روما بالنسبة الي (...) اشعر فقط ان حبي لكرة القدم لن يمحى، وهذا شغفي. كرة القدم متجذرة في اعماقي، ولا استطيع التوقف عن ممارستها، انها بمثابة غذائي. واعتبارا من الاثنين، سأكون جاهزا للرحيل (عن روما)، وانا حاضر لخوض تحد جديد".

ورغم أن إنجازات طوتي مع فريق العاصمة محدودة جدا واقتصرت على احراز لقب الدوري مرة واحدة عام 2001 والكأس الإيطالية مرتين في 2007 و2008 والكأس السوبر مرتين ايضا عامي 2001 و2007، ولم يصل حتى الى نصف نهائي عصبة أبطال أوروبا ولم يتجاوز المركز الخامس في السباق على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، فإنه نجح على أقله في توافق شخصين عرفا تاريخيا بمواقفهما المتضاربة.

الحديث هنا عن أسطورتي البرازيل والأرجنتيني بيلي ودييغو مارادونا اللذين صنفا طوتي كأحد أفضل اللاعبين في تاريخ اللعبة.

وإذا اعتبر بيليه بأن "توتي أفضل لاعب في العالم حين يكون في قمة عطائه"، رأى مارادونا أن قائد "طوتي كان ويبقى أفضل لاعب رأيته في حياتي"، لكن هذا الموقف قد لا يعجب نجما عملاقي اسبانيا ريال مدريد وبرشلونة، البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي اللذين احتكرا جائزة أفضل لاعب في العالم منذ 2008.

ورغم تتويجه بلقب مونديال المانيا 2006 مع المنتخب الإيطالي، لكن هناك القليل من الصور والذكريات التي تربطه تاريخيا بـ"الاتزوري"، في حين أن اسم نادي روما ملازم لصورة توتي، إن كان بتسديداته "الساقطة"، بتمريراته من الجهة الخارجية للقدم، بركلاته الحرة التي أسكن بها الكرات في زاوية المرمى، وبكراته المتبادلة مع الأرجنتيني غابرييل باتيستوتا، فينتشنزو مونتيلا أو أنطونيو كاسانو.

لهذه الأسباب سيحتشد حوالي 65 ألف مشجع في مدرجات الملعب الأولمبي يوم الأحد لوداع توتي في مباراة هامة جدا لفريق المدرب لوتشيانو سباليتي لأنه بحاجة الى الفوز على جنوى لضمان مركزه الثاني المؤهل مباشرة الى عصبة ابطال اوروبا الموسم المقبل كونه يتقدم بفارق نقطة فقط عن نابولي الثالث.

ونظرا لأهمية النقاط الثلاث، من المرجح جدا أن لا يشارك طوتي أساسيا في اللقاء لأن سباليتي الذي لم يكن على أفضل علاقة بـ"الكابيتانو"، أكد أن ما يهمه من مباراة الأحد النقاط الثلاث "رغم أنه (طوتي) يستحق كل الجوائز (الممكنة) وبأن يحصد التوفيق عندما يعتزل، فوظيفتي هي أن أحرص على فوز روما. يتوجب علي أن أعامله كلاعب مهم لكن كجزء من فريق. وبصراحة، أنا مضطر في بعض الأحيان الى تقرير أشياء لا تصب في مصلحته".

لكن موقف سباليتي من طوتي لن يقف حائلا دون دخول الأخير الى أرضية الملعب من أجل وداع جمهور النادي الذي بقي وفيا له "رغم أني تلقيت عروضا كثيرة للرحيل، إلا أني قلت دائما أن غايتي هي حمل قميص ناد واحد طيلة مسيرتي. لا أتخيل نفسي أدافع عن ألوان فريق آخر... إن حبي لروما أكبر من أي عرض كان..."، بحسب ما قال هذا اللاعب في مقابلة اجراها مع موقع "فيفا" في ابريل 2012.